الانقسام حول ترامب يضع أميركا على شفير الهاوية
![واشنطن بوست](https://www.aljarida.com/uploads/authors/862_1719164326.jpg)
تسلّم ترامب السلطة بهامش ضيق من الرضا الشعبي ولكن نسبة شعبيته الى تضاؤل مستمرّ منذ تلك الفترة وتحديداً منذ فبراير حين قفزت نسبة عدم شعبيته الى ما فوق الـ50%، وبقيت عدم شعبيته على المستوى نفسه حتى وصلت الى 56% في الصيف وفق استطلاعات للرأي جمعها موقع 538 الأميركي، ويبدو أنّ الرئيس لا يحصل إلا على رضا 38% من البلاد. وكذلك أعطى مركز "بيو" للبحوث لمحة عن الموضوع هذا عبر منشورات وضعها قيد التدول أخيراً، ووجد "البيو" أنّ الانقسامات الحزبية اليوم أكبر منها من تلك الدينية أو الثقافية لدى القوى السياسية المؤثرة على سير الاحداث، وقد زادت الهوة بين الجمهوريين والديمقراطيين حول مسائل أساسية من 15 نقطة مئوية في عام 1994 الى 36 نقطة مئوية في يومنا هذا. ويبدو أنّ الانقسامات الحزبية قد امتدّت لقضايا هناك براهين ملموسة بشأنها، ووجد "البيو" أنّ 27% فقط من الجمهوريين الذين أعلنوا أن لديهم إلماماً علمياً كبيراً يؤمنون بأنّ التغيير المناخي يسبّب ارتفاعاً في مستوى الأمواج أو ضرراً للحياة البيئية، مقارنةً بـ 75% لدى الديمقراطيين من الطراز نفسه. وما يقلقني هنا هو أنه في أميركا ترامب لم يعد الناس يؤمنون بإمكان رأب الصدع بشأن هذه الانقسامات بل تراهم يشكّكون فيها، وفي استطلاع قامت به شبكة "سي بي سي" الإخبارية في يونيو تبيّن أنّ 55% من البلاد يؤمن بإمكان تقارب في الوجهات السياسية بين الأطياف المختلفة، أما في أوكتوبر فكان 47% فقط متفائلاً و51% شككوا في أنّ المصالحة ممكنة. وكيف تبدو أميركا ترامب في العيون الأجنبية؟ وفق دراسة للـ"بيو" في الربيع الماضي انخفضت الثقة الدولية بالرئيس الأميركي من 64% في نهاية ولاية أوباما إلى 22% عند بداية ولاية ترامب، وارتفع عدد المعبّرين عن "عدم الثقة" من 23 الى 74%. يبدو ترامب وكأنّه رجلٌ وطني يرفع السقف دائماً الى الأعلى ولعله يأمل توحيد الصفوف، ولكن مع نهاية العام هذا، تخبرنا الأرقام أنه جعل الانقسام يبلغ مستويات مقلقة بشكلٍ يقض مضجع أكثر داعميه شغفاً.* واشنطن بوست