روزنامة 2017 الثقافية اللبنانية

معارض كتب وجوائز وخطط نهوض ثقافي ورحيل «كبار»

نشر في 29-12-2017
آخر تحديث 29-12-2017 | 00:05
حفلت الروزنامة اللبنانية باحداث مهمة تركت بصماتها الجميلة والحزينة على السواء، فمع احتضانه تظاهرات ضخمة تشكيلية شارك فيها فنانون لبنانيون وعرب وأجانب ومعارض كتب ومؤتمرات وتكريمات لأدباء كبار وجوائز عربية، ذرف الوسط الثقافي دمعة على «كبار» رحلوا من أهل القلم والريشة، لكنه عاهدهم بالحفاظ على إرثهم واستمراريته على مدى الأجيال المقبلة.
لم تشأ 2017 الرحيل قبل أن تأخذ معها اثنين من أبرز أعمدة الحركة الثقافية اللبنانية،هما جلال خوري أحد أبرز رواد الحركة المسرحية الحديثة في لبنان وتعكس مسرحياته نبض الشارع اللبناني بهمومه السياسية والاجتماعية، وعصام العبدالله أحد أبرز رواد الشعر باللهجة اللبنانية وترصد قصائده حياة الناس العاديين وتفاعلهم مع اللغة المحكية وتغيراتها.

في وقت سابق من 2017 رحل الرسامان الكاريكاتوريان ستافرو جبرا، الذي عكست ريشته الاحوال والظروف والاحداث الراهنة في لبنان والشرق الاوسط والعالم، ملحم عماد الذي احتلت ريشته المبدعة أهم الصحف اللبنانية والعربية .

من القامات الكبرى الراحلة في 2017، الرسامة والنحاتة سلوى روضة شقير التي وافتها المنية عن عمر ناهز 100 عام، وهي أبرز رواد الفن التجريدي في لبنان والعالم العربي واشتهرت بنقل الشعر العربي من حالته الشفوية السمعية الى البصرية باستعارات حركة الشكل الهندسي ونموه التصاعدي الارتقائي في الفضاء، وهي اول من انشأ معهدا للفن التجريدي في لبنان.

أيضاً فقد لبنان في 2017 زوهراب، أحد أبرز من اغنى الحركة التشكيلية اللبنانية بلوحات مميزة سواء بالاكواريل او الغواش والأكليريك، ووجيه نحلة أحد اهم الاوائل الذين أدخلوا تيار الحداثة الفنية إلى الرسم التشكيلي في لبنان.

جوائز

في 2017 كان للبنان نصيب في الجوائز الأدبية والفكرية، فقد حاز الشاعر اللبناني شوقي بزيع جائزة سلطان العويس للشعر العربي، لاعتباره «يشكل علامة فارقة في الشعر العربي الحديث ويجمع بين الاصالة وبين التجديد الحداثي ويتمحور شعره حول مفاهيم الوطن والمرأة والزمن»، كما جاء في بيان الجائزة.

كذلك منحت جائزة الراوية للكاتبة اللبنانية هدى بركات وجائزة العلوم الإنسانية للدكتور جورج قرم. إشارة الى ان لبنان حصل على ثلاث جوائز من أصل خمسة.

أيضاً نال د. جان جبور جائزة «الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» في الدورة الثالثة لعام 2017، التي شارك فيها مترجمون ومؤسسات معنية بالترجمة في مجالات الجائزة المختلفة من 30 دولة عربية وأجنبية.

وقد مُنح المركز الأول  للدكتور جان جبور عن ترجمته لكتاب «زمن المذلولين، باثولوجيا العلاقات الدولية» للكاتب برتران بادي الصادر عام 2016 عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في بيروت.

معارض الكتب

رغم الأزمات السياسية التي واجهها لبنان في الأشهر الثلاثة المنصرمة، احتضنت بيروت صالون الكتاب الفرنكفوني، فشكل تظاهرة ثقافية شارك فيها أدباء ومثقفون أوروبيون ولبنانيون ومن دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودول المغرب العربي من بينهم: دارينا الجندي، جوستين أوجييه، فرانسوا بون، خوسيه لويس BOCQUET، سيريل ديون، إيمان حميدان، فلورنس نويفيلي، فرانسوا رو، ليلى سليماني (غونكورت 2016)، اريك - ايمانويل شميت (أكاديمي)، صلاح ستيتية وإيمانويل فارليت. كذلك تضمن الصالون نشاطات ثقافية وفنية متنوعة وتواقيع كتب، وتحوّل كما في كل عام، إلى مساحة للقاء الثقافات والاطلاع على كل جديد في مجال نشر الكتب.

وفي الشهر الأخير من 2017، كانت بيروت على موعد مع معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الذي تميّز هذا العام بكمّ من تواقيع الكتب الجديدة لأدباء ومثقفين ومفكرين من لبنان والدول العربية والإفريقية ودول المغرب العربي، وشاركت فيه دور نشر لبنانية وعربية، وقد تميز بأنشطة ثقافية وفكرية طغى عليها الحدث الأبرز ألا وهو القدس، فضلا عن تكريم شخصيات فكرية وسياسية وفنية ومسرحية من بينها الكاتب والمسرحي والناقد عصام محفوظ، والرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر» لمناسبة الذكرى المئوية لولادته...

«المهرجان اللبناني للكتاب»، أحد ابرز التظاهرات الثقافية التي نظمت في مارس، وهو لا يكتفي بعرض الكتب والترويج لها، بل يعقد حلقات حوارية، يشارك فيها نخبة من الرواد ولقاءات تكريمية.

كان لبنان حلّ ضيف شرف في معرض تونس الدولي للكتاب لعام 2017، لمكانته في النهضة الفكرية والثقافية العربية.

وزارة الثقافة

كان لوزارة الثقافة اللبنانية سلسلة من المحطات الهامة في 2017 صبت في معظمها في إطار تمتين أسس الثقافة في لبنان والتعاون مع الدول العربية والأجنبية في سبيل ذلك.

في ديسمبر الجاري أطلق وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري ومدير مكتب اليونسكو في بيروت «الحملة الوطنية لمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية في لبنان»، تحت عنوان «الحضارة_مش_للتجارة»، بهدف زيادة الوعي لدى الجمهور اللبناني على قيم التراث الثقافي وضرورة حمايته للأجيال المقبلة.

كانت الوزارة أطلقت في وقت سابق من هذا العام الخطة الخمسية لدعم مكونات القاعدة الثقافية على اختلاف أنواعها (فنون، سينما، مسرح، موسيقى، مكتبات عامة) وتنظيم ورش ترميم وتأهيل في المواقع الأثرية، واستثمار الأبنية التاريخية...

أيضاً، وفي إطار تعزيز العلاقات بين لبنان ودولة الكويت نظمت وزارة الثقافة الاسبوع الثقافي اللبناني في الكويت بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب في الكويت.

كذلك شهد لبنان مؤتمرات دولية في مراكزه الثقافية وفي جامعاته، من بينها المؤتمر الدولي « «تراث مشترك أم تراث في خدمة الهويات؟» الذي نظمه المركز الدولي لعلوم الإنسان في جبيل بالاشتراك مع كليّة العلوم الإنسانيّة في جامعة القدّيس، فضلا عن تكريم الشاعر العربي أحمد الصافي النجفي في قصر اليونسكو في بيروت، لمناسبة مرور 120 عاماً و40 عاماً على رحيله.

زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية

في اطار دعم الأنشطة الفنية وتعزيز المشاريع الفرنكفونية في لبنان، زارت وزيرة الثقافة الفرنسية فرانسواز نيسان لبنان وجالت في مراكز ثقافية في انحائه من بينها: «بيت الفنان» في منطقة حمانا، في جبل لبنان، فأثنت على محتويات البيت الفني، وأكدت دعم المشاريع الفنية والثقافية وكل نشاط يعزز العلاقات بين فرنسا ولبنان ويحافظ على طابعه الفرنكفوني.

وفي إطار فرانكفوني أيضاً، منح سفير فرنسا برونو فوشيه الكاتبة والمصورة لمياء زياده والمدير العام للكونسيرفاتوار الوطني ورئيس الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية الدكتور وليد مسلم، وسام الفنون والاداب الفرنسي برتبة فارس، نظراً إلى مساهمتهما الفعالة في بناء جسور ثقافية وفنية بين فرنسا ولبنان.

back to top