وسط توقعات بظهور موجة جديدة من وباء الكوليرا في اليمن، اتهم المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، العقيد تركي المالكي، الميليشيات الحوثية بإعاقة توزيع اللقاحات، ونهب المساعدات الطبية والغذائية.

وقال المالكي إن الميليشيات المتمردة لا تنفك عن مواصلة عرقلتها وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني، ضاربة بعرض الحائط بكل القوانين الإنسانية.

Ad

وأضاف المتحدث أن إعلان اللجنة الدولية للصليب الأحمر وصول عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا في اليمن إلى مليون هو تقرير مبالغ فيه.

واعتبر المالكي أن من المستحيل «الجزم بأن الحالات مصابة بالكوليرا وليست مصابة بحالة إسهال عادية».

وأكد أن الميليشيات الحوثية تتشكك في حملات التطعيم، ولا تسمح بوصول المساعدات ولا دخول عمال الإغاثة إلى مناطقهم، كما ينهبون الطعام والإمدادات الطبية.

وجاء ذلك بالتزامن مع تقديم «مركز الملك سلمان» للإغاثة 47 شاحنة مساعدات غذائية، تمهيدا لإرسالها إلى تعز، ضمن مشروع توزيع 76 ألف سلة غذائية تستهدف مديريات المحافظة.

ويأتي مشروع التوزيع امتدادا لأكثر من 166 مشروعا نفذها المركز في جميع محافظات اليمن للتخفيف من معاناتهم جراء الأزمة التي يعيشونها.

وكانت قيادة التحالف أعلنت الأربعاء الماضي السماح باستمرار فتح ميناء الحديدة، الخاضع لسيطرة الانقلابيين، لاستقبال المواد الإغاثية والمستلزمات التجارية لمدة 30 يوما لتطبيق مقترحات مبعوث الأمين العام الخاص لليمن بشأن الميناء. ولاقت خطوة التحالف ترحيباً من حكومات غربية عدة بينها بريطانيا وواشنطن.

انتفاضة محافظ

في سياق آخر، تلقت الميليشيات الحوثية ضربة جديدة، بعدما أعلن هلال الصوفي، المعيّن من قبل «أنصار الله»، محافظا لحجة، انقلابه على الجماعة المدعومة من إيران، داعيا المواطنين إلى الوقوف في وجه الجماعة المتمردة التي أصبحت تشكل خطرا على الحاضر والمستقبل.

وقدم الصوفي، الذي عُين قبل أيام في منصب محافظ حجة، استقالته من منصبه، بسبب «تصرفات الحوثيين الميليشاوية بحق المواطنين من نهب وابتزاز واعتقالات تعسفية».

ودعا إلى وقفة سلمية صباح أمس، للمطالبة بسحب عناصر الميليشيات من المرافق الحكومية وإنهاء العبث بمؤسسات الدولة، والمطالبة بالإفراج عن الأسرى والمعتقلين السياسيين من أبناء المحافظة. وأضاف أنه «حاول التعايش مع الحوثيين، إلا أنهم أبوا إلا أن يتعاملوا معه كملحق لمشرف وليس كمحافظ للمحافظة». ومثلت انتفاضة الصوفي امتدادا لفض الرئيس الراحل علي صالح شراكته مع «أنصار الله»، قبل أن تقدم على قتله وملاحقة أنصاره من أتباع حزب «المؤتمر».

وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد مؤشرات إمكان عودة أحمد صالح نجل الرئيس الراحل إلى الحياة السياسية لقيادة «المؤتمر» أكبر أحزاب البلاد في مواجهة «أنصار الله».

تحرير الأجاشر

من جهة ثانية، تمكنت قوات الجيش من تحرير معسكر الأجاشر ومنطقة المقردعة والفراصي شمال منطقة اليتمة بمديرية خب الشعف شمال محافظة الجوف، ما مثل «قسمة لظهر الانقلابيين الحوثيين» وقطع إمداداتهم القدامة من معاقلهم الرئيسة بمحافظة صعدة.

وسيطرت قوات الجيش، ليل الخميس - الجمعة، على المعسكر وعدة مواقع بمحيطة، وعثرت على مخازن أسلحة وعتاد عسكري متنوع بدعم من مقاتلات التحالف.

برلمان انفصالي

إلى ذلك، اختار ما يعرف بـ «المجلس الانتقالي الجنوبي» في اليمن، أمس، محافظ حضرموت السابق أحمد بن بريك، رئيسا لهيئة برلمانية تمثل المحافظات الجنوبية، تمهيدا لتشكيل حكومة.

وقال ياسر اليافعي، عضو الهيئة السياسية للمجلس الساعي إلى انفصال جنوب اليمن، إن المجلس اختار بن بريك رئيسا لما يسمى «الجمعية الوطنية العمومية»، مع اختيار أنيس لقمان، وهو شخصية ناشطة من أبناء عدن، نائبا له.