سيطرت حالة من الغضب والرفض على أداء أعضاء البرلمان المصري، أمس، رداً على تحرك أعضاء في «الكونغرس» الأميركي، لإصدار قانون أطلق عليه «دعم الأقباط في مصر»، تقدمت به منظمة قبطية، بزعم تسليط الضوء على ما سموه بـ «محنة الأقباط» والدعوة إلى دعمهم دوليا، وهو الملف الذي تعتبره القاهرة حساسا لأمنها القومي، إذ يتعلق بأكبر أقلية في مصر.نواب البرلمان رأوا في التحرك الأميركي محاولة لـ «المكايدة السياسية» ضد مصر، عقب موقفها الرافض لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، إذ قال النائب عماد جاد، إن «المنظمة القبطية التي قدمت مشروع القانون لا تمت لأقباط المهجر بصلة، وأن المسؤولين عنها لا يعرفون طبيعة ما يجري في مصر»، مضيفا: «نتوقع هجوما أكبر بعد إحراج الدبلوماسية المصرية لواشنطن في ملف القدس».
بدوره، وصف رئيس «لجنة الدفاع والأمن القومي»، كمال عامر، الخطوة الأميركية بـ «المحاولة البائسة لشق صــــــف المصريين»، وأضاف لـ«الجريدة»: «لن تزيدنا إلا بمزيد من الاصطفاف، وتأكيد أن الشأن الداخلي المصري خط أحمر لا يجب تجاوزه بأي حال من أي طرف».ويعد ملف الأقلية المسيحية من أخطر الملفات الماسة بالأمن القومي المصري، فخلال القرنين الماضيين تذرعت قوى عظمى بوجود مساس بأمن الأقباط للتدخل في الشأن المصري، إذ رفعت القوات البريطانية شعار حماية الأقليات لتبدأ عام 1882، احتلالا لمصر استمر 74 عاما، فيما شهدت مصر عام 2017 سلسلة من الهجمات التي تستهدف عدة كنائس، عقب إعلان تنظيم «داعش» في نوفمبر 2016 نيته استهداف الأقباط.كاهن كنيسة العذراء القس عبدالمسيح بسيط، شدد على أنه لا أحد يرغب في تدخل أي طرف، حتى ولو كان أميركا، في الشأن المصري، بينما رفض المفكر القبطي، كمال زاخر، التدخل الأميركي، مضيفا: «هناك مشاكل في معالجة الدولة المصرية لبعض الاعتداءات على دور العبادة المسيحية، بما فيها الاعتداء الأخير على كنيسة أطفيح الأسبوع الماضي، ما يحتاج إلى مقاربات تؤكد قوة الدولة في مواجهة المتشددين بما لا يسمح لأي طرف دولي بالتدخل». المخاوف من هجمات إرهابية جديدة على الكنائس إبان احتفالات الميلاد، دفعت قوات الشرطة إلى تشديد إجراءات تأمينها، إذ قال مصدر أمني إن وزارة الداخلية دفعت بـ 250 ألف ضابط وفرد أمن وجندي إلى شوارع القاهرة والمحافظات لتأمين الكنائس خلال احتفالات أعياد الميلاد، التي بدأت مساء أمس باحتفال المسيحيين الكاثوليك والبروتستانت بعيد الميلاد، وفق التوقيت الغربي، فيما يحتفل عموم المسيحيين المصريين من الأرثوذكس بالعيد ليلة 7 يناير المقبل بحسب التوقيت الشرقي.
زيارة شكري
ووسط أزمة غير مسبوقة في العلاقات المصرية - الإثيوبية، يتوجه وزير الخارجية سامح شكري، إلى أديس أبابا الأسبوع المقبل، لإجراء محادثات مع نظيره الإثيوبي، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد تعثّر مفاوضات بناء سد النهضة الإثيوبي، إذ تصر أديس أبابا على استكمال بناء السد دون اعتبار لمطالب القاهرة بالحفاظ على حقوقها التاريخية في مياه نهر النيل المقدرة بـ 55.5 مليار متر مكعب.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبوزيد، لـ «الجريدة»، إن شكري سيتوجه إلى أديس أبابا، لطرح أفكار محددة لكيفية تجاوز المأزق الحالي بسبب تعثر مفاوضات المسار الفني بخصوص السد، مشيرا إلى أن موعد الزيارة الأسبوع المقبل، رافضا الإفصاح عن اليوم الذي ستتم فيه، وتأتي تلك الزيارة بعد تأجيل رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي مريام ديسالين، زيارته إلى القاهرة الشهر الجاري، إلى الشهر المقبل، وهي الزيارة التي عولت القاهرة عليها لحلحلة الملف.هجوم العياط
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الداخلية المصرية، أمس، مقتل 9 إرهابيين في تبادل لإطلاق النيران بمحافظة الشرقية، وقال بيان الوزارة إن معلومات وردت لقطاع الأمن الوطني باتخاذ عناصر إرهابية مزرعة كائنة بمنطقة الصالحية الجديدة بمحافظة الشرقية وكرا للاختباء والتدريب على استخدام الأسلحة لتنفيذ عملياتهم الإرهابية في شمال سيناء، كما نجحت الشرطة في ضبط 9 متهمين وبحوزتهم أسلحة في القاهرة، وأكدت معلومات «الداخلية» تورط أربعة منهم في تنفيذ حادث استهداف ارتكاز أمني أعلى محور 26 يوليو بمحافظة الجيزة في يوليو الماضي.وبينما أصيب مجند من قوات الجيش بطلق ناري في تبادل لإطلاق النار مع عناصر مسلحة أثناء عملية تمشيط لبؤر إرهابية في الشيخ زويد شمالي سيناء، أمس، أطلق ملثمون مجهولون النار على رواد أحد المقاهي بقرية العامرية التابعة لمركز العياط في محافظة الجيزة، مساء أمس الأول، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين من رواد المقهى، في حين رجحت مصادر أمنية أنه جنائي.حملة رئاسية
ووسط غموض مشهد الانتخابات الرئاسية، بسبب تراجع أعداد من أعلنوا نيتهم الترشح، واصل أنصار الرئيس عبدالفتاح السيسي، حشدهم لدعوة الأخير للترشح لفترة رئاسية ثانية (2018/ 2022)، حيث نظمت حملة «عشان تبنيها» مؤتمرا صحافيا بأحد فنادق القاهرة أمس، للإعلان عن أعداد استمارات الترشح التي جمعتها، إذ قال عضو اللجنة التأسيسية للحملة، أحمد الخطيب، إن الحملة نجحت في جمع 12 مليونا و132 ألفا و640 استمارة صحيحة، خلال 3 أشهر.في سياق ذي صلة، افتتح ائتلاف الأغلبية البرلمانية «دعم مصر»، مقره الرئيس في حي التجمع الخامس (شرقي القاهرة)، ودعا رئيس الائتلاف محمد السويدي، خلال الافتتاح الجميع للمشاركة في استكمال مسيرة الإصلاح التي بدأها الرئيس السيسي.في الأثناء، وبينما لم يحسم المرشح الرئاسي المحتمل أحمد شفيق موقفه بالترشح أو الانسحاب من المشهد السياسي، تعقد حملة المرشح الرئاسي المحتمل، خالد علي، مؤتمرا صحافيا غدا، للإعلان عن ضمانات انتخابات رئاسة الجمهورية التي تتبناها الحملة وتطرحها على القوى الديمقراطية، والرأي العام.