في مبادرة منها لجعل الفن بمتناول الجميع، وتحويل المتاحف إلى مساحات لا تختزن أصوات الفنانين والحرفيين والقيمين والمؤرخين فحسب، بل تتعدى ذلك إلى أصوات الزوار الذين يختبرون هذه المجموعات الأثرية ويماثلونها مع واقعهم وخلفياتهم، (وفق توصيف ساندرا أبو نادر، عضو مؤسس لبيروت متحف الفن)، نظمت إدارة «بيروت متحف الفن» (بما) سلسلة ورش عمل على مدى ثلاثة أيام في المتحف الوطني، تحت شعار «شو هيدا؟»، ارتكزت على النهج التشاركي للفن، بإحياء مقتنيات وقطع أثرية تاريخية معروضة داخل المتحف الوطني في بيروت، عبر مشروع دليل سمعي يحمل في ثناياه قصصاً وصوراً وتسجيلات أبناء بيروت وسكانها والعاملين فيها، ويعكس صدى تخيلهم لكل قطعة أثرية، بعيداً عن تاريخها، وحقيقتها، ووجهة استعمالها، وإشكالية وجودها في المتحف، لنجد أنفسنا أمام قطعة فنية جديدة ولدت من «رحم» التجارب والآراء والواقع الملموس.

اندرجت المبادرة الجديدة ضمن شراكة «بما» مع وزارة الثقافة/ المديرية العامة للآثار والمتحف الوطني وبالتعاون مع المنصة المؤقتة للفن(T.A.P).

Ad

أدارت الفنانة أنابيل ضو ورش العمل وطبقت خلالها منهجية تفاعلية مع المشاركين، اعتمدت على إشراكهم في إحياء قطع أثرية معينة من خلال طرح أسئلة هادفة تستحضر مخيلتهم وتتقصى آراءهم في تقمص دور القطعة الأثرية والنطق بلسانها، والتعبير عن أحاسيسها، وطموحاتها، وسرها، وموقعها، وهواجسها ومدى إدراكها قيمتها الاقتصادية والثقافية والفنية، وبالتالي فرادتها وتميزها وصمودها. 

من المتوقع أن يطلق الدليل في إطار اليوم العالمي للمتاحف، الذي ينظمه المجلس الدولي للمتاحف (ICOM) في 18 مايو المقبل (2018)، تحت عنوان «ترابط المتاحف: مناهج حديثة، جماهير جديدة». وسيتمكن المستخدمون من تحميله عبر موقع إلكتروني يتم تجهيزه لهذه الغاية، كذلك عبر الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة أو الحصول عليه مباشرة من المتحف».

نبذة

«بيروت متحف الفن (بما)، متحف حديث العهد، من المقرر إنجازه في بيروت سنة 2020، صمم ليكون ملتقى ثقافياً يسلط الضوء على الفن الحديث والمعاصر في لبنان والمنطقة، ويعمل على تشجيع الإبداع الفني اللبناني، إلى جانب تعزيز الحوار والتعاون العابر للثقافات، فضلاً عن اختزانه الفن الحديث والمعاصر، وابتكار فرص لإنتاج أعمال فنية جديدة، من خلال الإقامات الفنية واللجان المساهمة والشراكات الثقافية.

والتزاماً منه بابتكار مجتمع مدني حيوي ومبدع، يستضيف المتحف برامج ثقافية وتربوية، وهو بمثابة مؤسسة مستقلة ومركز للخطاب والإبداع ومساحة للتربية العامة وإجراء البحوث الأكاديمية، وذلك بالشراكة مع المجتمعات المحلية.

استلهم التصميم المبتكر للمتحف من العاصمة نفسها، على يد إحدى شركات الهندسة المعمارية الرائدة في لبنان، هي شركة هالة وردة للهندسة، بعدما اختارتها لجنة تحكيم مستقلة.

 

تكريم رواد

تكريماً للمسرحيين الرواد أنطوان ولطيفة ملتقى وريمون جبارة الذين قامت على اكتافهم الحركة المسرحية الحديثة في لبنان ويعود الفضل إليهم في تأسيس معهد الفنون التابع للجامعة اللبنانية، نظمت كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية احتفالاً أرادته تحية وفاء لهؤلاء، دشنت خلاله صالتي مسرح وأطلقت اسم هؤلاء عليهما.

رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب الذي رعا الاحتفال ألقى كلمة في المناسبة اعتبر فيها «أن ريمون جبارة، ولطيفة وأنطوان ملتقى عناوين لنجاحات نالت منها كلية الفنون نصيبها من السمعة العطرة، لأن هذه الأسماء هي من أساسات معهد الفنون الجميلة وارتبطت به، والتي ما إن ذكر اسم هذه الكلية حضرت هذه الأسماء في الأذهان. هم من المؤسسين للمسرح في الجامعة اللبنانية ومن مطوري عمله، ومن أساتذته الذين خرجوا فيها عمالقة في الإخراج والمسرح والتمثيل وفتحوا مسارات جديدة وتيارات فنية رائدة، وصاروا من قادة العمل الفني الحديث الذين أرسوا قواعد وأسساً ضاهت الحركات المسرحية العالمية.»

وتابع: «كلية الفنون مدينة لهذه القامات العالية منذ التأسيس، يوم رافقت العميد الأول نقولا النمار، الذي لا يمكن أن ننسى له فضلاً في وضع ركائز هذه الكلية. وحري بالجامعة وبكلية الفنون أن تقوم ببعض واجب تجاه رواد أسهموا في رفعتها وسمعتها الطيبة، وأعطوها من أنفسهم وجهودهم كل شيء مستطاع وكل خبرة، وأقل الفعل أن يرد الجميل بالوفاء».

الكتابة النقدية العربية

نظّم «مركز بيروت للفن» ورشة عمل في الكتابة النقدية العربية بين 18 و22 ديسمبر الجاري، بهدف العمل كمجموعة من الكتّاب المحترفين والجدد، ساعين إلى الاختيار والرصد والاستكشاف، لتفعيل تقاطع بين الكتابة الإبداعية العربية والمقاربات النقدية في تناول الحياة اليومية وأمكنة العيش، ونتاجات الفنون المعاصرة المتمحورة حول هذه الأخيرة.

حدد المنظمون الورشة: أنها «تقاطع المعاني والأفكار. وقبل انعقاد شبكة الخطوط المتقاطعة لا بد من جهود في استعراض وجهات نظر مختلفة. وهذه أمور نهضت في قوام الورشة الساعية إلى تعميق سبل الفهم والنقد والتعبير».

«كتابة نصوص عربيّة في نتاجات الفنون المعاصرة وقضاياها، مثلاً، أو في مفاهيم راهنة وُلدت في سياقات لغات أخرى، من دون شبهة «الترجمة الحرفيّة» أو «النقل»، أو «التقليد»، هي من أهدافنا الأولى»، كما حدد القيمون على ورشة العمل، مؤكدين أنها تطمح إلى تأصيل الترجمة، ودفع الأصيل نحو المعاصرة في موضوعات العيش والمكان والأفكار والفنون، وصهر ذلك في نتاج كتابي يجمع بين الحرفة والإبداع.