جاء اختياري لهذا العنوان لأبين مدى أهمية هذا الموضوع، وسبب كثرة تطرق الإعلام ووسائله المتعددة إليه، فالاهتمام بالأبناء ورعايتهم وحمايتهم من أخطار متعددة قد تصادفهم في حياتهم، كلها أمور واجبة على كل أب وأم، سواء كانا مرتبطين أم منفصلين.يحظى الطفل منذ الولادة برعاية وحنان والديه، حتى يستطيع أن يعتمد على نفسه ويقوم ببعض ما يستطيع القيام به في حياته، وحتى يصل إلى عمر يستطيع فيه الدفاع عن نفسه والاعتماد عليها، ومن أكثر المواقف التي أراها يوميا في أغلب المرافق ترك الطفل، سواء من الذكور أو الإناث، مع السائق والخادمة، أو السائق وحده أحيانا، فمهما كان انشغال الوالدين بأعمالهما ومصالحهما فإن في وجودهما مع أبنائهما الفائدة العظمى لإعداد طفل متزن قوي الشخصية بالمستقبل.
كثير من الحكايات والمواقف التي أراها أو أسمعها عن ترك الطفل مع سائق غريب، فحتى لو كان هذا الرجل صالحا أخلاقيا، فإنه لا يستطيع القيام بدور الوالدين في رعاية الصغير، كما أن بعض السائقين لا يجيد القيادة، وقد حصل على الرخصة بطرق ملتوية، فيعرض الأطفال للحوادث، ثم علينا ألا ننسى الموضوع الأكثر اشمئزازا، والذي سجلت فيه حالات كثيرة من التحرشات اللاأخلاقية والاعتداءات الجسدية من بعض السائقين أو الخادمات على الأطفال، متأثرين ببيئاتهم المختلفة عنا ماديا واجتماعيا وعقائديا.ونلاحظ أيضاً في المجمعات التجارية ومولات التسوق تسكع الكثير من الصغار دون الرابعة عشرة، فهناك أحياناً أطفال يقضون يوماً كاملاً مع خدمهم، بعيداً عن الأسرة، فيكتسبون العديد من الألفاظ غير الأخلاقية والتصرفات غير اللائقة فيزعجون المارة والناس الموجودين في المكان.الأولى بك أيتها الأم وأيها الأب أن تقوما بالرعاية الكاملة لأطفالكما ومتابعتهم في كل مكان، والبقاء معهم أكثر الأوقات، لكي يكتسبوا ما يليق بهم ومستقبلهم، ولا مانع من أداء بعض الواجبات الاجتماعية بشرط إيداع الصغار عند الموثوق بهم كالجد والجدة أو أحد الأقارب.كما أن أكثر أمر يقلقني ويستفزني عندما أرى طفلاً متعلقاً بخادمته أكثر من والديه وإخوته؟ أتعلمون لماذا؟ لأنها تكون معه طوال يومه، تطعمه وتهتم بنظافته، حتى أثناء نومه يكون بجوار هذه الأم المستعارة... فرفقاً بأبنائكم لأنهم نعمة من الله، وزينة الحياة الدنيا، حافظوا عليهم، فكم من شخص تمنى طفلاً ولم يحظ به، وكم من شخص فقد طفله ثم عاش في حسرة وندم، حفظ الله أبناءكم من كل شر.
مقالات - اضافات
أطفالنا أمانة
23-12-2017