يتبقى أقل من شهرين عن موعد انعقاد مؤتمر إعادة إعمار المناطق المحررة من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، والذي دعا إليه سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، حيث أكدت مصادر كويتية وعراقية أن الموعد المحدد من الطرفين مطلع فبراير.

وقالت المصادر، لـ«الجريدة»، إن التجهيزات والاستعدادات لهذا المؤتمر بدأت فعليا، وبدأت عجلة الدوران في طريق التنفيذ والتحركات على قدم وساق لإنجاح هذا المؤتمر الذي يعلق العراقيون عليه آمالا كبيرة.

Ad

وحسبما قال مصدر رفيع في الحكومة فإنه لم تحدد حتى الآن قيمة المساهمة الكويتية التي ستقدمها للعراق خلال المؤتمر، لكنه لفت الى التفاهمات الاخيرة بين القيادتين حول ملف التعويضات الكويتية، لاسيما ان الجانب الكويتي كان مرنا في المفاوضات، مؤكدا قرب الانتهاء من الملف كليا، في إشارة منه إلى ان القيادة الكويتية تحرص على مساعدة العراق للخروج من محنته والوقوف بجانبه.

ومنذ إعلان سمو الأمير عن استضافة الكويت، سارع الاتحاد الاوروبي في الإعلان هو الآخر عن رغبته في مشاركة الكويت في رئاسة المؤتمر، حيث أوفد مسؤولة الشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الاوروبي فريدردكا موغريني في يوليو الماضي، لاطلاع الكويت على هذه الرغبة.

الانتصار على «داعش»

لم يمض وقت طويل على اعلان الحكومة العراقية، على لسان رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، انتصارها النهائي على التنظيم الإرهابي، وإحكام سيطرتها على مجمل المناطق العراقية، حيث خرج مسؤولون عراقيون كبار يتحدثون عن حجم الدمار الذي خلفته الحرب، بعد السنوات القليلة من سيطرة التنظيم على محافظات الموصل ونينوى وسامراء.

وأعلن وزير التخطيط العراقي سليمان الجميلي انتهاء الوزارة من التقرير الخاص بمسح وتقييم الأضرار في المناطق المحررة من تنظيم داعش، مشيرا إلى ان حجم هذه الأضرار بلغ نحو 55 تريليون دينار، أي ما يعادل 47 مليار دولار.

وأشار في بيان، عقب لقائه السفير السويسري في العراق والأردن هانز بيتر لينز، إلى انتهاء وزارة التخطيط من إعداد التقرير الخاص بمسح وتقييم الأضرار في المناطق المحررة، والذي سيقدم خلال مؤتمر الدول المانحة الذي سيعقد في الكويت فبراير المقبل.

وتحدث عن حجم الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية في المحافظات المحررة، والذي بلغ نحو 55 تريليون دينار، أي ما يعادل 47 مليار دولار، موضحا أن هذه الأضرار تتعلق بمؤسسات الدولة فقط، وسيتم إعداد تقرير آخر عن حجم الأضرار التي لحقت بالقطاع الخاص.

خطة وطنية

ولفت الجميلي الى ان الوزارة أعدت خطة وطنية لإعادة إعمار المناطق المحررة على مدى العشرة أعوام المقبلة، وتم تقدير الكلف الإجمالية لإعادة الإعمار بـ100 مليار دولار، تشمل إعادة البنى التحتية، وتحقيق التنمية في المجال الاقتصادي، فضلا عن العمل على تحقيق التنمية البشرية والاجتماعية.

وأوضح أن إعادة الإعمار ستعتمد على ما سيتم تخصيصه في إطار الموازنة العامة للدولة، وكذلك فتح آفاق الاستثمار أمام المستثمرين، فضلا عما سيحصل عليه العراق من منح وإعانات دولية، مشددا على أن المجتمع الدولي بات يتحمل مسؤولية إنسانية وأخلاقية وقانونية إزاء العراق، لان تنظيم داعش كان يهدد العالم اجمع.

وذكر أن السفير السويسري بالعراق والأردن قال إن بلاده ستخصص سنويا نحو 18 مليون دولار لمساعدة العراق في مجال تمويل المشاريع الإنسانية وإعادة الاستقرار في المناطق المحررة، وهذه المشاريع تشمل توفير المياه والتنظيف والحماية.