الكلام السائب حول حرب مع كوريا الشمالية تصرف غير مسؤول
![واشنطن بوست](https://www.aljarida.com/uploads/authors/862_1719164326.jpg)
ثانياً، لا يمكن الوصول إلى أي نتيجة تذكر من دون ضغوط إضافية لوضع الحكومة الصينية المترددة أمام مسؤولية الوفاء بالتزاماتها باستهداف الكيانات الصينية التي تدعم حكومة كوريا الشمالية. وإن غالبية تجارة كوريا الشمالية وتحديداً 90% منها هي مع الصين أو بتسهيل منها، وعلى الرغم من العقوبات المتفق عليها في الأمم المتحدة ما زالت معظم النشاطات الاقتصادية هذه مستمرة، فينبغي اتخاذ إجراءات تستهدف عدداً أكبر من المصارف الصينية المتعاملة مع كوريا الشمالية، وذلك عبر محاربة هذه المصارف وتجميد أصولها في الولايات المتحدة. وهذه السنة تحركت شبكة المعاملات المصرفية الدولية لمنع مصارف كوريا الشمالية من استخدام نظام التراسل الدولي لتسهيل تبادلاتها الدولية، إلا أنّ هذا الإجراء لا يطول المصارف الصينية التي تقوم بالتبادلات المالية لمصلحة كوريا الشمالية؛ لذا ينبغي توسيع إطار هذا الحظر بحيث يشمل المصارف الصينية التي لها أي صلة مع كوريا الشمالية. أخيراً ينبغي أن نطرح السؤال التالي على أنفسنا: أين هم حلفاؤنا في كل هذه المعمعة؟ بدلاً من التهويل بقيام حرب ثنائية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية علينا أن نعمل مع حلفائنا، بما فيهم كوريا الجنوبية واليابان، على التهديد بزيادة الضغط المتعدد الأطراف لتضييق الخناق على كوريا الشمالية، وفي حين لم تبرهن العقوبات الاقتصادية عن فعاليتها بعد فإننا لم نستنفدها بالكامل أو نختبر كل طرقها ووسائلها، ولعل أهم سبب لقدرة الإدارة السابقة ونجاحها في جرّ إيران الى طاولة التفاوض كان تنسيق العقوبات دولياً، ولحسن الحظ تبنى مجلس الأمن هذه السنة ثلاث جولات من العقوبات المماثلة بما فيها سلسلة من الإجراءات الجوهرية التي اتخذت في الأسبوع الفائت.وبوجود حياة ملايين البشر على المحك فإن آخر ما نحن بحاجة إليه هو أن نكون أمام سياسيين ومحللين يتنبؤون باحتمالات نشوب حرب فتاكة، فتلك ليست طريقة دقيقة أو مفيدة لمعالجة تحدٍّ دولي بالغ التعقيد. * حاكم أوهايو جون كازيتش* «واشنطن بوست»