على الرغم من تأكيد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ضرورة التزام الخطباء بخطبة الجمعة التي يتم تعميمها عن طريق الوزارة، فإن هذه التوصيات لا تجد آذانا صاغية من بضعة خطباء.

وحسب مصادر مطلعة، فإنه لوحظ في خطبة الجمعة الماضية التي كانت في الأصل مخصصة للحديث عن الإحسان إلى الخدم وكف الظلم عنهم، أخذت منحى آخر بعيدا عن صلب القضية الإنسانية لتدخل في قضايا تؤكد عدم التزام بعض الخطباء بميثاق المسجد، مؤكدة ان أحد الخطباء في محافظة الفروانية خالف توجه الدولة في منهج الوسطية وتناول موضوع تهنئة المسيحيين في أعيادهم أو أي مناسبات تخصهم، ما يعد مخالفة صريحة للموقف الرسمي للكويت، الداعي دائما إلى الاعتدال والوسطية ونبذ التشدد.

Ad

وأوضحت ان خطيب مسجد في محافظة الفروانية ضرب بعرض الحائط هذا التوجه، وكانت خطبته عن عدم جواز تهنئة المسيحيين في الأعياد والمناسبات الخاصة بهم، إذ أكد ان تهنئة المسيحيين بأعياد رأس السنة الميلادية أو الأعياد الدينية لا تجوز، مشيرا إلى ان الخطيب تناسى أن المسيحيين في الكويت يمارسون شعائرهم في أجواء من التسامح والأمن والأمان والسلام والحب، خصوصا ان الحكومة الكويتية توفر هذا المناخ باعتبار الكويت بلد التسامح والحريات الدينية.

وتساءلت المصادر: كيف يمكن الحد من هذه المخالفات التي تؤكد عدم التزام بعض الخطباء في ميثاق المسجد؟ وما الأسباب الحقيقية التي تدعو بعض الخطباء إلى الابتعاد عن الخطبة المعممة من الجهات المعنية بالوزارة، والسعي إلى إثارة الفتنة والدخول في قضايا بعيدة عن الأهداف التي أنشئت من أجلها المساجد؟.