مصر / رضوان لـ الجريدة•: اعتمادنا على التسليح الأميركي انخفض 50%
رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان: ندرس تنظيم الجاليات ونقل «جثامين» المصريين من الخارج
شدد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان طارق رضوان على أن مصر لن تقبل المساومة على القضية الفلسطينية، بأموال المعونة الأميركية، مؤكداً، خلال حوار مع «الجريدة»، أنها تستطيع الاستغناء عنها، وخصوصاً في شقها المدني... وفيما يلي نص الحوار:
• كيف تقيم تهديدات ترامب بقطع المعونة عن رافضي قراره اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل؟
- مسألة التهديد بشأن المعونة «عبث» لا يؤثر في مصر وموقفها، أميركا دولة مؤسسات وليس لترامب وحده مقاليد الأمور، لأنه لا يملك اتخاذ قرار بقطع المعونة، لأن المعونة العسكرية تتحكم فيها وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، والمعونة المدنية يتحكم فيها الكونغرس، وبتدقيق النظر في الأرقام الموثقة التي تظهر حجم المعونات سنجد أن المعونة العسكرية تبلغ مليار دولار، والمدنية 94 مليوناً فقط بعدما كانت 800 مليون.
• وهل يمكن للقاهرة الاستغناء عن المعونة الأميركية؟
- نعم، نستطيع الاستغناء عن «المعونة المدنية»، وبشأن المعونة العسكرية المشروطة، فمصر تحسَّبت لذلك جيداً باتخاذ قرار مسبق بتنويع مصادر السلاح، وبالفعل اليوم المكون العسكري الأميركي فيما يخص التسليح انخفض من 90 إلى 50 في المئة، وبوضوح فإن خيارات مصر ليس من بينها بيع القضية الفلسطينية بالأموال الأميركية، وشاءت أميركا أو أبت ستظل مصر الشقيقة الكبرى للدول العربية، وفي القلب منها فلسطين، وأعاود التأكيد أن القضية الفلسطينية ليست محل مناقصة مالية، ولن نقبل بأي نوع من المساومات بشأنها، حتى لو جاء ذلك على قوت الشعب المصري.• واجه البرلمان المصري انتقاداتٍ لعدم عقد جلسة طارئة لمناقشة موضوع القدس؟
- الموقف المصري المشهود في مجلس الأمن لم يأت اعتباطاً، كانت هناك اتصالات وتنسيق مع أطراف برلمانية، فظهور مصر في مجلس الأمن صنعه مجهود رئاسي وتنفيذي وبرلماني، فالحراك صنعته منظومة متكاملة، ولكن ليس كل ما يحدث يقال، وكان هناك لوبي مع برلمانات الاتحاد الأوروبي ومجهود نيابي مصري لإقناع نواب الكتل المصوتة والمؤثرة بمجلس الأمن، ونظمنا لقاء مع مجموعة أصدقاء مصر في الاتحاد الأوروبي ومجموعات الضغط المؤثرة هناك، وبالتالي نعتبر ذلك دليلاً على عدم صحة الانتقادات التي تمس النواب بخصوص تجاهل القدس.• هناك بعض الانتقادات للنواب حول تعاظم دورهم الخارجي على حساب الداخلي؟
- هذه انتقادات غير منصفة بالمرة لما يبذله النواب في أيام يمتد العمل بها إلى 12 ساعة، في مناقشات حول مشكلات الدوائر وقضايا المواطن، والوقت كله لا نقضيه في الأنشطة الخارجية، تحت هذه القبة انتهينا من أكبر كمية قوانين صدرت ربما في تاريخ البرلمان، خلال عامين ماضيين وأهمها بناء الكنائس والذي صبرت عليه الدولة 150 سنة، ثم أخرجه النواب الحاليون، وقوانين الاستثمار والرياضة والتأمين الصحي، كلها تخص المواطن المحلي.• ماذا تحمل أجندة «لجنة العلاقات الخارجية» خلال الأيام المقبلة؟
- هناك الكثير من التحركات المصرية التي تحركها قاطرة البرلمان على المستويين الإقليمي والدولي، بشأن القدس والملفات الأخرى وثيقة الصلة بمصر، فهناك زيارة يتم الإعداد لها حالياً برئاسة علي عبدالعال للاتحاد الأوروبي، وهناك زيارة مرتقبة للبرلمان الإيطالي، بإضافة إلى زيارات رسمية لبرلمانات اليونان وقبرص وفرنسا وبلجيكا، والهند والصين، تشريعياً تُجرى مناقشة مشروع قانون «تنظيم الجاليات المصرية في الخارج»، وكانت جلساته بدأت الأسبوع الماضي ونستأنف بخصوصه الأيام المقبلة، وهو قانون ينظم تلك الجاليات، ويجعل منها كيانات رسمية لها تحركات وحقوق واضحة، وهناك مشروع آخر خاص بنقل جثامين الموتى المصريين في الخارج إلى مصر، لضمان التعامل معها بطريقة لائقة.