على الرغم من إصدار دار الإفتاء المصرية، الاثنين الماضي، فتوى تجيز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم: «الله لم ينهنا عن بر غير المسلمين، ووصلهم، وإهدائهم، وقبول الهدية منهم، وما إلى ذلك من أشكال البر بهم»، جدد السلفيون نشر فتاوى تحريم تهنئة الأقباط بالكريسماس وأعياد الميلاد، وهو ما دأبوا عليه سنوياً في مثل هذا التوقيت من العام.

هذه المرة خرج الداعية السلفي سامح حمودة، وهو قيادي سابق في حزب «النور» السلفي، بفتوى تنص على «أن النبي والصحابة لم يحتفلوا بالكريسماس، وعلينا أن نقتدي بالسلف الصالح، مضيفا، عبر بيان له: «ليست هناك آية أو حديث في الحث والحض على المشاركة في هذه المناسبة، بل هناك نصوص (لم يذكرها) تنهى عن الاحتفال بهذه الأعياد التي تخص غير المسلمين».

Ad

وتابع حمودة: «لا يجوز للمسلمين المشاركة في أعياد دينية تخص غير المسلمين، لكن في الوقت نفسه يجوز تهنئتهم بمناسباتهم الدنيوية لا الدينية»، معتبرا تهنئتهم بالعيد «حرام ومنكر عظيم»، على حد زعمه.

فتاوى سلفية أخرى سبق أن سارت على النهج ذاته، حيث حرم نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي، تهنئة المسيحيين بأعيادهم، قائلا إنها أشر من شرب الخمر وفعل الفواحش»، كما أطلق الداعية السلفي محمود لطفي عامر فتوى بتحريم الاحتفال بالكريسماس، وتهنئة الأقباط بأعيادهم، وكذلك حرَّم الشيخ أبوإسحاق الحويني احتفالات الكريسماس.

إلى ذلك، أكد عضو اللجنة الدينية في البرلمان، عبدالكريم زكريا، أن اللجنة تعمل على إصدار قانون تنظيم الفتوى في أسرع وقت، رداً على تلك الفتاوى الشاذة التي تخرج ممن لا يعلمون شيئاً عن الإسلام، مضيفاً لـ «الجريدة»: «تهنئة المسلم للمسيحي بر أمرنا الله به، ومن هنا يجب التصدي للفكر المتطرف الذي يعمل على التفرقة بين المصريين».

فيما أكد عضو لجنة كبار العلماء، الشيخ طه أبوكريشة، أن أشجار الكريسماس وملابس بابا نويل لا تؤثر على الإسلام، واصفا تلك الدعاوى بالجهل، وقال لـ «الجريدة»: «تهنئة المسلمين للأقباط في أعيادهم جائزة».

في السياق، استنكر عضو مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر، محمد الشحات الجندي، تلك الفتاوى التي من شأنها إثارة البلبلة والجدل وتحاول هدم المجتمع، موضحا أن الاحتفال بأعياد الميلاد هو احتفال بمولد المسيح، وهذا لا يخالف الدين الإسلامي، فتهنئة المسلمين للأقباط ليست حراما.