• ماذا يعني لك الحصول على جائزة الدولة التشجيعية؟

- يعني لي الكثير، والجائزة تحملني مسؤولية تمثيل الكويت في المحافل المختلفة، فهي تعني لي الطموح والأمل والإصرار والتشريف والتكليف، كلها معانٍ تكرس لتقدير الدولة للمبدع، وتشريفه بأن يحمل لواء اسمها، ليبقى عاليا خفاقا في سماء الثقافة والفنون، الكويت هي الكيان والوجود والوطن.

Ad

• هل كنت تتوقع الحصول على الجائزة؟

- لم أتوقعها على الإطلاق، لاسيما أن المجال الذي قدمت فيه (الفنون في الإخراج التلفزيوني) يزخر بالعديد من الأسماء المهمة الذين لهم باع طويل في هذا المجال، غير أن توفيق الله، ومن ثم رأي اللجنة، رجح عملي، ليحصل على الجائزة، ما يفرض عليَّ سؤالا مهما؛ ما القادم الذي أستطيع تقديمه؟ خصوصا أن منهجي في الحياة تقديم الأفضل، ليس للمنافسة، إنما للاختلاف عن السائد، لأن أي فنان يسعى إلى تقديم ذاته، من خلال مشاعر وأحاسيس وفكر وفن يهديه في الأساس للجمهور، والجائزة الأساسية والأخيرة التي أحصل عليها من الجمهور.

الإخراج

• كيف ترى المرحلة المقبلة في مشوارك المهني؟

- الأصعب، وتحتاج إلى تركيز ودقة وانتقاء. مدرك تماما لخطي الذي أسير عليه من حيث الانتقاء للتميز في حقل التمثيل. أما الإخراج، فيحتاج إلى أن أطور أدواتي على مر السنين، وتراكم التجارب، وأضع نصب عيني أن يكون الإخراج هو المكان الذي أتطلع إليه.

• ما العمل الذي يمثل مرحلة فارقة في طريقك الفني؟

- جميع الأعمال التي قدمتها دفعتني للأمام، لكن سأكون أكثر صراحة معك في هذه النقطة، هما عملان حققا لي نقلة كبيرة في طريقي الفني؛ الجزء الأول من مسلسل «ساهر الليل».

أما العمل الثاني، فهو مسلسل «كحل أسود قلب أبيض». أعتقد أن هاتين المحطتين هما اللتان خلقا جانبا وعالما خاصا لي، وأدخلاني في خانة صعبة تحتاج إلى وقفة مع النفس، لأفكر فيما أقدم بالمرحلة المقبلة، لكن كلي ثقة في الله أن تكون الفترة المقبلة أجمل وأغرب وأكثر فنا.

الأدوار الصعبة

• أنت من هواة الأدوار الصعبة، ثقة وتحدٍ للنفس، أم بحث عن التجديد؟

- الأدوار الصعبة مستفزة لأي فنان. وبطبعي، باحث عن التجدد الذي يقدمني للجمهور بشكل مختلف، كما أبحث عن الأدوار التي تصنع الفارق ويميزها جانب إنساني.

في المقابل، مثل هذه الأدوار تُكسبني الثقة، لأقدم أعمالا تترك بصمة لسنوات، وهذا ما لمسته في أدوار عدة، لاسيما ناصر المرتفع في «كحل أسود قلب أبيض».

• ألا تخشى أن يحجمك المنتجون في هذه النوعية من الأدوار؟

- نعم، أخشى ذلك، خصوصا أن هناك بعض المنتجين يستسهلون في البحث عن الفنان الذي يجيد نوعية محددة من الأدوار، حتى إن قدمها من قبل، تحت ذريعة تجسيدها بشكل آخر.

ولعل المشكلة في هذه النوعية من الشخصيات، أنها يجب أن تقدم مرة واحدة، وإن أراد الممثل تكرارها، فيجب أن يكون ذلك في غضون 5 أو 6 سنوات بصورة مغايرة.

ويبقى أن الفنان يحتاج إلى التجدد، وأن يغيِّر جلده من فترة لأخرى، وأن ينوِّع من الأدوار التي يلعبها. وأنتهز الفرصة لأوجه رسالة للمنتجين. أنا كممثل أستطيع التعامل مع أي شخصية غير التي تحتاج إلى بُعد نفسي.

• تضع قدما في التمثيل وأخرى في الإخراج، أيهما الأقرب لك؟

- إلى الآن أسير في الطريقين بشكل متوازٍ، لكن في التمثيل إذا لم أجد دورا مناسبا يستفز ملكاتي، ويترك في نفسي أثرا، فلن أحتاج إلى التواجد بشخصية معتادة أو نمطية.

أما التفكير المستقبلي، فسيكون في الإخراج، لكن بعد وقت أطول، وتراكم التجارب، والعمل تحت إشراف أساتذة متخصصين، لأطوِّر من أدواتي في هذا المجال.

ويبقى أن التمثيل شغف، وقد تنتهي الأدوار في يوم من الأيام، فيما المخرج يعيش جميع الأدوار، ويترك روحه في الشخصيات كافة بالمسلسل، والإخراج هو النهاية التي يطمح لها أي فنان.

المسرح الجماهيري

• ماذا يعني لك التعاون مع المخرج محمد دحام الشمري؟

- يعني لي الكثير، ولا أستطيع أن أنسي فضل هذا الرجل، الذي سلمني مفاتيح العمل، وقدِّم لي خبرته التراكمية. حتى الآن أتعلم منه، هو أخ كبير، ومعلّم وإنسان مبدع مختلف عن المخرجين الآخرين، وأدين له بالفضل في الوجود بالساحة الفنية، وأهديه جائزة الدولة التشجيعية.

• لماذا أنت بعيد عن المسرح الجماهيري؟

- عن نفسي متاح، وأرحب بالمشاركة، لكن ربما لا يجد المنتجون في عبدالله التركماني نجم شباك، أو مسوقا للجمهور. وبالنهاية، أتطلع لأن تكون لدي تجارب في المسرح الجماهيري، لأظل على تماس مباشر مع الجمهور.

• ما الدور الذي تتطلع إلى تجسيده؟

- هناك أدوار عدة، وما يحكم اختياراتي جودة النصوص التي تُعرض عليَّ، لكن تبقى شخصية الضرير هي التي أتطلع لتجسيدها قريبا، لأن لها ذكرى جميلة معي، أنني حصدت جائزة أفضل ممثل عن شخصية كاتب ضرير.

ناصر المرتفع

• مسلسل «كحل أسود قلب أبيض» صنع الفارق في رمضان، كيف كان استعدادك لهذا العمل؟

- النجاح الذي تحقق لم يأتِ من فراغ، لكن بفضل جهود جميع العاملين في هذا المسلسل، سواء خلف الكاميرات، أو أمامها. ولعل من أهم أسباب النجاح؛ تفهم الشركة المنتجة لعمق هذه التجربة.

أما الاستعداد للشخصية، فكان بسرية تامة، حتى في البروفات لم أظهر طريقة الأداء، وتم الاتفاق مع المخرج دحام الشمري على أساسيات وخطوط هذا الدور، وتناقشنا حوله كثيرا من حيث أبعاد الدور النفسية، لدرجة أن أول مشهد جسَّدت فيه شخصية ناصر المرتفع، وعندما خرجت على الممثلين فوجئوا جميعا.

• متى نشاهدك في بطولة مطلقة دراميا؟

- لا أعتقد أن هناك فنانا صادقا وحقيقيا يبحث عن البطولة المطلقة. هذا الشيء انتهى. الآن البطولة الجماعية هي الأعمق والأشمل والأنجح، وتُوجد مجتمعا كاملا. ليس من المنطقي حاليا أن تسلط الضوء على شخصية واحدة في العمل، لتكون هي المحرك الرئيسي للأحداث، لأنه مهما كانت إمكانات الممثل، فلن يستطيع السير وفق وتيرة واحدة طول العمل، لذا فإن العمل الجماعي أقرب للمنطق.