استضاف نادي «أعماق»، المنبثق من مبادرة الجليس الوطنية لتعزيز إعادة القراءة، الروائية ميس العثمان، لمناقشة روايتها (ثؤلول)، في فندق كوستا ديل سول.في البداية، قالت ميس إن روايتها (ثؤلول) هُضمَ حقها، لأن الرقيب منع صدورها عام 2015، مشيرة إلى «أننا الآن في عام 2017، ولا تزال الرواية في وضع محيِّر، ما بين منع، أو فسح، وفي الحالتين لم يتم إخباري، إن كانت ممنوعة أم مفسوحة».
وعن سبب المنع، قالت العثمان: «في الواقع صار صعبا أن أخمن عقلية الرقيب، الذي يمكن أن يمنع العمل بسبب كلمة واحدة قد يراها هو أنها خادشة للمجتمع، وربما يمنع لأسباب ليست موجودة في أذهاننا». وعن جديدها، قالت: «محكي ذاتي تجربة مختلفة تضاف للتجريب الذي أمارسه في الكتابة، وقريبا بمعرض القاهرة في يناير 2018، ستكون انطلاقة وتدشين العمل الجديد».وبعد مناقشة الرواية، ذكرت العثمان: «من خلال نادي (أعماق) المنبثق من مشروع الجليس، كانت فرصة جميلة للحوار الطويل والموسع بين القرَّاء وبيني، ذلك أن العمل لم يأخذ حقه في النقاش على الصعيد المحلي».وأشارت إلى أن «العمل أخذ مكانه كانتشار خارج الكويت، لأنه متاح، وطُبع مرة ثانية بعد مُضي 6 شهور على أول طبعة له. أما في الكويت، فلم يحصل على فرصة جيدة للتناول بحُرية».وبينت العثمان أنه من خلال النادي سنحت لها الفرصة لتعرف القارئ الذي تسنى له قراءته، وكيف تلقى العمل، وما الذي استوقفه في الرواية، فكانت الجلسة بمثابة عصف ذهني جدد العصف السابق، والذي سبق إصدار العمل نفسه.
القصة القصيرة والرواية
وأشادت الروائية ميس بأعضاء النادي، وقالت: «الجميل أنهم تعاطوا مع الشخصيات الروائية وكأنها حكاية حقيقية وحدثت بالفعل، لكنهم كانوا مغيبين عن حدوث اللحظة والأحداث نفسها، فاطلعوا عليها روائيا، وهذا شيء يُسعد الكاتب. فأن يتماهى القارئ مع الشخصيات والحدث وكأنه واقع، فهذا إثبات للكاتب على حُسن عرضه للمادة السردية... هذه أمور مبهجة، وتنمي لديّ ككاتبة رؤية أوضح للقادم من أعمال أخرى».وعن أيهما تفضل؛ القصة القصيرة أم الرواية، قالت: «لا توجد أفضلية في الموضوع. من رؤيتي، أنا بدأت في القصة القصيرة في إنتاجين، بعدها انتقلت للرواية، وهذا الانتقال ليس مربوطا ببعضه البعض، ليس شرطا أن أبدأ في القصة القصيرة، ومن ثم أنتقل إلى الرواية، فـ(غرفة السماء) انتقلت من خلالها نحو الرواية فقط، لأن الحكاية كانت مادة تحتاج إلى أكثر من مجرَّد قصة قصيرة».وتابعت: «من منطلق تلك التجربة اكتشفت علاقتي بالرواية، أنها أكثر قرباً مني، ومساحة قابلة لإعادة النسج من جديد، وفي فترة قريبة عُدت إلى التمرُّن سرديا نحو القصة القصيرة، وجدت أن هذا العمل صعب جدا، فالقصة القصيرة فن سردي يحتاج للتركيز وحشد اللغة، تحتاج إلى لغة ثرية أكثر ومختزلة، ومخطئ من يظن أن الرواية أصعب في الكتابة، فالقصة القصيرة هي الأصعب، والرواية نفسها طويلة، وتحتمل تحولات الكاتب المزاجية».