في مستهل مراسم توزيع أوسمة على العسكريين، الذين شاركوا في العملية العسكرية في سورية، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، بالدور «الجوهري» لموسكو في هزيمة «داعش»، مؤكداً أن قاعدتي حميميم وطرطوس تعدان قلعتين مهمتين لحماية المصالح الروسية في سورية، وستواصلان عملهما بشكل دائم.

وأوضح بوتين أنه «تم القضاء على عتاد داعش وقياداته والبنى التحتية وآلاف المقاتلين» منذ بدء العملية الروسية التي شارك فيها بالإجمال «أكثر من 48 ألف جندي وضابط روسي»، مبينا أن عناصر التنظيم القوات «كانت تنشر الموت والدمار، وتطمح لتجعل من سورية والدول المجاورة لها ميداناً مؤاتياً لشن هجوم شامل يستهدف بلدنا».

Ad

ولليوم الثاني على التوالي، شدد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس على ضرورة مغادرة القوات الأميركية الأراضي السورية بعد القضاء على الإرهابيين بالكامل.

وقال لافروف، في تصريح لوكالة «إنترفاكس»: «تصريح وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس حول نية البقاء في سورية «حتى تحقيق تقدم في التسوية السياسية» يثير الاستغراب. ويوحي أن واشنطن تحتفظ بالحق في تحديد مدى التقدم، وتريد الحفاظ على السيطرة على جزء من الأراضي السورية حتى تحقق النتيجة التي تريدها»، لافتا إلى أن «مجلس الأمن لم يوافق على عمل الولايات المتحدة في سورية، كما لم تدعُها الحكومة الشرعية».

مراقبة جوية

وفي تطور لافت، كشف قائد سلاح الدفاع الجوي الروسي الجنرال الكسندر ليونوف، أمس، أن منظومة صواريخ «إس 300»، وضعت تحت مراقبتها ومرمى نيرانها مراراً الطائرات الأميركية في الأجواء السورية، مشيرا إلى أن طواقمها أبدت ردود فعل «عصبية جداً» تجاه المراقبة والمرافقة الثابتة لها على مسافة تبلغ 200-300 كيلومتر.

وقال الجنرال الروسي، لصحيفة «إزفستيا»، «لتوسيع منطقة مراقبة المجال الجوي في الجزء الشرقي ولمنع طائرات العدو من مهاجمة مطار حميميم ومركز الخدمات اللوجستية في ميناء طرطوس تم في أكتوبر 2016 وضع المنظومة في المناوبة الفعلية، وخلال قيامها بمهام الخفر القتالي، كشفت مرارا ووضعت تحت التتبع التلقائي ومرمى نيرانها طائرات استطلاع استراتيجية وقاذفات ومقاتلات تابعة لسلاح الجو الأميركي».

بدوره، أكد الناطق باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، أنه لم يكن هناك تعاون وثيق بين روسيا والولايات المتحدة في سورية، لكن هناك قنوات للاتصال، تستمر بالعمل، معتبرا أنه «يجب أن تكون هناك إرادة سياسية للتعاون بشأن التسوية، وحتى الآن لا يوجد هذا».

تحرك «داعش»

في المقابل، اتهم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أمس الأول، الرئيس بشار الأسد بالسماح لعناصر تنظيم «داعش» بالتحرك في مناطق سيطرته «دون معاقبتهم»، معتبرا أن ذلك «يظهر بوضوح أنه لا يرغب، أو أنه عاجز عن هزيمته ضمن حدوده».

ووفق القيادي البريطاني في التحالف الجنرال فيليكس غيدني، فإن التحالف لاحظ أن العديد من مقاتلي التنظيم الذين طردوا من الرقة، انتقلوا إلى الغرب وأعادوا تنظيم صفوفهم في خلايا صغيرة، ليتمكنوا من الإفلات من المراقبة بسهولة أكبر.

وقال غيدني، متحدثا عبر دائرة الفيديو من بغداد إن قوات التحالف وقوات الأمن العراقية «مدركة تماما أن التنظيم عدو صبور لديه قدرة كبيرة على التأقلم»، مضيفا: «نعلم أنهم قد يحاولون تنظيم صفوفهم في خلايا صغيرة، وأنهم سيحاولون حتما تنفيذ عمليات إرهابية أينما وحينما يكون ذلك ممكنا».

وإذ أكد غيدني أن التحالف لا ينوي مطاردة مقاتلي «داعش» في مناطق سيطرة النظام وحليفتيه روسيا وإيران، وسيواصل تنفيذ عمليات في المناطق التي حررها حلفاؤه في سورية، دعا دمشق إلى «التكفل بالتنظيم في مناطق سيطرتها».

بيت جن

وعلى الأرض، أكدت مصادر أن فصائل المعارضة في قرى الحرمون بريف دمشق الغربي تستعد للخروج من المناطق التي تسيطر عليها، وذلك وفق اتفاق تم التوصل إليه مع نظام الأسد يتضمن تسليمها السلاح الثقيل والخروج بالأسلحة الفردية ضمن قافلتين، تنطلقان من قرى مغر المير وبيت جن ومزرعة بيت جن، حيث تتوجه الأولى بمقاتلي «هيئة تحرير الشام» إلى إدلب، والأخرى تنقل عناصر الجيش الحر إلى درعا جنوباً.

ووفق المصادر، فإن الفصائل قررت إنهاء المعركة بعد أن قررت «عبثيتها»، برغم توافر الإمكانات لديها للصمود أشهر، لتنهي بذلك معارك استمرت نحو 120 يوما، سيطرت خلالها ميليشيات الأسد على تلال بردعيا والظهر الأسود وتلة مقتول الاستراتيجية.

عملية الغوطة

وفي ريف دمشق، خرجت ليل الأربعاء - الخميس دفعة ثانية من المرضى، غالبيتها من الأطفال، من الغوطة الشرقية المحاصرة التي تطالب الأمم المتحدة بإجلاء مئات الحالات الحرجة منها مع اشتداد الوضع الإنساني فيها سوءا.

ويأتي ذلك غداة إخراج دفعة أولى صغيرة من أربعة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال، إلى مستشفيات في دمشق ليل الثلاثاء - الأربعاء بموجب اتفاق رعته تركيا بين الأطراف المتنازعة على إخراج 29 مريضا على دفعات، مقابل الإفراج عن عدد من الأسري والعمال لدى الفصائل المعارضة.

قصف إدلب

وفي إدلب، قصفت طائرات حربية سورية مدرسة تأوي نازحين في بلدة الصرمان بريف إدلب الجنوبي، مما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص بينهم سيدتان، وإصابة أكثر من 16.

وقال مصدر في الدفاع المدني إن طائرات يعتقد أنها روسية هاجمت بلدة التمانعة ليل الأربعاء - الخميس، مما تسبب بدمار كبير، كما قصفت طائرات مروحية بالبراميل المتفجرة قرية وأم الخلاخيل قرب بلدة خان السبل.

وفي الحسكة اعتقلت وحدات حماية الشعب الكردي قبل 10 أيام قيادياً جهادياً فرنسيا ينتمي إلى خلية محمد مراح، الذي قتل 7 أشخاص عام 2012 في جنوب غرب فرنسا يدعى توماس بارنوان برفقة مجموعة أخرى لم يعرف عددها، بينهم اثنان اعتنقا على غراره الإسلام، وهما رومان غارنييه وتوما كولانج.