السعودية... «الانطلاقة المباركة»
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
هناك رؤية سعودية عنوانها "2030"، وعلى من ينظر إلى النهر بعقله، لا بذهن خامل ولا بعين حولاء، أن يدرك معنى قول ماوتسي تونغ عندما بدأ مسيرته العظيمة عشية انتصار الثورة الصينية: "إن طريق الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة".وحقيقة، إن طريق الألف ميل السعودية بدأت باختيار الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، وأن إطلاق سراح المرأة في هذا البلد، الذي بقيت تحكمه معطيات وقيم تاريخية ليس سهلاً تخطيها بقفزة واحدة، قد جاء ومعه كل هذه التحولات الأخرى التي تلاحقت كدفقات ماء في نهر يتغير ويُغيّر مجراه في كل لحظة.وهنا، فإن المؤكد أن هذا الشاب المتسلح بالإرادة الصلبة والكفاءة العالية قد بادر إلى "التحفظات" الأخيرة، التي طالت بعض كبار المسؤولين، ومنهم بعض أقرب الناس إليه، لا تنتهي رؤيته عند عام 2030 الذي هو محطة رئيسة قد يتوقف فيها قطار حركة التاريخ الناجحة لهنيهات، ولكن العطاء يبقى متواصلاً إلى أن تصل الإنجازات إلى الأبناء والأحفاد الذين سيجدون بهذا طريقاً ممهداً لمواصلة هذه المسيرة.ومن المؤكد أن من ينظر بعين حولاء إلى النهر المتدفق الذي يتغير في كل أقل من الثانية لا يدرك أن السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة هو بداية التخلص من قيم أصبحت قديمة، ولا يدرك أن السماح بدور السينما هو انتقالة نوعية ضرورية لابد منها، وقد اقتربت مسيرة الألفية الثالثة من أن تُكمل الخُمس الأول من عمرها، وهذا ينطبق على كل هذه التحولات الأخيرة التي أغاظت الذين لم يروا في الورد عيباً قالوا له: "يا أحمر الخدين"، والذين يزعجهم أن يدرك السعوديون، ومعهم العالم كله، أن نهرهم ليس متوقفاً، وأنه يتغيّر في كل لحظة وثانية، وأنه قد انطلق في تدفقه انطلاقة جديدة، لأن صاحب الأمر خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز قد عجم كنانته، فاختار لهذه المرحلة التاريخية أصلبها عوداً... الأمير محمد بن سلمان.