مع استمرار التوتر بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، أفادت تقارير، أمس، بأن سلطات الاحتلال تتجه لإقامة 16 مركزاً شرطياً جديداً في الأحياء الفلسطينية بمختلف أنحاء القدس، وذلك ضمن خطة لإحكام السيطرة على المدينة المقدسة.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية عن مصادر إسرائيلية أن المخطط الإسرائيلي بشأن إحكام السيطرة على القدس يأتي وفقاً لتوصيات الأجهزة الأمنية المختلفة التابعة للاحتلال، إثر ما اطلق عليه «هبّة باب الأسباط» وأزمة البوابات الإلكترونية والجسور الحديدية وكاميرات المراقبة أمام مداخل المسجد الأقصى، التي اندلعت في يوليو الماضي.

Ad

ولفتت المصادر إلى أن «أذرع الاحتلال تعمل على تنفيذ خطة أمنية لتعزيز وجودها في محيط باب العامود أحد أشهر أبواب القدس القديمة، تشمل إنشاء مقر لشرطة وحرس حدود إسرائيل، وبناء ثلاثة أبراج متوسطة الارتفاع بالمنطقة.

وأوضحت المصادر أن «الخطة الأمنية لباب العامود شاملة متكاملة، حيث سيتم تغيير البنية التحتية للباب من حيث الإضاءة وحركة المرور ونصب أربعين كاميرا للمراقبة تمكن عناصر الشرطة من متابعة ما يحدث من جميع الروافد والجهات».

عاصمة بديلة

في هذه الأثناء، كشف رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية عن وجود مخططات أميركية، تعرض على الفلسطينيين عاصمة بديلة لدولتهم المستقلة المستقبلية، بدلا عن مدينة القدس.

وأوضح هنية، في كلمة ألقاها أمس أثناء لقاء قيادة حركته مع وجهاء العشائر والمخاتير في قطاع غزة، أن لدى أجهزة «حماس» دلائل بأن المخططات الأميركية لا تزال تعرض على السلطة الفلسطينية منحها عاصمة في منطقة أبوديس، وأن يكون هناك جسر يربط المنطقة بالمسجد الأقصى ليصل المسلمون إليه، بالإضافة إلى «كيان في غزة والضفة».

وقال إن «القرار الأميركي الأخير بشأن القدس جزء من معركة كبرى تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وهذا ما يسمى بصفقة القرن».

وأضاف: «الحديث عن تقسيم الضفة إلى ثلاثة أقسام، وإيجاد كيان سياسي في قطاع غزة يمكن أن يأخذ بعض الامتيازات المعينة، ثم بعد ذلك ترى أميركا انّ هذا هو الحل المناسب لقضيتنا».

وحذّر هنية، من أن أي تأخير في المصالحة الفلسطينية سيترتّب عليه «نتائج وخيمة ليس على حدود غزة وما تعانيه فحسب، بل على مستوى القضية الوطنية أجمع».

وأكد هنية أن «معركة القدس لا يستطيع طرف لوحده أن يواجهها، وهي معركة أمة»، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني «بحاجة إلى عمقه الاستراتيجي لحسم المعركة».

ومن جهته، حذر رئيس «حماس» في القطاع يحيى السنوار من أن الفصائل الفلسطينية حاضرة لمواجهة جديدة مع إسرائيل.

وقال السنوار: «المقاومة اليوم قادرة خلال 51 دقيقة أن تضرب الكيان الصهيوني بما ضربته في 51 يوما»، في إشارة إلى الحرب الأخيرة بين «حماس» وإسرائيل في عام 2014.

تحرك أميركي

في السياق، أفادت مصادر إسرائيلية، أمس، بأن الحكومة الأميركية اشترت فندقا في القدس، تمهيداً لنقل سفارتها من تل أبيب إلى المدينة بشكل مؤقت، قبل بناء مقر دائم للسفارة تنفيذا لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأخير.

وأشارت المصادر إلى أن الفندق المذكور هو «دبلومات» الذي يقع جنوب شرقي القدس، وحالياً تعمل في الفندق دائرة «الهجرة والاستيعاب» الإسرائيلية.

ومن المتوقع زيارة وفد أميركي إلى القدس لتفقد التحضيرات لنقل السفارة إلى الفندق المذكور، لحين الانتهاء من إنشاء مبنى مخصص ليكون السفارة الأميركية في إسرائيل.

وتأتي الخطوة الإسرائيلية بعد نحو ثلاثة أسابيع من قرار ترمب بنقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى المدينة المقدسة، مما أثار غضبا عربيا وإسلاميا وقلقا وتحذيرات دولية.

على صعيد متصل، اعتقلت قوات الاحتلال فجر أمس 12 مواطنا من بلدتي سلوان والعيسوية في القدس، واستدعت آخرين.

وأصيب عشرات الطلبة الفلسطينيين، صباح أمس، بحالات اختناق، جراء إطلاق قوات إسرائيلية قنابل الصوت، والغاز، والرصاص، داخل باحة مدرسة «عز الدين القسام» في بلدة يعبد، جنوب غرب جنين بالضفة الغربية.

ونقلت وكالة الأنباء «وفا» عن مدير المدرسة طارق عمارنة قوله إن «قوات الاحتلال اقتحمت ساحة المدرسة، دون أي مبرر، وباشرت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، والأعيرة النارية داخل الصفوف، وذلك أثناء إجراء امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول، ما أدى الى إصابة العشرات من الطلاب بحالات اختناق، وهلع».

وأشار المدير إلى أن «طواقم اسعاف الهلال عملت على تقديم الإسعافات الأولية للطلبة»، لافتاً إلى حدوث حالة من الفوضى أثرت على سير العملية التعليمية.

واندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية على مدخل مدينة البيرة على أثر تظاهرة خرجت للتنديد بالإعلان الأميركي بشأن القدس.

وأعلن نادي الأسير الفلسطيني أن إسرائيل اعتقلت 600 من الضفة الغربية وشرق القدس منذ بدء الاحتجاجات على الإعلان الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة العبرية في السادس من ديسمبر الجاري.

مطالبة إسرائيلية بالتعويض

في سياق منفصل، قال اتحاد لعبة الشطرنج في إسرائيل إنه يسعى للحصول على تعويض مالي من منظمي بطولة الشطرنج في السعودية، بعد أن رفضت الرياض إصدار تأشيرات دخول للاعبين الإسرائيليين.

وقالت مسؤولة سعودية إن «تأشيرات الدخول لم يتم إصدارها بسبب عدم وجود علاقات دبلوماسية بين المملكة وإسرائيل».

واتهم اتحاد لعبة الشطرنج في إسرائيل، السعودية بخداع الاتحاد العالمي للعبة للحصول على حق استضافة البطولة.

وفي وقت سابق، منحت السلطات السعودية تأشيرات دخول للاعبين من قطر وإيران، بعد حدوث تأخير.