أنقرة وموسكو لإخلاء الغوطة... ودمشق تبحث عن المفقودين

• بريطانيا تستأنف دعم الشرطة في مناطق المعارضة
• «الجبهة الجنوبية» تنقلب على «آستانة» وترفض «سوتشي»

نشر في 25-12-2017
آخر تحديث 25-12-2017 | 00:03
سوريون يرتدون ملابس سانتا كلوز يجوبون شوارع دمشق على متن سيارة مزينة عشية عيد الميلاد (أ ف ب)
سوريون يرتدون ملابس سانتا كلوز يجوبون شوارع دمشق على متن سيارة مزينة عشية عيد الميلاد (أ ف ب)
مع إعلان «جيش الإسلام» تأييده لإنهاء وجود «​هيئة تحرير الشام» على تخوم دمشق​ الشرقية بأي طريقة كانت، شدد الرئيس التركي على ضرورة إنهاء معاناة نحو 400 ألف سوري يعيشون في الغوطة تحت الحصار، موضحاً أنه سيبحث مع نظيره الروسي مسألة إخراج المدنيين منها.
أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه سيبحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين مسألة إخراج المدنيين من الغوطة الشرقية، التي تحاصرها قوات الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال إردوغان، قبيل مغادرته من مطار أسنبوغا بالعاصمة أنقرة إلى جولة إفريقية، "يعيش في الغوطة الشرقية نحو 400 ألف مدني، وتحوي هذه المنطقة مجموعات إرهابية أيضا"، وتابع "يوجد 500 مدني بينهم 170 من الأطفال والنساء يحتاجون للمساعدة الإنسانية العاجلة".

وأوضح "سأجري اتصالاً مع بوتين لأبحث معه إجلاء أولئك الناس من الغوطة الشرقية دون عائق وإحضارهم إلى تركيا كي يتلقوا العناية والعلاج اللازم لهم".

وأشار أردوغان إلى أن "رئيسي الأركان الروسي والتركي يقومان باستشارات حول الموضوع لاتخاذ الخطوات اللازمة بهذا الخصوص، كما ستقوم أجهزة الاستخبارات التركية، ورئاسة إدارة الكوارث والطوارئ بالهلال بالأعمال اللازمة فيما يتعلق بهذا الشأن".

«تحرير الشام»

في السياق، أكّد الناطق باسم هيئة أركان "​جيش الإسلام​"، حمزة بيرقدار، أنّ الفصيل النافذ في المنطقة مع إنهاء وجود "هيئة تحرير الشام​" بقيادة "جبهة النصرة" سابقاً في ​غوطة دمشق​ الشرقية، بأي طريقة كانت"، مشيراً إلى أنّه لم يكن سبباً في عرقلة خروج عناصرها منها والهيئة منقسمة بين مؤيّد ورافض للخروج، وهذا ما يعرقل خروجها من الغوطة".

وقبل يومين، أصدرت "هيئة تحرير الشام" بياناً، أعلنت فيه أنّها "لن تخرج من الغوطة الشرقية لدمشق"، واتّهمت من خلاله "جيش الإسلام" بـ"محاولة تفكيك وتخريب علاقات الهيئة مع الفصائل المسلحة الموجودة في الغوطة الشرقية".

إلى ذلك، أعلن وزير العدل السوري ​هشام الشعار​، "تشكيل لجنة خاصة بالمفقودين في ​سورية لمعرفة مصيرهم".

وأشار وزير العدل، في تصريح صحافي، إلى أنّه "يتمّ التقدّم ببلاغ أو شكوى أو استدعاء للوزارة عن كلّ مفقود، وبدورنا نرسلها إلى الجهات المعنية لمعرفة مصيره"، لافتاً إلى أنّ "هناك الكثير من المفقودين لدى المسلحين، مجهولي المصير".

شرطة المعارضة

بدوره، قال مسؤول في المعارضة السورية أمس ان الحكومة البريطانية استأنفت برنامج دعم وحدات الشرطة في المناطق التي تسطير عليها المعارضة بعد تعليق دام شهرين.

ونقلت وكالة شام الاخبارية عن مسؤول الامن في محافظة حلب العميد اديب الشلاف ان مدير مشروع العدالة وأمن المجتمع (أجاكس) ابلغه عن استنئاف برنامج دعم الشرطة في مناطق المعارضة، مشيراً إلى أن بيانا رسميا سيصدر عن الحكومة البريطانية بعد عطلة أعياد الميلاد حول استئناف دعم الشرطة.

وكانت بريطانيا وهولندا علقتا برنامجا لتمويل الشرطة الحرة في سورية باسم (برنامج دعم سورية الوصول الى العدالة والامن المجتمعي) وذلك على خلفية تقرير اخباري بان الدعم يصل الى جهات متطرفة في سورية.

وبحسب المعارضة السورية، فإن الدعم البريطاني للشرطة في محافظات حلب وادلب ودرعا معلق منذ شهر.

وكانت المعارضة السورية اقامت في منتصف عام 2012 وحدات مهمتها مكافحة الجرائم وتقديم خدمات المرور لتتطور لاحقا الى تاسيس مراكز شرطة بعد انضمام ضباط وعناصر شرطة لحفظ الامن ومتابعة شؤون المدنيين.

مؤتمر سوتشي

في غضون ذلك، أعلنت فصائل المعارضة أمس رفضها المشاركة في مؤتمر الحوار السوري المقرر عقده في سوتشي الروسية نهاية يناير المقبل معتبرة ان من يشارك في المؤتمر "عدو للشعب السوري".

ونقلت شبكة "شام" الاخبارية المعارضة عن فصائل الجبهة الجنوبية وهي تحالف يضم فصائل الجيش الحر القول في بيان "ان اي شخص يشارك في مؤتمر سوتشي سواء بصفته الشخصية أو من خلال موقعه في المعارضة السياسية أو العسكرية يعتبر عدوا لها وللشعب السوري وعدوا للثورة السورية وشريكا للنظام السوري وايران وحزب الله اللبناني والميليشيات الاخرى الموالية للنظام، ويكون قد حسم امره بالوقوف إلى جانبهم".

وأشارت الفصائل الى ان قبولها الدخول في المفاوضات مع النظام السوري "كان بهدف وقف نزيف الدم وانهاء المعاناة بأقل الخسائر الممكنة بضمانات دولية والقرارات الصادرة عن الامم المتحدة".

وأوضحت أن كل جولات المفاوضات من جنيف إلى آستانة أثبتت "عدم جدية" نظام الأسد "وتنصله من كل الاستحقاقات الدولية، إذ كان يعمل على كسب المزيد من الوقت ليستمر في قتل وتهجير المدنيين من اراضيهم وبدعم حلفائه الذين بالأساس هم شركاء معه بإراقة الدم السوري".

وكان وزير خارجية كازاخستان خيرات عبدالرحمانوف أعلن يوم الجمعة الماضي أن مؤتمر الحوار الوطني السوري سيعقد في منتجع سوتشي الروسي يومي 29 و30 يناير المقبل، موضحاً أن خبراء روسيا وتركيا وإيران الدول الثلاث الضامنة لاتفاق مناطق تخفيف التوتر سيعقدون اجتماعاً تحضيرياً في سوتشي في 19 يناير للإعداد للمؤتمر.

ووجه عبدالرحمانوف، في بيان ختامي صدر عقب اجتماع الجولة الثامنة من مباحثات آستانة الدعوة للحكومة السورية والمعارضة "التي تلتزم باحترام استقلال سورية ووحدة أراضيها" للمشاركة في المؤتمر، معتبراً أنه يعطي دفعة للمفاوضات التي تجرى في جنيف ويشجع المصالحة بين السوريين على أساس التوافق والإجماع.

«جيش الإسلام» لطرد «تحرير الشام» من دمشق
back to top