أكد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله اليوم الاربعاء ارتكاز النشاط الدبلوماسي خلال عضوية دولة الكويت غير الدائمة بمجلس الامن الدولي (2018-2019) على البعد الانساني والتحرك مع الدول الاعضاء في المجلس لدعم الدبلوماسية "الوقائية"

جاء ذلك خلال ندوة اقامها معهد (سعود الناصر الصباح) الدبلوماسي حول عضوية الكويت غير الدائمة في مجلس الأمن للعامين المقبلين بمشاركة المستشار في الديوان الاميري مندوب الكويت السابق لدى الامم المتحدة محمد ابو الحسن.

Ad

وقال الجارالله ان دولة الكويت تريد ان تستثمر من خلال عضويتها التي ستباشرها مع مطلع العام الجديد (يناير 2018) البعد الانساني في مجلس الامن معربا عن اعتقاده ان هذا البعد من اهم اولويات المجلس في ظل الظروف الراهنة وما يشهده العالم من صراعات مؤكدا الحاجة الى دور انساني "مؤثر وفاعل".

وأوضح ان الكويت ستتحرك مع الدول الاعضاء سواء دائمة العضوية او غير دائمة العضوية في المجلس لدعم وتعزيز الدبلوماسية الوقائية التي "باتت مطلوبة بإلحاح لتجنب الصراعات والنزاعات".

واضاف الجارالله ان الكويت ستنشط خلال هذه الفترة عبر الوساطة لحل النزاعات بالطرق والوسائل السلمية مجددا التأكيد على سعيها المتواصل في اكثر من مجال الى تكريس معالجة النزاعات بالطرق السلمية قبل تفاقم الاوضاع.

ولفت الى اهمية تفعيل دور مجلس الامن خاصة ان لدولة الكويت ملاحظات على اداء مجلس الامن "المشلول" حيث يحتاج الى "تفعيل وتعزيز ومعالجة" مؤكدا السعي لتكون الكويت طرفا فاعلا في تحسين طرق واساليب معالجة المجلس للاوضاع الدولية.

واعرب عن ايمانه باهمية تفعيل دور اجهزة الامم المتحدة باعتبارها ادوات العمل قائلا ان دولة الكويت "لم ولن تتردد" في دعم هذه المنظمات باعتبارها جانبا حيويا من دور الامم المتحدة.

وجدد التأكيد على توجه الكويت نحو تعزيز مشاركة الدول الصغيرة في اعمال الامم المتحدة "بان يكون لهم دور فاعل في اطار منظومة الامم المتحدة من خلال عضوية الكويت في مجلس الامن".

واضاف ان مجلس الامن "غير موحد" في كثير من المواقف مؤكدا السعي الكويتي من خلال التنسيق مع الدول غير دائمة العضوية "لاختراق حقيقي" يمكن المجلس من الوصول الى وحدة الموقف.

كما اعرب الجارالله عن عدم تفاؤله في ان يتمكن مجلس الامن على الاقل خلال السنتين اللتين ستكون دولة الكويت عضوا فيه من التصدي لمختلف القضايا المطروحة على الساحة الدولية.

وابدى في الوقت ذاته دعم الكويت لرؤية وتوجه الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس نحو معالجة النزاعات موضحا انها تدخل في صلب عمل مجلس الامن فيما يتعلق بالامن والسلم الدوليين بما يعزز الدبلوماسية الوقائية.

واشار الى دور الكويت في موضوع الصراع في اليمن حيث بذلت جهودا جبارة لوقف هذا الصراع واخر تلك الجهود استضافة الكويت للاطراف اليمنية لمدة ثلاثة اشهر علاوة على استمرار الكويت في معالجة الجانب الانساني للوضح اليمني.

وذكر ان الجميع مدرك ومطلع على دور الكويت في الجانب الانساني من خلال تنظيم مؤتمرات والمشاركة فيها واخرها ما يتصل بمؤتمر المانحين لاعادة اعمار العراق المقرر عقده في فبراير المقبل.

واكد سعي الكويت الى نجاح هذا المؤتمر وتفعيله من خلال التعاون بين دولة الكويت والبنك الدولي والاشقاء في العراق لتمكينه من المساهمة الفعالة بدعم الاقتصاد العراقي وتخفيف معاناة الشعب.

وتطرق الجارالله الى اتصالات الكويت مع الدول المختلفة بشأن عضوية مجلس الأمن موضحا ان حصول الكويت على التأييد الدولي ب188 صوتا كان "انجازا كبيرا للدبلوماسية الكويتية" التي بدأت برعاية واهتمام من قبل سمو امير البلاد حيث وضع سموه قواعدها ولبنتها واساسها وفق خارطة طريق "استمرينا والتزمنا بها".

واضاف ان هناك استحقاقات كثيرة تتعلق بالدور الكويتي في المجلس قائلا ان سياسة الكويت المتوازنة والعقلانية تعزز فرص النجاح لاستقطاب اهتمام العالم الى ممارسة هذه السياسة فيما يتعلق بالقضايا التي ستعرض على جدول اعمال المجلس.

وقال ان الكويت ستعمل من خلال هذه العضوية وبشكل ايجابي مع المجاميع السياسية الاقليمية والعربية والاسلامية ودول اسيا ومجموعات اخرى لخدمة القضايا العالمية المختلفة.

من جانبه تطرق المستشار بالديوان الاميري السفير محمد ابو الحسن في كلمة له خلال الندوة الى دور مجلس الامن اثناء العدوان العراقي على الكويت مشيرا الى ان المجلس كان اكثر الاجهزة الدولية نشاطا بعد ان احالت الدبلوماسية الكويتية الامر اليه تحت بند (الفصل السابع) من ميثاق الامم المتحدة.

وقال ابو الحسن ان الكويت ستكون في عام 2018 "ممثلة" للمجموعة العربية في مجلس الامن بشقيها الاسيوي والافريقي في حين ستنضم في عام 2019 دولة عربية افريقية اما تونس او المغرب.

واوضح ان نجاح الكويت من خلال عضويتها في مجلس الامن سيكون امرا مشجعا للدول الصغيرة الاخرى مشيرا الى ان هناك مساعي مبذولة من سنوات لاصلاح العمل في مجلس الامن.