ما سبب غيابك عن الساحة الفنية؟

Ad

للأسف، لدينا مشكلات عدة أبرزها القرصنة التي تهدّد أي عمل جديد، وتعرّض الشركات لخسائر كبيرة. فالمنتج والفنان يعانيان الفوضى في سوق الألبومات، وفرصة وجود أغنية جيدة باتت قليلة وشبه نادرة، كذلك ثمة أنواع محددة من الأغاني فُرضت علينا. لكن لديَّ قناعة كاملة بأن هذا الوضع سيُعدّل قريباً، خصوصاً أن الجمهور سئم الأعمال الهابطة، ولديه رغبة في الاستماع إلى أغان جيدة، وهو ما يظهر في نجاح عدد من الأغاني التي تحترم الذوق العام وتُقدم بحبٍّ للجمهور.

لكنك عضو في مجلس إدارة نقابة الموسيقيين، ولم نر تحركاً لحل هذه المشكلات.

لا يمكن حلّ مشكلات الإنتاج من خلال النقابة فحسب، لأنها لا تملك عصا سحرية للتعامل معها، وهذه الأزمات يلزمها التعاون بين جهات عدة في الدولة لوقف نزف الخسائر الذي يتعرّض له منتجو الألبومات. لذا لا بد من إرادة حقيقية من الدولة، خصوصاً أن المشكلة صعبة فعلاً، والمواجهة تكون بإرادة سياسية وليس بالقرارات والأمنيات.

تحدٍّ وإنتاج

لكنّ فنانين كثيرين يتحدون الظروف ويحضرون في الساحة باستمرار.

لم أبتعد عن الساحة الفنية، وأحضر الحفلات التي تنظمها دار الأوبرا المصرية باستمرار، وقدّمت أغنيتين وطنيتين بعد 25 يناير تفاعلاً مع الحوادث. لكن لديَّ شروط قبل الموافقة على أية أغنية جديدة خلال الفترة الراهنة، وإذا لم أجد ما يشجعني على تقديم جديد سأظل منتظرة مكتفية بأعمالي التي لا تزال تعيش مع الجمهور. أخيراً، صوّرت أغنية خليجية، وحققت نجاحاً كبيراً عند عرضها.

ما سبب اتجاهك إلى الخليج؟

ليست المرة الأولى لي في هذا المجال، فالأغاني الخليجية قريبة للغاية إلى تلك المصرية، وأغنيتي «بكل لغات العالم» نالت رد فعل جيداً عند طرحها، وهي مميزة كلمات وألحاناً وتوزيعاً، ورغم أنني تلقيت عروضاً للتوقيع مع شركات إنتاج خليجية، فإن رفضي شرط الاحتكار تسبب في عدم التوافق بيننا. في رأيي، لا يجب احتكار صوت الفنان.

لماذا إذا لا تقررين الإنتاج لنفسك؟

أنتجت أغاني وطنية وأهديتها للتلفزيون المصري، لكن خوض تجربة إنتاج أغنية أمر مكلف للغاية، إذ يجب أن تتوافر أجور للصانعين إلى جانب حجز الأستوديوهات وتنظيم الدعاية المصاحبة بميزانية معقولة، فضلاً عن تصوير الأغنية بطريقة الفيديو كليب. هذه الأمور كافة تتكلف مبالغ كبيرة، ولا يوجد عائد مادي لي كمطربة، خصوصاً أن الحفلات تعاني الكساد أيضاً.

مهرجان الموسيقى

بمناسبة الحديث عن الأوبرا ومهرجان الموسيقى الأخير، كيف وجدت مشاركتك فيه؟

شاركت في المهرجان باللجنة التحضيرية، وقدّمت حفلات في أوبرا سيد درويش بالإسكندرية، وأوبرا دمنهور. أشعر بسعادة كبيرة عندما أقف على خشبة مسرح الأوبرا، خصوصاً خارج القاهرة، حيث الجمهور ذواق للفن ويتفاعل ع الفنان، وأفخر بالغناء له.

ترددت أخبار كثيرة عن سبب غياب أنغام عن المهرجان، ما رأيك؟

أنغام فنانة كبيرة ولها جمهورها، واعتذرت مبكراً بسبب انشغالها وعدم إصدار ألبوم غنائي جديد لها. ورغم رغبتي الشخصية في حضورها، فإنني تفهّمتها، فهي فنانة يحرص الجمهور على حضور حفلاتها باستمرار في الأوبرا.

قدمت أغاني لفريد الأطرش خلال حفلاتك.

قدمت أغنيتي «روحي وروحك حبايب»، و{بقي عاوز تنساني»، وهما من الأغاني المميزة بالنسبة إلي، وأحب تقديمهما على المسرح، لا سيما أن فريد الأطرش أحد نجوم زمن الفن الجميل.

حفلات مهرجان الموسيقى تكون كاملة العدد عادة، هل تشعرين برهبة من الحضور الجماهيري الكبير؟

رهبة الجمهور موجودة طوال الوقت، لكني أعتبر اكتمال الحفلات في مهرجان الموسيقى تأكيداً أن الجمهور يريد أن يستمع إلى الطرب الأصيل والفن الحقيقي وليس أغاني المهرجانات والأعمال الشعبية فحسب، وهو يأتي إلى مسارح الأوبرا لقناعاته بما تقدمه.

الأغاني الشعبية

تنتقد نادية مصطفى الأغاني الشعبية باستمرار. تقول في هذا الشأن: «لا أنتقد الأغاني الشعبية الجيدة، فثمة أعمال تراثية نغنيها بحب، لكني أرفض أغاني المهرجانات، لأن لا علاقة لها بالفن سواء الكلمات أو الألحان، وعندما أستمع إليها بالمصادفة أشعر بالصدمة من المستوى الذي وصلت إليه، رغم علمي أنها باتت تحقق ملايين المشاهدات والاستماع على المواقع الإلكترونية، ما يزيد خوفي على الأجيال الجديدة».

تختم: «لا بد من أن تقوم الرقابة على المصنفات الفنية بدور ما في هذا الشأن، خصوصاً عدم السماح بتداول هذه الأغاني من دون رقابة».