رغم متابعتي القليلة لعالم كرة القدم في الفترة الحالية والسابقة أيضاً فإنني سعدت جداً كما سعد الكثير بهذا الالتفاف الكبير حول (الأزرق) منتخب الكويت الوطني، والزحف الجماهيري الكبير نحو استاد جابر الذي امتلأ عن آخره؛ لكنني في الوقت نفسه أختلف مع الكثيرين من الذين حزنوا لخسارة الأزرق لمباراتين متتاليتين، وذلك لعدة أسباب أسوقها في عجالة: أولها لا بد ألا ننسى أن الفريق يعود إلى ساحة الرياضة والمنافسة الدولية بعد استبعاد عامين وأكثر عن تلك المنافسات، والمنافسة ركن أساسي من أركان الرياضة، فمن الطبيعي أن يفقد اللاعبون الكثير من حساسية المباريات الدولية بعد غياب طويل، وهو الأمر ذاته في حالة إصابة اللاعب على سبيل المثال، فبعد عودته من الإصابة، لا يكون من المتوقع منه تقديم أعلى مستوى أو مردود، وهو أمر بدهي لا يحتاج إلى الكثير من الشواهد والأدلة، فالغياب عن المشاركات والمنافسات والمباريات الدولية كان له عميق الأثر على لاعبي المنتخب الكويتي.
ثانيا: لم تكن الفترة قبل رفع الإيقاف كافية للاعبين والجهاز الفني والإداري لعمل الاستعدادات الخاصة لهذه البطولة، ويكفي المجهودات العظيمة لسمو أمير البلاد من أجل رفع الإيقاف وإقامة البطولة سعياً وراء تجميع الإخوة في البيت الكويتي، ولمّ الشمل الخليجي على أرض الكويت الغالية أرض الصداقة والسلام.وبنظرة متفحصة للأمور أجد الكثير من الجوانب الإيجابية في البطولة بشكل عام وفي مباريات الأزرق بشكل خاص، فالجماهير الغفيرة التي زحفت إلى استاد جابر دلت على حب ومؤازرة الكويتيين لفريقهم ومساندتهم له، وأعطت اللاعبين دفعة قوية للفترات القادمة للاستعداد والعمل الدؤوب من أجل العودة إلى سابق عهد الفريق الأزرق المتألق، كما أن الجماهير الكويتية أعطت رسالة قوية للعالم أجمع ولشعبنا الخليجي بالذات بأننا دائما وأبداً نلتف حول قائدنا العظيم الذي نعلم مبتغاه وهدفه من أجل تجميع الإخوة وحل الخلافات ومعالجة المشكلات، وهو الهم الشاغل لسموه حفظه الله ورعاه في وقتنا الراهن، وهو ما يقرؤه الجميع في تحركات وكلمات حاكمنا العظيم وقائدنا الحكيم بأنه يريد قيادة سفينة المنطقة إلى بر الأمان. نعم، لقد ضرب الجمهور الكويتي أعظم الأمثلة في الرقي والتحضر وتفهم المرحلة والترحاب بالإخوة والتأييد والالتفاف حول القيادة الحكيمة من أجل الخروج من هذه المرحلة الحرجة، وهو ما جعل البطولة تنجح قبل أن تبدأ لأن الهدف من التجمع تم- رغم المعوقات والظروف- ونجح أثناء إقامتها؛ لأن الحضور الجماهيري كفيل بإيصال العديد من الرسائل الايجابية، وستنجح بعد انتهائها بمشيئة الله تعالى لأنها تعد خطوة مهمة في مسيرة التقارب الخليجي ولمّ الشمل الذي يسلكه سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه وسدد خطاه ووفقه إلى ما فيه خير البلاد والعباد.أرجوحة الجمهور الوفي:لا تحزن يا جمهور الأزرق، فالأزرق من قوة البحر وصفاء السماء، قد تسحبه بعض الأمواج، وتخفيه بعض الغيوم؛ لكنه دوماً يعود، فالأزرق لا يغرق.أرجوحة ابن عمي وأفتخر:من منا لا يفتخر بأبناء عمومته، جميعاً تغمرنا النشوة عند سماع المديح لأقاربنا، فما بالك أقرب أقاربك لا وابن عم من الدرجة الأولى، أكيد تفتخر كما أنا فخور في ابن عمي تركي، الذي كرم من صاحب الكرم والشهامة ملك المملكة الأردنية الهاشمية عبدالله بن الحسين الثاني حفظه الله، كان هذا نصها:"تقديراً للصفات الحميدة التي يتحلى بها عطوفة العميد الركن تركي عبدالرحمن المشعل الملحق العسكري الكويتي المعتمد لدى مملكتنا الزاهرة، ولجهوده في تعزيز علاقات التعاون بين بلدينا الشقيقين، فقد أنعمنا عليه بوسام الاستحقاق العسكري من الدرجة الثانية، وأمرنا بإصدار هذه البراءة من ديواننا الملكي الهاشمي إيذاناً بذلك". شكراً لجلالته على هذا الكرم والتكريم، وألف مبروك يا أبا سعد، فوالله أنت تزهو كل الأماكن بأخلاقك وفكرك وفطنتك وعملك الدؤوب، كما أنا فخور بك يا ابن العم.
مقالات - اضافات
أرجوحة: الأزرق لا يغرق
29-12-2017