الصحة والسعادة بعد سن الأربعين
الكثير من أعراض ما بعد الأربعين عند النساء يكون محرجا ومزعجا بسبب انقطاع الدورة الشهرية، كزيادة التعرق ليلا وارتفاع درجة حرارة الجسم نتيجة الاضطراب في الحرق الغذائي، وزيادة في الوزن، وسوء المزاج، والاكتئاب المتكرر، وعدم التركيز، وقلة النوم، والإرهاق، في حين الكثيرات استطعن أن يتخطين كل ذلك، ويعشن السعادة في فترتين من "الشباب"، ويتعاملن مع تغيرات النظام الهرموني في الجسم بكل إيجابية وراحة تجنبا للمفاجآت مع الزيادة في العمر.إن ضعف عمل البويضات عند المرأة في إنتاج الهرمونات المسؤولة يسبب اضطرابا هورمونيا يعمل تحولا فيما يسمى "سن اليأس"! وأنا أسميه "سن السعادة"، لما فيه من إكمال لنضوجها ووعيها العملي والتعليمي، وحكمتها النافذة في الحياة، وتجاه واجباتها في المنزل والمجتمع كافة، كما أنه آن الأوان أن تتفرغ لتعيش حريتها الكاملة مع الشريك الآخر دون الزحام مع الأطفال مثلا، فتكتشف بذلك كل مواهبها الجميلة والتي كانت كامنة أثناء انشغالها بمسؤولياتها تجاه الآخر. وبالإيجابية وقبولها للوضع الجديد يمكنها أن تتخطى كل المضاعفات التي قد تنتج عن اضطراب الهرمونات، وانقطاع الدورة، وضعف عمل البويضات! وتتخطى تلك الأسوأ كهشاشة العظام والبرود الجنسي، والجفاف، وصعوبة العلاقة بين الطرفين، وتستمر حياتها بسعادة صحية أكثر.
إن هذا التحول يعتبر مرحلة حرجة عند الغالبية من النساء بسبب هبوط مستوى إنتاج هرمونات الإستروجين والبرجسترون، مما يجعلها تلجأ فورا للهرمونات البديلة كيميائيا، والتي في الغالب ستسيء الحالة صحيا وقد تؤدي إلى أنواع مختلفة من السرطان في أماكن متعددة!في حين نرى أن هذه التغيرات "الطبيعية" تتأثر أيضا بالحالة النفسية للمرأة ورد فعلها، ولو عملت على تغيير الظروف اليومية لتكون في مصلحتها من ممارسة الرياضة والاستيقاظ المبكر لأخذ وجبة الإفطار، وإقناع نفسها بشبابها وحكمتها ورزانتها التي تبدأ بهذا العمر فإنها ستستطيع أن تؤمن لنفسها السعادة الصحية خلال هذه الفترة دون أن تشعر بالنقص الهرموني. كما أن النوم الكافي ليلا ومبكرا، بالإضافة إلى النظام الغذائي اليومي يجب أن يكون صحيا متعادلا، ويحتوي على الأغذية الهرمونية الطبيعية كالبطاطا الحلوة واليام والشومر والزنجبيل والتمر والقرع والقرفة والميرمية والمكسرات النيئة. وينصح بالابتعاد عن السكريات والنشويات السريعة الحرق وغيرها. هذا بالإضافة إلى الإكثار من شرب الماء وعصير الخضراوات والفواكه لتخطي مرحلة الزيادة بالوزن وللحفاظ على نضارة البشرة، والتي ستغني عن التعرض للهرمونات البديلة الكيميائية ومضاعفاتها، والتي للأسف تسببت بنسبة عالية من الأمراض المميتة في الفترة الأخيرة، كسرطان الثدي والرحم وغيرها. * باحثة سموم ومعالجة بالأغذية