بوتين يتعهد بحماية الأسد... وواشنطن تعزّز وجودها
• النظام يتوغل في إدلب
• التحالف باقٍ للتأكد من هزيمة «داعش»
• تيلرسون: «جنيف» ستؤدي لرحيل بشار
أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره السوري بشار الأسد بأن روسيا ستستمر في دعم جهود سورية في الدفاع والمحافظة على سيادتها في وقت توقّع وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس زيادة عدد المدنيين الأميركيين في سورية وبينهم متعاقدون ودبلوماسيون.
مع توغل قواته في محافظة إدلب الخارجة كلياً عن سيطرته منذ سنوات، تلقى الرئيس السوري بشار الأسد دعماً جديداً من حليفه الأول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أكد أن "موسكو ستواصل دعمه للمحافظة على سيادة سورية".وفي تهنئته لنظيره السوري لمناسبة عبد الميلاد والعام الجديد، نشرها المكتب الصحافي للكرملين: أكد بوتين للأسد "أن روسيا ستواصل تقديم مختلف الدعم للجمهورية العربية السورية لحماية سيادتها، ووحدة أراضيها، وتقدم التسوية السياسية، وكذلك في جهود إعادة بناء الاقتصاد الوطني".وأكد البيان إن "بوتين هنأ نظيره الأميركي دونالد ترامب لمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة، وأكد له أن الحوار بين موسكو وواشنطن مطلوب لمواجهة التحديات العالمية".
ووجه بوتين، تهنئة مماثلة إلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وقال له، "إن التعاون الوثيق بين دولتينا يسمح بوضع حاجز متين أمام استمرار انتشار خطر الإرهاب في الشرق الأوسط، وخلق ظروف لإطلاق العملية السياسية للتسوية السورية".
وجود أميركي
في المقابل، توقع وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس زيادة عدد المدنيين الأميركيين في سورية، وبينهم متعاقدون ودبلوماسيون مع اقتراب المعركة ضد متشددي تنظيم "داعش" من نهايتها وتحول التركيز إلى إعادة البناء وضمان عدم عودة المتشددين.وللولايات المتحدة نحو ألفي جندي في سورية يحاربون "داعش". ومن المرجح أن تثير تصريحات ماتيس غضب الأسد، الذي سبق ووصف القوات الأميركية بأنها "قوات احتلال" و"وجودها غير مشروع".وأوضح ماتيس: "ما سنقوم به هو التحول مما أسميه بنهج الهجوم... لاستعادة الأراضي إلى إرساء الاستقرار، سترون المزيد من الدبلوماسيين الأميركيين على الأرض".وسبق أن أعلن أن القوات الأميركية ستبقى في سورية إذا واصل إرهابيو "داعش" القتال، بغية الحيلولة دون أن يعيد التنظيم بناء نفسه.وهذه هي المرة الأولى، التي يقول فيها ماتيس، إنه ستكون هناك زيادة في عدد الدبلوماسيين في المناطق التي جرت استعادتها من "داعش".إعادة الخدمات
وقال ماتيس: "عندما تستقدم مزيداً من الدبلوماسيين فسيعملون على إعادة الخدمات واستقدام المتعاقدين". أضاف: "هناك أموال دولية ينبغي إدارتها بحيث تثمر عن شيء ما ولا ينتهي بها الأمر في جيوب الأشخاص الخطأ".وذكر أن المتعاقدين والدبلوماسيين سيعملون على تدريب القوات المحلية على إزالة العبوات الناسفة بدائية الصنع والسيطرة على الأراضي لضمان عدم عودة "داعش".وأشار إلى أن "هذه محاولة للتحرك نحو وضع طبيعي وهذا يستلزم الكثير من الدعم". ورداً على سؤال إن كانت قوات الحكومة السورية قد تتحرك لتعطيل الخطط الأميركية أجاب ماتيس: "سيكون هذا خطأ على الأرجح".نشاط التحالف
وفي السياق، قال المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لمكافحة "داعش" بريت ماكغورك، إن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، سينشط العام المقبل جهوده الهادفة إلى استقرار المناطق المحررة من المسلحين.وصرح ماكغورك في بيان وجهه إلى شركاء الولايات المتحدة في التحالف، بأن العام المقبل تنشيط الجهود من أجل استقرار المناطق المحررة من داعش". وأشار إلى أن "المعارك في سورية لا تزال مستمرة"، مضيفاً أن عمليات مكافحة "داعش" ستتواصل في الربع الأول من عام 2018. وأكد أن الاهتمام الرئيسي سيتركز على جهود الاستقرار وأن الولايات المتحدة جاهزة للبقاء في سورية حتى "نتأكد من هزيمة تنظيم "داعش"الإرهابي.محادثات جنيف
بدوره، أشار وزير الخارجية ريكس تيلرسون إلى أنه "بينما تظل الولايات المتحدة يقظة إزاء العدوان الروسي، "نقر بالحاجة إلى العمل معهم حيث تتقاطع المصالح المتبادلة. والآن بعد أن تعهد الرئيس بوتين بالعملية السياسية التي تدعمها الأمم المتحدة في جنيف لتوفير مستقبل جديد لسوريا، فإننا نتوقع أن تتابع روسيا ذلك".وشدد تيلرسون، في مقال بعنوان "أنا فخوٌر بدبلوماسيتنا"، على أنه "نحن واثقون من أن تحقيق محادثات جنيف سيؤدي إلى سورية دون بشار الأسد وعائلته".معركة إدلب
وعلى الأرض، توغلت قوات النظام في أجزاء من محافظة إدلب شمال وسيطرت على عدة قرى كانت تخضع لسيطرة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) وعلى تل الزعتر في الريف الجنوبي الشرقي.واستعاد النظام سيطرته على بلدة عطشان في ريف حماة الشمالي الشرقي، بعد اشتباكات عنيفة مع "النصرة " والفصائل المتحالفة معه.وقال قائد ميداني لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إن "الجيش يخوض اشتباكات عنيفة خلال تقدمه باتجاه محافظة إدلب"، مشيراً إلى أن "عمليات الجيش تترافق مع قصف جوي ومدفعي كثيف على مقرات جبهة النصرة ومحاور تحركاتها."بيت جن
في المقابل، وصل "قرابة 400 شخص من المقاتلين وعائلاتهم وعدد من الجرحى والمرضى من منطقة بيت جن في ريف دمشق الغربي، إلى ريف درعا الشرقي، ومن المتوقع وصول بقية المهجرين إلى محافظة إدلب خلال الساعات المقبلة".ووصلت الحافلات القادمة من منطقة بيت جن القريبة من الجولان وصلت ريف درعا الشرقي - الذي تسيطر عليه المعارضة - تطبيقاً للاتفاق الذي تم بين المعارضة والنظام السوري وينص على ترحيلهم إلى محافظتي درعا وإدلب.وقال ناشطون إن نحو مئة مقاتل مع عائلاتهم وصلوا إلى بلدة الغارية الغربية في ريف درعا الشرقي، وأضافوا أن الفرق الطبية والدفاع المدني كانت في انتظار المهجرين، وأنه تم تجهيز مساكن لهم قبل وصولهم.ومن المتوقع أن تصل إلى محافظة إدلب أربع حافلات تقل 102 شخص من بيت جن، وهم 65 مسلحاً مع أفراد عائلاتهم، وفقا للاتفاق.وفي الرقة، عثرت قوات النظام على مقبرتين جماعيتين في الريف الغربي تضمان جثث عشرات المدنيين والعسكريين ممن أقدم تنظيم "داعش" على إعدامهم خلال فترة سيطرته على المنطقة.«الروح الروسية» تتألق في «حميميم»
نظم الفنانون الروس والفرقة الموسيقية "الروح الروسية"، حفلة غنائية بمناسبة عيد رأس السنة في قاعدة حميميم في سورية.وشارك في الحفلة الفنانون أنطون، وفيكتوريا ماكارسكي، والمغنيتان زارا ويوليانا غرين، والممثل سيرغي ماخوفيكوف، والفرقة الموسيقية "الروح الروسية". وبعد الحفلة نقل الفنانون للعسكريين الروس رسائل التهاني وكلمات الدعم من التلاميذ الروس.