الجارالله: لسنا قلقين على مستقبل منظومة «التعاون الخليجي»
«جهود الكويت في الوساطة وتحقيق المصالحة بين الأشقاء لن تتوقف»
ذكر الجارالله أن انعقاد القمة الخليجية في موعدها بالكويت يعد نجاحاً لجهود صاحب السمو أمير البلاد، مؤكداً أن مسعى الكويت في الوساطة وتحقيق المصالحة بين الأشقاء الخليجيين لن يتوقف.
قال نائب وزير الخارجية خالد الجارالله، إن جهود الكويت في الوساطة وتحقيق المصالحة بين الأشقاء الخليجيين لن تتوقف، لافتاً إلى أن انعقاد القمة الخليجية بدورتها الـ 38 في الكويت أخيراً، وفي موعدها، بينما كان الجميع يتوقعون عدم انعقادها، يعتبر نجاحاً لجهود صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وهذا الإنجاز الكبير يحافظ على آلية انعقاد القمة.وأشاد الجارالله، في تصريحات للصحافيين على هامش مشاركته في ندوة أقامها المعهد الدبلوماسي، ظهر أمس، تناولت موضوع عضوية الكويت في مجلس الأمن الدولي، بتعاون الأشقاء في مجلس التعاون لإنجاح قمة الكويت «فانعقادها جعلنا لا نقلق على مستقبل مجلس التعاون». وأوضح الجارالله، أن استضافة الكويت اجتماع البرلمانيين الخليجي سيكون استمراراً لنهج الكويت في الحفاظ على آليات العمل الخليجي، التي لن يتم تجميدها أو تعطيلها، لوجود قناعة، كما ذكر سمو الأمير في كلمته بالقمة الخليجية، إذ قال «إنه مهما بلغ حجم الخلاف يجب أن ينأى مجلس التعاون عن هذه الخلافات».
وحول مدى تأثر العلاقات الكويتية الأميركية بتباين المواقف حول القدس أفاد الجارالله بأن هذه العلاقات الاستراتيجية والتاريخية بين البلدين لن تتأثر، مضيفاً أن الكويت نقلت وجهة نظرها للجانب الأميركي وأوضحت موقفها له ونقلت عتبها له، لكن العلاقات ستبقى صلبة وقوية، وفي إطار الشراكة الاستراتيجية.وعن إبلاغ السفراء الأميركيين للقادة العرب بقرار الرئيس دونالد ترامب (بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل)، ولماذا لم يتم التحرك، قال الجارالله، «أبلغنا السفير الأميركي صباحاً، واتخذ القرار مساء كما أبلغناه وجهة نظرنا وموقفنا الثابت».
قضية القدس مهمشة
ورداً على سؤال حول القدس، وصف الجارالله ما حدث في مجلس الأمن بانتكاسة كبيرة، وأن المنطقة لن تهدأ طالما أن هذه القضية مهمشة، لافتاً إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أكدت (في تصويتها الأخير ضد القرار الأميركي بشأن التقدس) أن المجتمع الدولي مازال يقف مع القضية الفلسطينية، مشيراً إلى دور الكويت الواضح والداعم للقضية الفلسطينية منذ بدايتها.مؤتمر إعمار العراق
وعن المؤتمر المفترض أن تستضيفه الكويت لإعادة إعمار العراق، قال إن انعقاد مؤتمر المانحين للمناطق المحررة من تنظيم داعش في العراق، الذي سيعقد في الفترة من 2 إلى 14 فبراير المقبل جاء بتوجيهات سامية من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أثناء لقائه برئيس وزراء العراق حيدر العبادي، وعليه بدأت الكويت التحرك الفعلي والتنسيق مع البنك الدولي كشريك فاعل في إعادة الإعمار في مختلف مناطق العالم، لافتاً إلى وجود توجه وفلسفة جديدة لإشراك القطاع الخاص في عملية الإعمار، وسيكون المؤتمر برئاسة خمس جهات هي (الاتحاد الأوروبي، والعراق والكويت والأمم المتحدة والبنك الدولي).وأوضح الجارالله، أن الكويت بدأت اتصالاتها بالبنك الدولي عن طريق الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية لتشكيل صورة وطبيعة هذا المؤتمر، وما سيتطرق ومن سيشارك فيه، إذ تم بحث كافة التفاصيل المتعلقة به، وأصبحت لدينا الآن صورة واضحة تماماً عن المؤتمر وأبعاده، معرباً عن تفاؤله بأنه سيمكّن الأشقاء قي العراق من تجاوز مرحلة صعبة جداً بسبب الدمار الذي حدث جراء مواجهتهم للجماعات الإرهابية.«داعش»
وذكر أنه خلال فترة المؤتمر سيعقد اجتماع وزاري لوزراء خارجية 70 دولة من الدول التحالف الدولي لمواجهة داعش وهو ما يشكل استمرار لمؤتمرات سابقة لوضع الاستراتيجيات والخطط لمواجهة الارهاب، وليس فقط داعش الذي انتهى في العراق، وسينتهي قريباً في سورية، معرباً عن تفاؤله بهذا المؤتمر وقدرته على وضع استراجيات لمواجهة الإرهاب عموماً.استحقاقات مجلس الأمن
وحول عضوية الكويت غير الدائمة في مجلس الأمن، وخلال مداخلته بالندوة أشار الجارالله إلى وجود استحقاقات بالنسبة لعضوية الكويت في الأمم المتحدة، وأنها منذ قررت الترشح للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن أي قبل الانتخابات: «بدأنا باتصالاتنا مع الدول المختلفة وفعّلنا أدواتنا الدبلوماسية للتأثير وإقناع هذه الدول بانتخاب الكويت لهذه العضوية، وشملت تحركاتنا كل المستويات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية، ومن ضمن تلك الأدوات كان دور الصندوق الكويتي للتنمية مميزاً إذ تحرك جيداً معنا لحشد التأييد الدولي الذي حصلت عليه الكويت بـ ١٨٨ صوتاً، وكان ذلك إنجازاً كبيرا للدبلوماسية الكويتية التي بدأت برعاية واهتمام من قبل سمو أمير البلاد، إذ وضع سموه قواعدها ولبنتها وأساسها وفق خريطة طريق استمررنا والتزمنا بها، حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من دور دبلوماسي نشيط على مستوى العالم، والذي بدأ الإيمان بهذا الدور، الذي عكسه عدد الأصوات الذي حصلت عليها الكويت».وذكر أن الكويت ستباشر اعتباراً من شهر يناير المقبل عضويتها في مجلس الأمن، مبيناً أن هناك استحقاقات كثيرة تتعلق بالدور الكويتي في مجلس الأمن، ومن المعروف عن الكويت سياستها المتوازنة والعقلانية إذ تسعى من خلال هذه السياسة، التي استطاعت أن تستقطب اهتمام العالم، إلى ممارسة السياسة المتوازنة والعقلانية في المجلس فيما يتعلق بالقضايا التي ستعرض على جدول أعمال المجلس، مشيراً إلى العلاقات الوثيقة بين الكويت وعدد من الدول ستستثمرها الكويت لخدمة والتفاعل مع القضايا المطروحة، وهي قضايا تهم الأمن والسلم الدوليين والتنمية والعمل الإنساني.الوساطة لحل النزاعات
ولفت إلى جانب آخر سوف تنشط فيه الكويت، يتمثل في الوساطة والمساعي لحل النزاعات بالطرق السلمية، وقال «نحن نؤمن بضرورة هذا المبدأ ونعمل عليه، وسعينا في أكثر من مجال وبشكل متواصل وبجهد متواصل إلى تكريس معالجة النزاعات بالطرق السلمية قبل تفجر الأوضاع، كما كنا نسعى أيضاً حتى في ظل تفجر الأمور إلى الوصول للحل السلمي ببذل الجهود في الماضي والحاضر بهذا الشأن، لاسيما دور الكويت في موضوع الصراع اليمني، إذ بذلت الكويت جهوداً جبارة لوقف هذا الصراع، وآخر تلك الجهود استضافة الكويت الأطراف اليمنية لمدة ٣ أشهر، واستمرت الكويت في معالجة الجانب الإنساني الصعب في اليمن، وهذا مثل بسيط وقريب جداً عن جهود الكويت في معالجة الصراعات المتفجرة بالطرق السلمية».القدرات الوطنية
وقال الجارالله إن الكويت ستسعى أيضاً إلى بناء القدرات الوطنية والإقليمية «سواء بلدنا أو لأي دولة أخرى تكون متصلة بشكل أو بآخر في أي صراع من الصراعات الناشبة، كما سنسعى بدورنا إلى تفعيل دور مجلس الامن، خصوصاً أن للكويت ملاحظات على أداء مجلس الأمن وهذا من الطبيعي، لأن مجلس الأمن مشلول ويحتاج إلى تفعيل وتعزيز ومعالجة، إذ سنكون من خلال عضويتنا طرفاً مشاركاً ومساعداً وفاعلاً فيما يتعلق بمعالجة وتحسين طرق وأساليب معالجة المجلس للصراعات الدائرة وللأوضاع الدولية عموماً في شتى مجالات العمل السياسي وغيره، حيث نريد لدور المجلس أن يتسم بالشفافية والوضوح والتأثير».البعد الإنساني
وبين أن هناك جانباً آخر مهماً ستوليه الكويت اهتماماً وستضعه في مقدمة أولوياتها، هو التعريف بالبعد الإنساني، إذ إن سمو الأمير تقلد منصب قائد العمل الإنساني والكويت مركزاً للعمل الإنساني، وهذا البعد»، نريد أن نستثمره في مجلس الأمن، وأعتقد أن من أهم أولويات مجلس الأمن في ظل الظروف الراهنة وما يشهده العالم من صراعات أن يكون هناك دور إنساني مؤثر وفاعل في مثل هذه الصراعات ولذلك نعول كثيراً على هذا الدور، وستكون لنا مساهمة كبيرة فيه ودعم متواصل له».