هاني شاكر يطرب الحضور في ليلة لن تبرح الذاكرة

قدم 22 أغنية من قديمه وجديده بمركز جابر الأحمد الثقافي

نشر في 23-12-2017
آخر تحديث 23-12-2017 | 00:05
هاني شاكر
هاني شاكر
لم يستطع أن يروي أمير الغناء العربي الفنان هاني شاكر ظمأ مريديه بالمزيد من أغنياته، فقد مرّ الحفل الذي استضافه مركز «جابر الأحمد الثقافي»، مساء أمس الأول، كلمح البصر، وكأن الليل لم يكن كافياً لإشباع محبي الطرب الأصيل بأغنيات مفعمة بالشجن والحب والغرام، فالشغف كان يحتاج إلى المزيد ليرتوي، فكلما شدا بأغنية استنجد الحضور بأخرى.
قدم هاني 22 أغنية خلال الحفل الذي توزع على فترتين، وامتد من الثامنة إلى الحادية عشرة مساءً، وكانت الأغنيات مزيجاً من قديمه وجديده، لاسيما أن بعضها راسخ في وجدان الحضور، وتمثل جزءاً من حياتهم الرومانسية، وكذلك ذكرياتهم السعيدة أو الحزينة.
وشدا هاني بأغنيات خليجية، وكذلك من التراث للفنان عبدالحليم حافظ، إذ أدى «جانا الهوا جانا» فألهب حماس الحضور، فكان الحضور كالريشة في الفضاء يحركها هاني كما يشاء. وتميز الحفل بالدقة والتنظيم والانضباط من المسؤولين في مركز جابر الأحمد الثقافي، فقد أحسنوا انتقاء المطرب، وأسعدوا الحضور في ليلة استثنائية لن تبرح الذاكرة.
أحيا أمير الغناء العربي المطرب هاني شاكر حفلا غنائيا في مركز جابر الأحمد الثقافي، مساء أمس الأول، أثبت فيه علو كعبه وتميزه في الغناء الشرقي الأصيل، فأطل بذوق الأمير الرفيع على جمهوره عقب تقديم الفرقة مقطوعة موسيقية مكونة من مزيج من ألحان أغنياته، ومنها «معقول نتقابل تاني» و»علّي الضحكاية» وغيرهما.

هاني كان مشتاقا لهذا اللقاء، لكن جمهوره الذي ملأ قاعة الحفل كان قد ذاب شوقا وهياما في أغنيات نجمه المفضل، فهو كان ينتظر اللقاء على أحر من الجمر، وكلما قلّب دفتر أغنياته باحثا عن أغنية يؤديها كانت نسمات الغرام والعشق والحب تنثر عبيرها على الجمهور، في حين تشتعل الأكف تصفيقا، والأفئدة تتقد هياماً واعجاباً، والذكريات تنساب رويداً رويداً مشهداً مشهداً، لاسيما أن أغنيات هاني تتسم وتتقاطع مع حكايات من الواقع.

أغنية مهداة إلى الكويت

حرص هاني على أداء أغنية «بلدي» في بداية الحفل، فجاء التفاعل مع هذه الكلمات التي تتغنى بمصر رائعاً، وأعقبها بأغنية خاصة مهداة إلى الكويت، يقول مطلعها: «كويتي أو مصري إيد وحدة»، وتفاعل معها الجمهور بشكل كبير.

ثم غنى «بحبك أنا»، وكان الجمهور يتمايل على نغماتها الشرقية وكلماتها الندية، أما المحطة الرابعة في الجزء الأول من الحفل فكانت أغنية خليجية بعنوان «أغلى بشر»، وكأنه يوجه حديثه إلى الجمهور، لاسيما عقب التفاعل الكبير الذي فوجئ به.

وفي الثامنة والنصف شدا هاني «كدا برضو يا قمر»، وفي هذه الأغنية كان الجمهور يغني مع قمره، الذي يغيب في السماء هذه الليلة، بينما هو مستقر في وجدانهم، وكانت الإضاءة معبرة بشكل كبير في هذه الأغنية، وجاءت تشكيلاتها متناسقة جدا.

وعلى وهج الإضاءة انتقل هاني إلى أغنية «بعد حبك»، ثم أعقبها بأغنية خليجية «من يقول إني نسيتك»، ثم «مع قلبك إنت وبس»، وأعقبها بـ»مساء النور والهنا»، ثم «سألتك»، وختم الجزء الأول من الحفل بأغنية «ياريتني».

وفي الجزء الثاني من الحفل غنى هاني شاكر 11 أغنية هي بالترتيب: «يا هلي يا هلي» و»كل ليلة» و»غلطة» و»نسيانك صعب أكيد» و»لو رحت بعيد» و»أنا قلبي ليك» و»ماتهدديش بالانسحاب» و»وجانا الهوا» و»لو بتحب حقيقي» و»هو انت لسه بتسألي» و»علي الضحكاية».

التواصل مع الجمهور

واشتهر أمير الغناء بحديثه مع الجمهور أثناء حفلاته، فكان يحرص على اي تعليق من الجمهور، فكلما سمع صوت محب يطالبه بغناء أو يبارك له بعيد ميلاده كان يرد شكرا وانت طيب، ونظرا لهذا التواصل كان الحفل مفعما بالمودة والحب بين النجم ومريديه.

كما حرص هاني على إهداء أغنية خاصة للكويت، وقال ضمن هذا السياق: «أنا مشتاق للغناء في الكويت، لأني منذ فترة لم أحيي أي حفل على هذه الأرض الطيبة».

وفيما يتعلق بطلبات الجمهور حول الأغنيات التي يودون سماعها، رد ممازحا: «ربنا يسهل، على فكرة انت بتنقي حاجات صعبة»، وقال: «إن أردت تقديم كل الأغنيات التي تريدون سماعها أعتقد أننا بحاجة إلى حفلين إضافيين، قولوا بقى جايين على طمع».

التفاتة رائعة

لم يفت القائمين على مركز جابر الأحمد الثقافي مشاركة الفنان هاني شاكر احتفاله بعيد ميلاده، إذ قدموا له كعكة كبيرة في الجزء الثاني من الوصلة عقب أغنية «يا هلي يا هلي»، وكانت هذه المفاجأة التفاتة رائعة.

بدوره، أشاد المطرب هاني شاكر بتنظيم الحفل في يوم عيد ميلاده، شاكرا القائمين على مركز جابر الأحمد الثقافي، وقال عن هذه المفاجأة: «أنا أشعر بأنني في الثلاثين من عمري، واشكركم على هذا الاحتفاء».

وتميز الحفل بالأداء القوي المدعم بخبرة طويلة من الفنان هاني في التعامل مع الحفلات الغنائية والجمهور، فكان سريع البديهة في تقديم أغنيات يطلبها الجمهور، لأنه لمس مدى تعطش الحضور إلى أغنياته.

وقدم الفنان أداء استثنائيا جاء متنوعا بإحساس بالكلمة منقطع النظير، فهو كان يغني وكأنه ينزف نغمة أو كبليه، إضافة إلى أن نبرة صوته كانت تصعد بسهولة على السلم الموسيقي، وتنزل بسلاسة وجمال فكانت الآه التي ينطقها يئن لها الجمهور.

يشار إلى ان الفرقة الموسيقية المصاحبة للفنان هاني شاكر كانت بقيادة المايسترو ابراهيم الموجي.

الطفل الموهوب أصبح أميراً للغناء العربي

بدأ هاني شاكر مشواره الفني منذ الصغر، إذ ظهرت موهبته في الغناء الفردي في العديد من برامج الأطفال على الشاشة الصغيرة، حتى تألق في دور البطولة؛ مطرباً وممثلاً، في الفيلم الغنائي «سيد درويش» على الشاشة الكبيرة.

اشترك في كورال أطفال محافظة القاهرة، بقيادة الأستاذة رتيبة الحفني، وأحيا العديد من الحفلات الغنائية في محافظات مصر المختلفة، لكن لم يدر في خلده أنه سيكون أميرا للغناء العربي فيما بعد.

وواصل هاني مشواره الفني إلى جانب دراسته الأكاديمية الموسيقية في الكونسيرفاتوار، إلى أن تبنى موهبته الغنائية الملحن الكبير محمد الموجي، الذي قدمه صوتاً جديداً موهوباً في زمن الطرب الأصيل في حفل كبير بصحبة الفنانة الراحلة فايزة أحمد، وكانت البداية رائعة وقوية تجسَّدت في أغنيات «حلوة يا دنيا» و»سيبوني أحب» و»قسمة ونصيب» و»كده برضه يا قمر».

نجح هاني في أداء أدوار البطولة مطرباً وممثلاً في مسرحيات وأفلام غنائية استعراضية، مثل مسرحية «سندريلا والمداح» مع الفنانة نيللي، وأفلام مثل «عندما يغني الحب» و»عايشين للحب» و»هذا أحبه وهذا أريده».

حفلت مسيرة هاني بالعديد من الألبومات الغنائية، التي شملت أغنيات عاطفية ورومانسية ووطنية ودينية يتجاوز عددها 500 أغنية تعاون فيها مع كبار المؤلفين والملحنين، وحازت أعماله إعجاب الجمهور العربي أينما وجد.

قدم أداء استثنائياً متنوعاً بإحساس منقطع النظير

الفرقة الموسيقية قادها المايسترو إبراهيم الموجي
back to top