استنزاف الجهود لإبقاء الجمود!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
محصلة هذا الشعور الاغترابي في بلد واحد هي بالتأكيد استمرار حالة الاحتقان والشك والريبة واستنزاف الجهد والوقت والتفكير وحتى مستوى العطاء في قضايا يفترض أن تكون هامشية أو طارئة أو محدودة على أقل التقديرات.هذا التشتّت بدوره يبعثر أيضاً جهود العمل الجماعي في التصدي للقضايا الكلية والمصيرية التي تحدد حاضر بلدنا ومستقبله بمختلف التحديات والصعوبات والمخططات التي تحاك من أجل استنزافه وامتصاص ثرواته ومشاريعه، ولذلك فإنه من الطبيعي جداً ألا نجد أي بوادر أو رؤى لخطط أو برامج تنموية حقيقية، ومن البدهي أن نعيش هذا المستوى المتدني من الخدمات العامة التي تقدمها الدولة لمواطنيها، ومن غير المستغرب أن نرى حقوق المواطن ومكتسباته وحقه في الوظيفة أو التدرج فيها، أو العلاج في الخارج أو تبني مشروع تجاري على قد الحال، تسير في قنوات خاصة ويشترط أن يسعى النواب أو أصحاب النفوذ والحظوة بشكل شخصي جداً من أجل تحقيقها وبالذات للمكون الاجتماعي أو المذهبي الذي ينتمي إليه.إذا كانت هذه هي طبيعة الحياة اليومية للمواطن أو النائب أو الوجيه الاجتماعي أو التاجر، وهي الدوران في هذه الحلقة الصغيرة، فمن المؤكد ألا يبقى شيء من قوة التركيز والنشاط الذهني والجسماني وحتى الوقت الكافي لمتابعة القضايا المعقدة والكبيرة مثل التنمية وخططها، أو التصدي للآفات الإدارية المتمثلة بالفساد، أو الانتباه للقرارات المفاجئة التي من شأنها أن تخرب بيوتات كثيرة من كل الكويتيين كزيادة أسعار الوقود أو فرض قانون القيمة المضافة أو تخفيض الرواتب والأجور، ناهيك عن السرقات المليونية بشكل روتيني، والتي صرنا نقرؤها كخبر الوفيات فنسترجع عند سماعها وكفى!