مع تواصل الاحتجاجات والاشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال على خلفية القرار الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، انطلقت في بيت لحم في الضفة الغربية أمس احتفالات أعياد الميلاد وسط أجواء توتر متصاعد.

ووصل إلى مدينة بيت لحم موكب المدبر الرسولي المطران بيير باتستا بيتسابالا إيذاناً ببدء احتفالات عيد الميلاد المجيد.

Ad

وأقيم استقبال رسمي لموكب المطران، الذي سار عبر بوابة تقيمها إسرائيل في جدار "الفصل العنصري" شمال مدينة بيت لحم، ترافقه مجموعات من الشرطة الفلسطينية باتجاه ساحة كنيسة المهد.

وأعلن رئيس بلدة بيت لحم أنطون سلمان أن احتفالات أعياد الميلاد المجيدة لهذا العام، التي تسير حسب التقويم الغربي في الأراضي الفلسطينية، ستقتصر على الشعائر الدينية التقليدية.

وعزا سلمان ذلك إلى أجواء التوتر التي تشهدها المناطق الفلسطينية والاحتجاجات المتصاعدة على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القدس.

وشدد سلمان على أن "الاحتفال بأعياد الميلاد في بيت لحم، هو تحدٍّ للاحتلال الإسرائيلي وممارساته، ونجاحه يعد مؤشراً للتحدي الفلسطيني، والتأكيد على حيوية الشعب واستمرار نضاله".

تظاهرات واعتقالات

في غضون ذلك، فرقت قوات إسرائيلية صباح أمس، بالقوة تظاهرة عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم باستخدام الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المدمع، وتعرض عدد من المتظاهرين للاختناق جراء استنشاق الغاز.

واعتقلت القوات الإسرائيلية، ليل السبت - الأحد، 9 فلسطينيين في البلدة القديمة وحي شعفاط وسط مدينة القدس، أغلبهم من القاصرين.

وتوفي في غزة أمس، فلسطيني متأثراً بجروح أصيب بها خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي.

وبذلك، يرتفع إلى 12 عدد الفلسطينيين، الذين قتلوا منذ إعلان ترامب قراره الاعتراف بمدينة القدس عاصمة للدولة العبرية ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إليها في 6 ديسمبر الجاري.

وكان رجال دين مسيحيون في الأراضي الفلسطينية أكدوا، أمس الأول، رفضهم إعلان ترامب. وطالبوا المجتمع الدولي بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

وتعتبر مدينة بيت لحم وجهة لمسيحيي العالم، لأنها تضم كنيسة المهد التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر عام 330 م فوق كهف أو مغارة ولد فيها السيد المسيح عليه السلام.

«الشاباك» و«يونسكو»

وذكر رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" نداف أرغمان، أمس، أن الجهاز أحبط 400 عملية حاول فلسطينيون القيام بها ضد أهداف إسرائيلية، خلال العام الحالي.

وقال أرغمان في جلسة أمام لجنة الأمن والخارجية في "الكنيست"، إن من بين تلك العمليات التي تم إحباطها "8 محاولات لخطف جنود ومستوطنين، و94 هجوماً قاتلاً".

وأضاف:" الساحة الفلسطينية غير مستقرة حالياً، وخصوصاً بعد إعلان ترامب، والواقع هو أكثر صعوبة من أي وقت مضى".

مغادرة «يونسكو»

من جهة ثانية، أوعز رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، لوزارة خارجيته بتسريع الانسحاب من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" بحلول نهاية الأسبوع الحالي، متهماً المنظمة بالانحياز للفلسطينيين.

وقال نتنياهو، في بيان صدر عن مكتبه: "أود أن أقول كلمة عن الرئيس محمود عباس، وعن الفلسطينيين، أبو مازن أعلن أنه ينسحب عملياً من العملية السلمية، وأنه ليس مهتماً إطلاقاً بأي مقترح ستقدمه الولايات المتحدة".

وتابع حديثه: "الولايات المتحدة قالت شيئاً آخر مهماً للغاية، وهو ان جذور الصراع في الشرق الأوسط لا تكمن في إسرائيل بل في إيران وفي الإسلام المتطرف وفي الإرهاب الذي يمارسه، كل هذه هي حقائق تكتشف أمام عيون الجميع".

وفي أكتوبر الماضي، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بالتحضير للانسحاب من "يونسكو".

وجاء قرار نتنياهو، آنذاك، عقب اعتماد المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية، قرار "فلسطين المحتلة" الذي نص على "وجوب التزام إسرائيل بصون سلامة، المسجد الأقصى ـ الحرم الشريف، بوصفه موقعاً إسلامياً مقدساً مخصصاً للعبادة.

نفي ولوم

في سياق آخر، نفى وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، جملة وتفصيلاً كل ما جاء في تقارير تحدثت عن علاقات تجمع السعودية بإسرائيل.

وقال قرقاش، بـ"تغريدة" على "تويتر"، لا تخلو من السخرية: "كمّ الأخبار الكاذبة عن تواصل سعودي إسرائيلي مهول، فعلاً، حدّث العاقل بما لا يُعقل، فإن صدّق فلا عقل له، والغريب أن مصدر التلفيق مطبّع، وتطبيعه موثق".

ولم يحدد المسؤول الإماراتي الجهة التي يقصدها بأنها "مصدر التلفيق"، واكتفى باتهامهم بأنهم مطبعون مع إسرائيل.

وكان قرقاش قال في "تغريدة" سابقة، معلقاً على مشروع القرار الذي مررته الجمعية العامة للأمم المتحدة حول القدس: "تجديد وتأكيد الدعم الدولي للقدس يضع القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمام العالمي، المهم أن نغلّب العمل السياسي الفاعل على محاولات التهييج والاستغلال، الدور الأهم يجب أن يكون فلسطينياً وعربياً".

من جهة أخرى، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، إنه كان على الرئيس الأميركي، أن يتصل به قبل أن يتخذ قراراً بنقل السفارة الأميركية إلى القدس.

وأضاف أردوغان: "لو كان ترامب استشارنا قبل اتخاذ قراراه بشأن القدس بصفتنا الرئيس الدوري لمنظمة التعاون الإسلامي، ما كان وقع بهذا الخطأ".

«مسيرة العار»

على صعيد منفصل، تظاهر آلاف الإسرائيليين مساء أمس الأول، للأسبوع الرابع على التوالي، في وسط تل أبيب احتجاجاً على "الفساد الحكومي" وللمطالبة باستقالة نتنياهو، الذي يخضع لتحقيقات بشبهات فساد وسط توقعات بتوجيه اتهام رسمي له.

والتظاهرة، التي أطلق عليها اسم "مسيرة العار" تخللها إطلاق هتافات تطالب نتنياهو وأعضاء آخرين "فاسدين" في حكومته بالاستقالة.