ماذا نتوقع منك يا شيخ؟

نشر في 24-12-2017
آخر تحديث 24-12-2017 | 00:19
 حسن العيسى نتوقع من الشيخ ناصر صباح الأحمد الكثير كنائب أول لرئيس الوزراء ووزير للدفاع، بعد عقود من اليأس المستقر في النهج السياسي في الدولة، وأن يفتح نافذة في قضية الحريات السياسية، فقد شهدت الدولة في السنوات الأخيرة اختناقاً رهيباً عبر عدة تشريعات وممارسات قمعية، تمت من خلال قفازات القانون وببصمة مجالس نيابية وتشكيلات حكومية متعاقبة، تلك الممارسة صادرت حريات الكثيرين من الشباب الواعي والمهموم بقضية وطنه، ودخول المجلس أحد تجلياتها، سينتظر أهالي المحكوم عليهم قرار وحكم محكمة التمييز، وبعد ذلك سيكون هناك مكان للإرادة السياسية لتفتح باباً للانفراج السياسي بين المعارضين وسلطة الحكم.

يتوقع من الشيخ ناصر أن "يفرمل" قليلاً وبقدر ما يمكن من سرعة دولاب عجلة الفساد الإداري والسياسي، ولعل قرار مجلس الوزراء تحويل ملف صفقة المروحيات إلى النيابة ومكافحة الفساد بشارة خير، لكن من الطبيعي هذا ليس كافياً، ففساد "ما تشيله البعارين" ينخر في عظام مؤسسات الدولة وهو إمبراطورية متكاملة مترسخة في أعماق الدولة والمجتمع، ويتقبله الكثيرون من أفراد هذا الوطن كأمر معتاد لن ينتهي، ولن يقف عند حد إحالة لهيئة مكافحة الفساد أو ديوان المحاسبة أو النيابة، القضية تحتاج إلى خلق مؤسسات دولة حكم القانون مستقرة ومتقدمة، ونزاهة من يتم اختيارهم للمنصب العام، ولا يكون هذا إلا بسحق طقوس المحسوبيات و"التوسطات" في عالم "هذا ولدنا" وهذا محسوب علينا وهذا يمثل مصالحنا... التي هيمنت على إدارة الدولة منذ لحظة ولادة الدولة الكويتية الحديثة.

يتوقع من الشيخ ناصر سرعة التحرك في موضوع الجزر ومدينة الحرير، وتحقيق رؤية سمو الأمير المستقبلية (كويت 2035) لإيجاد رافد جديد للدخل، بعد تآكل مصدر برميل النفط، الزمن يجري بسرعة وليس في مصلحتنا، فمعظم دول الخليج، إن لم يكن كلها، سبقتنا في عالم الانفتاح التجاري وبناء المدن الاستثمارية، وهنا مازلنا نقدم قدماً ونتراجع عشر أقدام، لماذا؟ رغم أن موقع الكويت الجغرافي والبنية التحتية ووجود مؤسسات حماية قانونية وتاريخ الكويت كميناء كبير يؤهلها أكثر من شقيقاتها لتتصدر... لكن هذا لم يحدث بسبب المماحكات والاسترضاءات السياسية، وبقيت الحكومات المتعاقبة لا تعرف من أين تبدأ وأين تنتهي...؟ وهنا لنقف ونتساءل عن حكومة مازالت عاجزة في قضية بحجم الخطوط الجوية الكويتية وحسمها، كيف لها أن تمهد الطريق لموضوع بحجم تطوير الجزر ومدينة الحرير وميناء مبارك؟ ولو فتحنا أبواب الحديث عن الخراب والمماطلة والتسويف في ملفات، مثل تدهور التعليم والصحة والطرق وحيرة الحكومات التوارثية في طيها لما انتهينا.

في النهاية سيجد كل من يحاول الإصلاح الاقتصادي والسياسي أعداداً ضخمة من رؤوس الفساد الكبير والصغير وأرباب الجهل الذين سيحيكون الدسائس والمكائد وسيشرعون في فتح أبواب إعلام القيل والقال حتى تتم عرقلة وقبر أي محاولة للتغيير، فلهم مصالح ضخمة في ديمومة الحال المائل، ولكي تبقى إمبراطوريتهم الاستغلالية ومصالحهم على وضعها القديم حتى آخر قطرة من دم الوطن... فماذا سيفعل الشيخ ناصر مع هذا الركام الضخم وهذه التركة الثقيلة؟!

back to top