موسكو تعلن وجوداً دائماً بسورية... وواشنطن باقية للتسوية

● مبعوث بوتين يطالب الأمم المتحدة برعاية «سوتشي»... والفصائل ترفضه
● النظام بصدد إخلاء الغوطة

نشر في 27-12-2017
آخر تحديث 27-12-2017 | 00:03
طفلة سورية تبكي في مخيم عين عيسى بريف الرقة (ا ف ب)
طفلة سورية تبكي في مخيم عين عيسى بريف الرقة (ا ف ب)
بتصديق مجلس الاتحاد على اتفاقية توسيع القاعدة البحرية في سورية، تعلن روسيا وجوداً دائماً في طرطوس وحميميم، في وقت أبلغت الولايات المتحدة أنها لن ترحّل قواتها قبل إطلاق عملية سياسية تأخذ بمصالح المعارضة.
مع دعوة مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للأمم المتحدة إلى رعاية الحوار السوري في «سوتشي»، الذي حسمت العشرات من فصائل المعارضة موقفها برفض المشاركة فيه، أعلن وزير الدفاع سيرغي شويغو، أمس، عن بدء تشكيل مجموعة قوات دائمة في قاعدتي طرطوس وحميميم بسورية.

وقال شويغو، في اجتماع بوزارة الدفاع، إن «القائد العام للقوات المسلحة صدق الأسبوع الماضي على هيكل وقوام كوادر القاعدتين الأساسيتين في طرطوس وحميميم. وبدأنا بتشكيل مجموعة قوات دائمة هناك».

وأشار إلى أن «العملية العسكرية في سورية إحدى المهام الرئيسية التي كانت تقوم بها القوات المسلحة، وخاصة القوات الجوية الفضائية والشرطة العسكرية وقوات مشاة البحرية ووحدات الطيران بدون طيارين والأسطول، أي جميع القوات التي شاركت في العملية بشكل أو بآخر».

من جانبه، قال النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الدوما لشؤون الدفاع، أندريه كراسوف، إن «روسيا تعزز حضورها في الشرق الأوسط، وهذه منطقة غير هادئة في الوقت الراهن»، مضيفاً أن «قاعدة طرطوس هي معقل يوسع إمكانيات أسطولنا. وسيكون لأسطولنا وجود دائم في البحر الأبيض المتوسط».

وصادق مجلس الاتحاد الروسي، أمس، على اتفاقية توسيع نقطة الإسناد البحري الروسية في طرطوس السورية وجعلها قاعدة بحرية روسية على الساحل السوري، بعد مصادقة دمشق على الاتفاقية مطلع العام الماضي.

وورد في نص الاتفاقية أنها «تلبي المصالح الروسية، وسوف تسهم في تعزيز الحضور العسكري الروسي في المنطقة وضمان أمن الإقليم».

وتتيح الاتفاقية لموسكو نقل الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية والإمدادات إلى سورية، بما يخدم تنفيذ القوات الروسية مهامها، وضمان أمن عسكرييها وظروف معيشتهم في سورية، دون خضوع السفن والطائرات الروسية لأي رسوم تستوفى من الجانب السوري، كما تضفي على العسكريين الروس وعائلاتهم الحصانة الممنوحة للدبلوماسيين لدى عبورهم حدود سورية والإقامة على أراضيها.

كما تتيح دمشق بموجب الاتفاقية الحضور البحري الروسي بلا مقابل في المياه السورية واستخدام الأراضي والمياه المحيطة بمرفأ طرطوس وجملة من المواقع المتاخمة للمرفأ، التي حددها الجانبان وأضفيا على موقعها السرية.

وخلال اجتماع عقده مع رئاسة المجلس الفيدرالي، قال الرئيس فلاديمير بوتين، أمس الأول، إن الوضع في سورية لم يعد يتطلب وجوداً عسكرياً واسع النطاق، مؤكداً أن «روسيا تمتلك قاعدتين عسكريتين وسوف نواصل التصدي للارهاب وإذا تطلب الوضع سنعمل بصورة انتقائية».

وجود أميركي

في المقابل، شدد مبعوث الرئيس الروسي ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف على رفض موسكو لجميع تبريرات واشنطن لبقاء قواتها في سورية، ولاسيما بعد القضاء على تنظيم «داعش». وقال: «نقول للأميركان: النصر على «داعش» تحقق، ولم يعد هناك أي مبرر عملي لبقائكم في سورية، كما لم يكن لديكم أي مبرر قانوني للوجود على الأراضي السورية أصلاً».

وأضاف بوغدانوف: «الأميركان صاروا الآن يقدمون لنا مسوّغات جديدة نرفضها، وبينها على سبيل المثال أنهم لن يرحلوا عن سورية قبل إطلاق عملية سياسية فيها تأخذ بمصالح المعارضة. هذا الطرح يثير الكثير من التساؤلات».

حضور مؤقت

وأكد أن «الحضور التركي على الأراضي السورية مؤقت، ومرتبط بمناطق وقف التصعيد التي اتفق عليها الضامنون الثلاثة وهم روسيا وإيران وتركيا. مناطق وقف التصعيد إجراء آني اتخذناه، ومدة العمل بها ستة أشهر وهي قابلة للتمديد، استنادا إلى التطورات على الأرض».

مؤتمر سوتشي

سياسياً، شدد مبعوث الرئيس الروسي على ضرورة انعقاد مؤتمر الحوار الوطني السوري في «سوتشي»، في 29 و30 يناير برعاية أممية، وفي ظل دور رئيسي للأمم المتحدة، معتبراً أن جميع الجهود الروسية المبذولة للتسوية في سورية تستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254.

وأعلنت فصائل بالجيش السوري الحر بينها «جيش الإسلام» وحركة «أحرار الشام»، رفضها «الكامل» المشاركة في المؤتمر. ونقلت شبكة «شام» بيانا عن 37 فصيلاً أكدت فيه أنه يهدف إلى «الالتفاف على مفاوضات جنيف والقرارات الدولية ذات الصلة بحل الأزمة السورية».

وأضاف البيان أن روسيا وقفت مع النظام «عسكرياً» ودافعت عنه «سياسياً» على مدار سبعة أعوام «وعطلت مشروعات قرارات مجلس الأمن» لإدانة الرئيس بشار الأسد ونظامه، من خلال استخدام حق النقض (الفيتو) «أكثر من عشر مرات».

وأكدت الفصائل التزامها بمسار الحل السياسي، وفق بيان (جنيف 1) والقرارات الدولية ذات الصلة.

إخلاء الغوطة

وعلى الأرض، أعلن الجيش النظامي، أمس، عن التوصل لاتفاق لإجلاء مسلحي هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائلها من مناطق في ريف دمشق الجنوبي إلى إدلب ودرعا خلال الأيام المقبلة.

وأكد الجيش السوري أنه أوقف عملياته على محور (مغر المير -بيت جن) في ريف دمشق، بعد استسلام مسلحي جبهة النصرة وفصائلها، مبيناً أن المسلحين رضخوا للدخول في مفاوضات أسفرت عن اتفاق لنقلهم بعد إحكام الطوق على المنطقة.

وذكر أن الجهات المختصة تعمل على ترتيبات لتنفيذ الاتفاق حيث سيتم خروج الراغبين بمغادرة المنطقة الى ادلب خلال 72 ساعة وتسوية أوضاع الراغبين في البقاء.

ومن جانبه ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الهدوء يسود ريف دمشق الجنوبي الغربي في أعقاب التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار في المنطقة بين الطرفين.

البرلمان الروسي يصادق على اتفاقية توسيع قاعدة طرطوس البحرية
back to top