عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، اجتماعاً مع أعضاء مجلس الأمن الروسي لمناقشة مؤتمر الحوار السوري المقرر انطلاقه الشهر المقبل ​في سوتشي، بحسب المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف.

وأكد نائب وزير الخارجية ​ميخائيل بوغدانوف​، أن «​روسيا​ و​تركيا​ و​إيران​ تجري مشاورات حالياً بشأن جدول أعمال المؤتمر​«، مؤكداً أنه «كانت هناك لقاءات منفصلة مع الرئيس بشار الأسد، وتجري اتصالات مع الشركاء الغربيين، ومع الأميركيين».

Ad

وأوضح بوغدانوف أن موسكو تأخذ بعين الاعتبار رأي جميع الأفرقاء إلى أقصى حد ممكن، مشيراً إلى أن «دولاً إقليمية، مثل مصر والعراق، إضافة إلى الصين أيضاً، أعربت عن رغبتها في المشاركة بصفة مراقب في مؤتمر الحوار الوطني السوري.

وبعد لقاء جمع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع رئيس هيئة التفاوضية نصر الحريري والوفد المرافق له في الرياض تناول المستجدات على الساحة السورية، وسبل تحقيق تطلعات الشعب السوري، واصلت المعارضة السورية بحث الموضوعات المدرجة على جدول أعمالها وأبرزها مؤتمر سوتشي خصوصاً بعد اشتراط موسكو تخليها عن شرط تنحي الأسد للمشاركة.

توسع إيران

وعلى الأرض، توغلت قوات النظام تدعمها ميليشيات إيران في آخر جيب تسيطر عليه فصائل المعارضة قرب المنطقة الحدودية الاستراتيجية مع إسرائيل ولبنان، في تعزيز جديد لنفوذ طهران في سورية، التي تمزقها الحرب.

وأكدت قوات النظام أنها طوقت بلدة مغر المير عند سفوح جبل الشيخ مع تقدمها صوب بيت جن وسط اشتباكات عنيفة. وذكرت المعارضة المسلحة أن قوات الجيش والفصائل الموالية لها تقدمت شرق وجنوب بلدة بيت جن، التي يسيطر عليها معارضون بدعم من غارات جوية مكثفة وقصف مدفعي عنيف منذ بدء هجوم رئيسي قبل أكثر من شهرين للسيطرة على المنطقة.

وهذا الجيب هو آخر المعاقل المتبقية لقوات المعارضة في المنطقة الواقعة جنوب غربي دمشق، والتي تعرف باسم الغوطة الغربية، والتي سيطرت عليها القوات الحكومية منذ العام الماضي بعد قصف عنيف استمر شهوراً لمناطق مدنية وأساليب حصار على مدى سنوات مما أجبر قوات المعارضة على الاستسلام.

دور رئيسي

وذكرت تقارير أن فصائل مدعومة من إيران من بينها حزب الله لعبت دوراً رئيسياً في المعارك المتواصلة. وقال صهيب الرحيل، وهو مسؤول في ألوية الفرقان، إحدى فصائل الجيش الحر، التي تعمل في المنطقة إن» الميليشيات الإيرانية تسعى لتعزيز نفوذها من جنوب غرب العاصمة وصولاً إلى الحدود مع إسرائيل».

معركة إدلب

وفي الوسط، شهدت عدة جبهات اشتباكات عنيفة بين المعارضة والقوات الحكومية وعناصر «داعش». وقال قائد عسكري من جيش إدلب الحر إن فصائل الثوار تصدت لهجوم واسع شنته القوات الحكومية والمسلحون الموالون لها، وبإسناد جوي من الطيران الروسي على قرية المشرفة في الريف الجنوبي، وقتل 10 منهم وأصيب أكثر من 17 بجروح.

وأضاف أن مجموعات تابعة لقائد عمليات ريف حماة وادلب العميد سهيل الحسن المعروف بـ»النمر» وعضو مجلس الشعب أحمد مبارك الدرويش، حاولت التقدم إلى قرية المشيرفة في ناحية التمانعة في عمق الحدود الإدارية لمحافظة إدلب في خطوة للوصول إلى مطار أبوالضهور العسكري الاستراتيجي.

الوجود الأميركي

بدوره، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الوجود العسكري الأميركي غير القانوني في سورية بعد القضاء على «داعش» يعوق العملية السياسية ويهدد وحدتها.

وقال لافروف لوكالة «سبوتنيك»، «على هامش قمة أبيك في دانانغ الفيتنامية في نوفمبر، تبنى رئيسا روسيا والولايات المتحدة بياناً مشتركاً «أكدا فيه الالتزام المشترك بالحفاظ على وحدة الدولة السورية وسيادتها وسلامة أراضيها وطابعها العلماني»، مضيفاً أن الجانب الروسي، على أساس منتظم يضع أمام الشركاء الأميركيين قضية «عدم الشرعية منذ البداية من وجهة نظر القانون الدولي لنشاطهم المسلح على الأراضي السورية».

قاعدة طرطوس

إلى ذلك، وافقت لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي، أمس، على اتفاقية توسيع مركز إمداد الأسطول الروسي في طرطوس السورية، موصية المجلس بمصادقتها اليوم الثلاثاء.

ووقعت موسكو ودمشق على اتفاقية حول توسيع مركز الإمداد المادي والتقني التابع للأسطول الحربي الروسي في طرطوس، وتسمح الاتفاقية بوجود 11 سفينة حربية، بما في ذلك النووية منها، في آن واحد لمدة 49 عاماً، مع إمكانية التجديد التلقائي لفترات لمدة 25 عاماً.

مخيم الركبان

في غضون ذلك، أمنت وحدات النظام عودة عشرات المهجرين من مخيم الركبان قرب الحدود الأردنية إلى منازلهم وقراهم في ريف حمص الشرقي، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

ويضم مخيم الركبان آلاف المهجرين الذين خرجوا من منازلهم في أوقات سابقة هرباً من التنظيمات الإرهابية، قبل أن يقوم الجيش باجتثاث الإرهابيين وإعادة الأمن والاستقرار إلى قراهم في البادية السورية.