يعيش منتخب عمان، الملقب بـ"الأحمر"، والحاصل على لقب "خليجي 19" في مسقط عام 2009، حالة من التفاؤل الحذر، بعدما نجح في تعويض بدايته المتعثرة في البطولة عندما خسر أمام الإمارات بهدف دون رد، لكنه عاد قويا، ونجح في لملمة أوراقه، وحقق فوزين متتاليين على حساب منتخبي الكويت، صاحب الضيافة، بهدف نظيف، والسعودية، التي كانت مرشحة للمنافسة على اللقب، 2- صفر في الجولة الأخيرة.

ورغم أن المنتخب العماني خاض فترة إعداد متواضعة، بسبب ظروف إقامة البطولة، وهو شأن أغلب المنتخبات المشاركة، وكذلك عدم مشاركة أحد أهم عناصره الأساسية، وهو حارس المرمى علي الحبسي، لرفض نادي الهلال السعودي التفريط فيه بالوقت الراهن، لارتباطاته المحلية، فإن "الأحمر" بات من المرشحين بقوة لنيل اللقب، حيث سبق أن تخطى نصف النهائي ثلاث مرات، لكنه فاز باللقب مرة واحدة (خليجي 19).

Ad

ويسعى مدربه، الهولندي بيم فيربيك، إلى تخطي عقبة البحرين في نصف النهائي، والصعود إلى المباراة النهائية، لحصد ثاني الألقاب الخليجية للعمانيين، معتمدا على فريق يضم مجموعة من الشباب الصاعد تحت قيادة المخضرم أحمد كانو.

البحرين... حلم طال انتظاره

يُمني المنتخب البحريني، الملقب بـ"الأحمر" أيضا، والذي كان له شرف استضافة النسخة الأولى عام 1970، نفسه بتخطي عقبة نظيره العماني، والصعود إلى نهائي البطولة، رافعا شعار حلم طال انتظاره، وهو معانقة اللقب الخليجي الأول في مسيرته، وخاصة في ظل حالة النشوة التي يعيشها الفريق حاليا، بعد نجاحه في المرور من الباب الضيق بالدور الأول، بتعادلين آخرهما أقصى به حامل اللقب، المنتخب القطري، بهدف لمثله في الجولة الثالثة والأخيرة من المجموعة الثانية. وبنفس النتيجة، تعادل مع العراق في المباراة الأولى، فيما كان فوزه الوحيد على حساب اليمن، صاحب المركز الأخيرة، بهدف من ضربة جزاء.

ويدرك أبناء المدرب التشيكي ميروسلاف سكوب، أن مهمتهم لن تكون سهلة في مواجهة العمانيين، لكن الطموح ومؤازرة الجماهير الغفيرة التي زحفت خلفهم إلى الكويت ستكون ذات طابع خاص ودافعا قويا للصعود للمباراة النهائية في النسخة المستحدثة لبطولة كأس الخليج بنظام المجموعات، على أمل إحراز اللقب الأول في تاريخهم، خصوصا أن البطولة تأتي بعد فشل الفريق في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2018، وقبل عام واحد من مشاركة الفريق في كأس آسيا 2019 بالبحرين.

وسيخوض سكوب المباراة مدعوماً بتألق علي جعفر وعبدالوهاب الصافي وسيد ضياء والحارس السيد إبراهيم.

العراق بالمحليين

رغم البداية المتعثرة للمنتخب العراقي، الملقب بـ"أسود الرافدين"، والذي توِّج باللقب ثلاث مرات أعوام: 1979، 1984، 1988، في البطولة عندما سقط في فخ التعادل أمام البحرين بهدف لمثله في الجولة الأولى، فإنه نجح في تحقيق فوزين متتاليين على حساب قطر 2-1، واليمن 3- صفر، اعتلى بهما قمة مجموعته الثانية، وتأهل لمواجهة نظيره الإمارات في نصف النهائي، بحالة فنية جيدة، وتفاؤل حذر سيطر على معسكر الفريق الطامح حالياً إلى مواصلة الطريق نحو اللقب الرابع في مسيرته.

ويُعد المنتخب العراقي الوحيد الذي يعتمد على إدارة فنية محلية، بقيادة المدرب باسم قاسم، ولاعبين اغلبهم محلياً أيضا، بعد غياب اغلب لاعبيه المحترفين في الدوريات الاوروبية.

ويعوِّل العراقي قاسم كثيرا على لاعبيه، خصوصا بعد بروز عدد من المواهب الشابة، على رأسهم حسين علي، الذي حصل على جائزة أفضل لاعب في المباريات الثلاث السابقة، وعلي عطية، صاحب أفضل هدف في البطولة حتى الآن، والذي سجله في مرمى منتخب قطر، إضافة إلى علي حصني.

لكن الحذر سيكون حاضرا في حسابات قاسم، خصوصا في مواجهة المنتخب الإماراتي، الذي خسر أمامه ودياً في آخر لقاء للمنتخبين قبل البطولة بهدف للاشيء، كما أنه يملك أقوى دفاع في الدور الأول للبطولة، ولم يدخل مرماه أي أهداف.

الإمارات... تكرار الإنجاز

"ما أشبه الليلة بالبارحة"... هذا ما ينطبق على منتخب الإمارات، الملقب بـ"الأبيض"، والحاصل على اللقب مرتين (2007 و2013)، والذي يعيش حاليا "حلم" تكرار إنجاز "خليجي 21" في البحرين، التي شهدت بروز نجمها عمر عبدالرحمن (عموري)، خصوصاً بعدما نجح الفريق في شق طريقه بالدور الأول بفوز وحيد على عمان بهدف للاشيء في الجولة الأولى، وتعادلين دون أهدف مع السعودية والكويت، ما منحه بطاقة التأهل الثانية عن المجموعة الأولى.

وستحاول الإمارات، التي أعلنت بوضوح أن مشاركتها في "خليجي 23" ستمثل خطوة مهمة في مشوار الإعداد لاستضافة كأس آسيا 2019، مواصلة طريقها تحت قيادة المدرب الإيطالي الجديد ألبرتو زاكيروني بحذر شديد، خصوصا في ظل مواجهة منتخب قوي مثل العراق، الذي يملك لاعبين على قدر عالٍ من الموهبة والقدرة على تحقيق الأهداف.