بالتزامن مع اعتبار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مهمة القوات الروسية في سورية باتت الآن بعد الانتهاء من "داعش"، القضاء على "جبهة النصرة"، أعلن رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة فاليري غيراسيموف أن القوات السورية حاصرت القاعدة الأميركية في التنف كلياً.

واتهم غيراسيموف، في تصريح لصحيفة "كومسومولسكايا برافدا"، الولايات المتحدة بتدريب مقاتلين سابقين لتنظيم "داعش" يسمون أنفسهم الآن الجيش السوري الجديد أو يستخدمون أسماء أخرى في التنف لمحاولة زعزعة استقرار سورية، مؤكداً أن أقماراً صناعية روسية وطائرات بدون طيار رصدت كتائب المتشددين بالقاعدة الأميركية.

Ad

وقال: "هم في واقع الأمر يتدربون هناك، ويوجد أيضاً عدد كبير من المتشددين ومقاتلي التنظيم السابقين في قاعدة أميركية أخرى في منطقة الشدادي"، موضحاً أنه "تمت محاصرة التنف 55 كيلومتراً من قبل القوات السورية. والأهم من كل شيء هو أننا راقبنا عمليات إخراج المسلحين من هناك منذ عدة أشهر".

وأضاف غيراسيموف: "كان هناك خطر الاستيلاء على مدينة القريتين، لكننا اتخذنا الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب. وتم سحق هذه القوات. ومن الواضح أنه يتم إعداد المسلحين هناك. كما أن هناك مخيم الركبان للاجئين".

هدف جديد

وأكد رئيس الأركان الروسي القضاء على 60 ألف مسلح من تنظيم "داعش" منذ عام 2015، مشيراً إلى أن هدف روسيا لعام 2018 هو القضاء على جماعة "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقاً).

بدوره، اعتبر لافروف أن الجزء الرئيسي من المعركة مع "داعش" انتهى، مؤكداً أن المهمة الرئيسية للقوات الروسية في سورية الآن هي "تدمير جبهة النصرة"، وموسكو تملك معلومات حول حصول مسلحيها على دعم خارجي.

«العزم الصلب»

في المقابل، قدّر المتحدث باسم عملية "العزم الصلب" بقيادة الولايات المتحدة العقيد ريان ديلون، أن نحو ألف من المسلحين التابعين لتنظيم "داعش"، لا يزالون ينشطون في سورية والعراق، مشيراً إلى أن قوات التحالف الدولي تركز جهودها في الوقت الحالي لمنع مجموعات من القيام بأي اختراقات.

بدوره، افترض ممثل الرئيس الأميركي في التحالف بريت ماكغورك أن العمليات العسكرية في سورية يمكن أن تستمر عدة أشهر، مشدداً على أن القوات ستبقى إلى أن يتم القضاء بشكل مبرم على المتطرفين.

وذكّر ماكغورك في هذا السياق، بأن تعداد المسلحين الذين يقاتلون في صفوف تنظيم "داعش"، كان يتجاوز عددهم قبل عامين 40 ألف مقاتل، ينتمون إلى 110 دولة.

بيت جن

وعلى جبهة أخرى، أفاد مقاتلو المعارضة بأن النظام وحلفاءه من الفصائل المدعومة من إيران أمهلوا المسلحين المحاصرين في منطقة بيت جن الاستراتيجية على المثلث الحدودي مع إسرائيل ولبنان 72 ساعة للاستسلام فستلحق بهم هزيمة محققة.

وقال المسؤول بالجيش الحر إبراهيم الجباوي والمطلع على الوضع على الأرض "أُعطيت لهم مهلة 72 ساعة للاستسلام حيث يذهب المقاتلون إلى إدلب أو ضرورة التوصل إلى تسوية لمن يرغب في البقاء".

وأكد مسؤول آخر بالمعارضة، طلب عدم نشر اسمه، إنه تم إبلاغهم بأن يستسلموا وإلا فسوف يواجهون حلاً عسكرياً.

وهؤلاء المقاتلون محاصرون الآن في بيت جن معقلهم الرئيسي بعد خسارة تلال ومزارع استراتيجية محيطة بها هذا الأسبوع في أعقاب شهرين من القصف والضربات الجوية العنيفة شبه اليومية.

وفي إطار تنفيذ الاتفاق لتسليم ما بقى تحت سيطرتهم، انسحب مقاتلو المعارضة من مواقعهم في تل مروان وقرية مغر المير جنوب غرب دمشق.

وذكر مصدر ميداني يقاتل مع القوات الحكومية أن نحو 300 مسلح تركوا مواقعهم في تل مروان وقرية مغر المير، وتوجهوا إلى مزرعة بيت جن القريبة تمهيدا لنقلهم مع باقي المقاتلين في وقت لاحق إلى إدلب، مؤكداً أن القوات الحكومية دخلت على الفور إلى هذه المواقع، ومشتطها وتثبت نقاط لها بداخلها.

الغوطة الشرقية

وفي دمشق، خرج بعد منتصف ليل الثلاثاء- الأربعاء أربعة مرضى، بينهم أطفال من الغوطة الشرقية المحاصرة من قبل قوات النظام منذ عام 2013 بموجب اتفاق على إجلاء 29 شخصاً في حالة حرجة من هذه المنطقة التي تشهد تدهوراً في الوضع الإنساني.

وفي حماة، أفاد ناشطون سوريون أن الطيار السوري، الذي لقي حتفه، جراء إسقاط الجيش الحر لطائرة حربية تابعة لنظام الأسد، هو الكابتن (نقيب) طيار باسم غصن، وهو من ريف حمص. واعترفت القوات الحكومية بسقوط إحدى طائراتها بنيران قوات المعارضة المسلحة بريف حماة الشمالي.

وبالتزامن مع قصف صاروخي مكثف من فصائل المعارضة على مواقع لقوات النظام ومناطق سيطرتها في جبال اللاذقية الشمالية ومحاور في مناطق جبل الأكراد وقلعة شلف، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الهجوم طاول القاعدة العسكرية الروسية في حميميم شمال شرق مدينة جبلة الساحلية، موضحاً أنه تم استهدافها بصاروخين.

الأكراد يؤسسون «جيش الشمال»

كشف القائد العام لقوات حماية الشعب الكردية، سيابند ولات، عن البدء في تأسيس قوة عسكرية جديدة في "كردستان سورية" تحت مسمى "جيش شمال سورية"، لحماية أمن حدودهم شمال البلاد.

ونقلت وكالات أنباء مقربة من حزب "العمال" الكردستاني عن ولات قوله إن "جيش شمال سورية قيد التأسيس حاليا، وسيتولى مهمة حماية أمن الحدود"، موضحا أن عملهم لن يقتصر على حماية "كردستان سورياة" فقط حسب تعبيره، بل سيشمل محافظتي الرقة ودير الزور شمال وشرق سورية.

وأوضح ولات أن "هذه القوة أسست مطلع نوفمبر 2014، وتوزعت في كل الشمال السوري، أما الآن فيتم تنظيمها على شكل جيش، وسبق أن شاركت في الحرب على تنظيم داعش"، موضحا أنهم فتحوا معسكرات تدريب في مدن الجزيرة، كوباني، وعفرين، ومنبج، والطبقة.