دبلوماسية القدس!
إذا استمرت المجموعة العربية في التمسك بأدواتها الدبلوماسية في تجميد ارتمائها في الحضن الأميركي، وحافظت على تماسكها حول القضية الفلسطينية ومحورية القدس فيها، فيمكنها أن تسدد اللطمة تلو الأخرى للحكومة الأميركية، وتعلمها أهم درس في تاريخها الحديث بأن القدس ليست للبيع!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
قد تكون صيحات الجهاد والتصعيد السياسي وشعارات تحرير القدس واستخدام النفط كسلاح خيارات صعبة، وتكاد تكون مستحيلة لانعدام الإرادة الحقيقية أو للافتقار إلى إمكاناتها، وقد تكون بوصلة هذا النوع من المواجهة قد انحرفت على يد الفكر الإرهابي، وقد تكون الكثير من الحكومات قد تجهزت وأعدّت العدة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، لكن القرار الأحمق للرئيس الأميركي جمع الأضداد، ووحّد المواقف ولو بشكل جزئي ومؤقت، وغربل الكثير من المخططات وربما أرجأتها إلى أجل غير مسمى.مقاومة الفلسطينيين الآخذة في المضي نحو انتفاضة جديدة كافية لضرب إسرائيل من الداخل وإعادتها كالعدو الأول للعرب والمسلمين والعالم، وتبديد ذلك الحلم الذي ظل يراود الصهاينة على مدى عقود طويلة من الزمن، والموقف العربي الموحد بعد سبات عميق كشف الوجه الحقيقي للحكومة الأميركية كشريك وراع للسلام في الشرق الأوسط، ليس لانعدام حياديتها ونزاهتها فحسب بل لفقدان مصداقيتها وخجلها.إذا استمرت المجموعة العربية في التمسك بأدواتها الدبلوماسية في تجميد ارتمائها في الحضن الأميركي، ولو مؤقتاً على أضعف الإيمان والبراءة من مشاريع السلام التي بان زيفها مع الكيان الصهيوني، وحافظت على تماسكها حول القضية الفلسطينية ومحورية القدس فيها، فيمكنها أن تسدد اللطمة تلو الأخرى للحكومة الأميركية، وتعلمها أهم درس في تاريخها الحديث بأن القدس ليست للبيع!