زمن معكوس!
![تهاني الرفاعي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/201_1683223496.jpg)
كانت تلك المواقف أولى الصدمات التي ساهمت في تراخي إرادتنا وطموحاتنا، وجعلتنا في فتور مُبهم، لم نكن نعلم أنها بعض صدمات أُخريات، ولم نكن ندري أنها مجرد البداية، والآتي أكبر وأعظم! هنالك خلل ما في هذه الحياة، هنالك ظلم ما لا يقبله العقل أو المنطق. وللأسف تكاثر الفساد إلى أن اعتدناه، فصار عاديا جدا أن يرأسك من لا خبرة له ولا شهادة، وبات عاديا جدا أن تدخل على اختصاصي لا يفهم، واشترى شهادته الاستشارية بالحيلة و"عاش الدور"! بل تطور الموضوع إلى أكثر من ذلك، فصار أغلب التافهين مشاهير، والمجانين حكاما، والمهرجون مكرمين، والعصاميون مهمشين!انقلبت الموازين وصار الشريف الذي يمشي على صراط مستقيم هو المتخلف وقليل حظ ورزق! والدجالون المرتزقة الوصوليون هم الذين يصلون إلى القمم، هنالك شيء ما يحدث خفية، فلا يُعقل أن يكون سلم الحياة مغشوشا، أو ربما يعمل عكسيا، فكلما صعدت خطوة نزلت من الجانب الآخر دون أن تشعر، أو ربما الدنيا بكاملها صارت "مقلوبة باتنجان"؛ واللذاذة كلها تكمن في الأسفل والقاع، ولا شيء في الأعلى، لا أدري حقيقة ما الذي يحدث؟!وكما يقول أنطونيو تابوكي: "العالمُ هستيريٌ في هذه اللحظة، ويجب على الأجيال الشابة البحث عن الأصالة بغية محاربة هذه الفظاعة وهذا الجنون".