بالعربي المشرمح: لماذا الشيخ ناصر؟
بعد التفاعل الكبير مع مقالي "سرحهم وتوكل يا شيخ ناصر"، الذي تناولت من خلاله ما أعرفه عن الشيخ ناصر صباح الأحمد، وما لاحظته من انطباع بالتفاؤل لدى غالبية المواطنين لقبوله المشاركة في الحكومة، ودخول العمل السياسي بعد عزوف طويل من قبله، أود في مقال اليوم التحدث عن هذا الأمر.لم يتبوأ الشيخ ناصر أي منصب سياسي مهم في الدولة حتى عام ٢٠٠٦، وهو العام الذي قبل فيه أن يكون وزيراً للديوان الأميري، بمعنى أنه لم يدخل في الصراعات السياسية، كما أنه لم يكن طرفاً في حالة العبث السياسي الذي نعيشه، وهو الأمر الذي جعل معظم المواطنين يتفاءلون بتبوئه منصبه الحالي نائبا أول لرئيس الوزراء ووزيراً للدفاع على أمل أن يكون صوتاً إصلاحياً يقلب المعادلة الحالية.
ولكن كمراقبين للساحة نعتقد أنه، ووفقاً لما سمعناه عنه، لن يكون بعيداً عن مرمى مؤسسة الفساد التي ستشن حربها القذرة عليه لو بدأ فعلاً بـ"تسريح" رموزها، وستحاول عبر أدواتها عرقلة جهوده والتصادم معه؛ لذلك لا بد أن يكون حذراً من ألاعيبها وأدواتها، وأن يجعل له سوراً من الثقات الإصلاحيين حوله يصدون عنه هجمات تلك المؤسسة التي لن تتوانى عن صناعة المطبات والحفر أمامه، كما هو الواقع مع كثير من أبناء الأسرة الذين خدعتهم تلك المؤسسة الفاسدة، فأوقعتهم في شباكها وتخلت عنهم.يعني بالعربي المشرمح:نتمنى أن يكون الشيخ ناصر الأمل الذي فقده المواطنون من إصلاح لبلدهم في ظل وجود مؤسسة متنفذة لصناعة الفساد تمكنت من مفاصل الدولة، ونجحت في تحييد الشرفاء والإصلاحيين، وأصبحت قوة لا يستهان بها، الأمر الذي يجب معه توخي الحذر منها، والعمل على تفكيكها حتى يسهل القضاء عليها، وهو ما يعقده المواطنون من آمال على الشيخ ناصر الذي عرف عنه التوجه الإصلاحي والإيمان بدولة الدستور وحق الأمة في اختيار ممثليها، لذلك نقول "سرحهم وتوكل يا شيخ ناصر".