بتكوين تحتفل بـ الكريسماس بزيادة 1500 دولار رغم التحذيرات

التقلبات القوية للعملة ربما تنتشر قريباً في الأسواق الأخرى

نشر في 27-12-2017
آخر تحديث 27-12-2017 | 00:03
No Image Caption
قال كبير المحللين الاستراتيجيين للأسهم لدى مصرف «ويلز فارغو»، إن هناك الكثير من المخاوف والشكوك حيال سوق العملات الرقمية، وإذا حدث وانفجرت فقاعته فإن هذا الانفجار سيتوسع، وقد يشمل معه سوق الأسهم.
عاودت «بتكوين» الارتفاع مرة أخرى بعد تذبذب قوي خلال الأيام القليلة الماضية، متجاهلة التحذيرات والمخاوف بشأن انفجار فقاعتها بعد موجة التصحيح التي تعرضت لها قبل أيام.

وخلال تعاملات أمس، ارتفعت «بتكوين» بنسبة 10.80 في المئة إلى 15422 دولارا، بزيادة 1505 دولارات في الساعة 09:34 صباحا بتوقيت مكة المكرمة، في ظل الاحتفالات بالكريسماس.

من جانبه، قال كبير المحللين الاستراتيجيين للأسهم لدى مصرف «ويلز فارغو» إن هناك الكثير من المخاوف والشكوك حيال سوق العملات الرقمية، وإذا حدث وانفجرت فقاعته فإن هذا الانفجار سيتوسع، وقد يشمل معه سوق الأسهم.

وفي مقابلة مع «سي إن بي سي» قال المؤسس المشارك لشركة «تن إكس»، التي تهدف لتيسير عملية إنفاق العملات الرقمية «جوليان هوسب»، إن «بتكوين» قد تصل إلى 60 ألف دولار، لكن ذلك سيعقبه انهيار يهبط بها إلى 5 آلاف دولار.

وفي نفس السياق، توقع المستثمر مايكل نوفوجراتز، الذي يعد واحداً من أبرز المراهنين والمتفائلين بشأن «بتكوين» هبوط قيمة العملة الرقمية إلى 8 آلاف دولار قريباً.

وقال الملياردير والمؤسس الشريك لـ«إيه أول إل» «ستيف كيس»، إن هوس «بتكوين» يذكره بفقاعة دوت كوم.

وانتقد الملياردير الأميركي الطلب القوي على العملات الرقمية رغم التحذيرات من مخاطرها وتقلباتها الشديدة سواء نحو الصعود أو الهبوط.

وكان محللو مصرف «مورغان ستانلي» رجحوا أن تكون القيمة الحقيقية الحالية للعملة الافتراضية «بتكوين» هي صفر، رغم أنها تتداول أعلى 15 ألف دولار في الوقت الراهن.

وفي المذكرة التي حملت عنوان «فك تشفير بتكوين»، لم يحدد المحللون السعر المستهدف للعملة الرقمية، لكنهم أكدوا صعوبة القول بأن لها قيمة، مبررين ذلك بعدم تحليها بخصائص الذهب أو العملات التقليدية.

وأضافوا أن «بتكوين» لا ترتبط بسعر فائدة محددة ما يصعب عملية تقييمها كعملة، وليس من الممكن وصفها بـ»الذهب الرقمي»، نظراً لعدم دخولها في أي استخدام جوهري مثلما يستخدم المعدن النفيس في تصنيع الإلكترونيات والمجوهرات.

وأوضحوا أن متوسط حجم التداول اليومي للعملة الرقمية بلغ 3 مليارات دولار خلال الثلاثين يوماً الماضية، مقابل 5.4 تريليونات دولار في سوق صرف العملات، أما عن دورها كوسيلة دفع، فقد بلغ حجم المشتريات اليومي بها 300 مليون دولار مقابل 17 ملياراً لبطاقات «فيزا».

ودعم المصرف حجته برسم بياني معبر عن تجار التجزئة الإلكترونيين الذي يقبلون «بتكوين» كوسيلة للدفع، والذي يعكس تقريبًا عدم قبول أي أحد لهذه العملة الرقمية، وما دامت التكنولوجيا غير مقبولة كأداة دفع فقيمتها صفر، بحسب المحللين.

وفي الوقت الذي لايزال هناك جدل حول دور «بتكوين» في العالم، فإن الخطورة الحقيقية ستكمن في مدى تأثير تحركاتها على الأسواق الأخرى، بحسب أحد محللي «نومورا» غوردان روشستر. ويتوقع روشستر أن يكون لـ«بتكوين» تأثير متنامٍ على أسواق الطاقة والفحم على وجه الخصوص، نظرا لاستهلاك أنشطة تعدين العملات الرقمية كمية كبيرة من الكهرباء.

وأضاف روشستر أن الصين تعد أكبر مستهلك للفحم في العالم، وتستضيف 71 في المئة من أنشطة تعدين «بتكوين».

الجدير بالذكر أن تقديرات أطلِقت في مارس 2016 قد أشارت إلى أن استهلاك أنشطة تعدين «بتكوين» للطاقة سيعادل استهلاك الدنمارك من الكهرباء بحلول عام 2020.

إلى أي مدى يمكنها منافسة الذهب والدولار كمخزن للقيمة؟

تبدو «بتكوين» لأغلب المحللين كفقاعة، ومع تتبع تعريف «إنفستوبديا» للفقاعة فهي تنشأ عن زيادة غير مبررة لأسعار الأصول، وهناك حقيقة مقلقة بأن العملة الرقمية ليس لها أساسيات، أي انه ليس هناك تدفق من الدخل أو جمع للأصول المرتبطة بملكية «بتكوين»، التي بذلك ليس لها قيمة حقيقية، بحسب تقرير لـ«بلومبرغ».

ولم يكن للدولار الأميركي قيمة حقيقية عندما فك الرئيس ريتشارد نيكسون ارتباطه بالذهب عام 1971، إلا أن الدولارات لاتزال مفيدة كوسيلة للتبادل، والناس على استعداد لقبولها كدفع مقابل أشياء ملموسة.

كما يرى البعض أن الذهب ليس له قيمة حقيقية، فبالتأكيد يُعتمد عليه في تصنيع المجوهرات ولديه بعض التطبيقات الصناعية، ولكن هذا ليس السبب وراء بيعه بنحو 1248 دولارا للأوقية، فهو يباع بهذا السعر، لأن الناس على مدى آلاف السنين تقبله مخزنا دائما للقيمة.

في عام 2013، حاول مسؤول استراتيجية العملة في «بنك أوف أميركا ميريل لينش» ديفيد وو تحديد القيمة العادلة للعملة الرقمية من خلال تقدير إمكاناتها كوسيلة للتبادل وكمخزن للقيمة.

وقدّر وو في ذلك العام أن تصل معاملات «بتكوين» إلى 20 في المئة من حجم معاملات التجارة الإلكترونية العالمية، مشيرا إلى أن ذلك سيتطلب قيمة سوقية بنحو 5 مليارات دولار لـ«بتكوين»، مع الأخذ في الاعتبار أن القيمة السوقية لأكبر ثلاث شركات لتحويل الأموال حينها قُدرت بنحو 4.5 مليارات دولار.

وارتفع إجمالي عدد معاملات بيتكوين خلال العام الماضي إلى أقل من 1 في المئة من إجمالي معاملات التجارة الإلكترونية، كان أغلبها مقصورا على شراء وبيع العملة نفسها، وليس استخدامها للحصول على سلع.

ومن الممكن أن تكون «بتكوين» مخزنا محتملا للقيمة من شأنه قيادة السعر لمزيد من الارتفاع، إلا أن محللي «بنك أوف أميركا» رأوا استحالة تحديد القيمة العادلة لكل «بتكوين» في العالم، ولكن هذا لا يمنع احتمال منافستها للذهب قريبا.

الخطورة الحقيقية تكمن في مدى تأثير تحركاتها على الأسواق الأخرى
back to top