العالم إلى 2018... وهاجس الأمن يجتاح العواصم الكبرى

● مقتل 6 وإجلاء الآلاف بسيدني وتركيا تحبط عمليات
● أوروبا أولوية ميركل وماي تعد بخروج ناجح

نشر في 01-01-2018
آخر تحديث 01-01-2018 | 00:03
نقطة تفتيش على بوابة براندنبورغ قبيل احتفالات ليلة رأس السنة المقبلة في برلين (رويترز)
نقطة تفتيش على بوابة براندنبورغ قبيل احتفالات ليلة رأس السنة المقبلة في برلين (رويترز)
وسط تدابير أمنية وحملات دهم واعتقال في معظم العواصم الكبرى، دخل العالم عاماً جديداً باحتفالات كبيرة عمّت الميادين الرئيسية للمدن الكبرى، وغصّت بالمحتفلين الآملين في أوج أوقات عصيبة مرت به دوله خصوصاً منطقة الشرق الأوسط، التي تمكنت من الخلاص من تنظيم «داعش» صاحب أكبر مجازر خلال السنوات الثلاث المنصرمة.
على وقع إجراءات أمنية مكثفة فرضها هاجس أمني اجتاح كبرى عواصم العالم، استقبل شرق الكرة الأرضية أمس عام 2018، الذي انطلقت شرارته من جزر المحيط الهادئ ومن ثم أستراليا، لتتوالى تدريجيا من آسيا إلى الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا، ثم أخيراً إلى الأميركتين وسط عروض ضوئية مذهلة، في وداع لعام 2017.

وبسبب الفارق في التوقيت، كانت سيدني أول مدينة كبرى في العالم تحتفي بحلول عام 2018، مع مجيء 1.5 مليون شخص إلى خليجها الشهير لحضور عرض الألعاب النارية التقليدي.

وبحكم موقعها الجغرافي، كانت جزر ساموا وكريستماس وكيريباتي، أولى المناطق التي تحتفل بالحدث بشكل فعلي بالشعوذة التقليدية والرقص، أما آخر المناطق التي استقبلت العام الجديد، فهي جزر بيكر وهاولاند غير مأهولة التابعة للولايات الأميركية.

واصطف آلاف المحتفلين بالعام الجديد في منطقة الشواطئ الأمامية لميناء سيدني لحجز أماكن جيدة لمشاهدة عرض الألعاب النارية، الذي تضمن مفرقعات بألوان قوس القزح أطلقت من جسر «هاربر بريدج» الشهير.

ولتسليط الضوء أكثر على هذا العرض، صمم الممثل الهوليوودي هيو جاكمان، أشهر أبناء سيدني، 20 ثانية من هذا العرض بالذهبي والفضي مع فورتوناتو فوتي صاحب لشركة التي تشعل خليج المدينة سنوياً.

تعزيزات وحوادث

وبعد أسبوع على اقتحام سائق سيارات لجموع في ملبورن ما أدى إلى سقوط 18 جريحاً، تلقت الشرطة الأسترالية تعزيزات في الكثير من المدن الكبرى، لاسيما سيدني حيث شوهدت العناصر بأسلحة شبه أوتوماتيكية، ووضعت كتل إسمنتية لحماية مناطق المشاة.

وقبل احتفالات ليلة رأس السنة عند الميناء الشهير، لقي ستة أشخاص أغلبهم بريطانيون حتفهم إثر سقوط طائرة صغيرة تابعة لشركة «سيدني سيبلينز» في نهر بالمدينة بينما كانوا في رحلة سياحية.

واضطرت السلطات الأسترالية أيضاً لإجلاء آلاف الأشخاص من شاطئ في شمال سيدني بعد ما نشبت النيران في قارب مسطح القاع (صندل) محمل بألعاب نارية مخصصة للاحتفالات.

ألعاب نارية

وفي هولندا، التي شهدت قراها ومدنها إطلاق ألعاب نارية سمع دويها الأكبر في لاهاي، توفي رجل بمقاطعة فليفولاند (وسط) خلال إطلاق ألعاب نارية، في وقت يدور نقاش حول خطورة هذا التقليد الذي يشهد فورة مع نهاية كل عام.

وفي هونغ كونغ، فكان عرضها هائلاً واستمر عشر دقائق قبيل منتصف الليل مع ظهور «شهاب» أطلق من ناطحات سحاب تطل على مرفأ فكيتوريا هاربر.

وفي حين استعاضت دبي بعرض الألعاب النارية الشهير على برج خليفة أعلى مبنى في العالم (828 متراً) بعرض ليزر، زينت الجادات والساحات الرئيسية في موسكو لاستقبال السنة الجديدة وأضاء عرض للألعاب النارية 36 مبنى في العاصمة الروسية.

ورغم المشكلات الأمنية، التي تعانيها ريو دي جانيرو، أكدت بلدية عاصمة البرازيل السياحية أنها استقطبت عدداً قياسياً من الأشخاص إلى شاطئ كوباكابانا وارتدوا بمعظمهم الملابس البيضاء على جري العادة.

وفي مشهد جعل المدينة تبدو كأنها «مدينة من الخيال»، غطت عشرات آلاف البالونات الملونة سماء مدينة ساو باولو البرازيلية، احتفالاً بالعام الجديد.

وقوع اعتداءات

وأمام خطر وقوع اعتداءات لاسيما بسيارات تقتحم تجمعات في الشوارع، كما حصل في نيس (فرنسا) وبرشلونة (إسبانيا)، كان ضمان الأمن الشغل الشاغل للسلطات والمنظمين.

وتفرض أجهزة أمنية في دول عدة إجراءات أمنية مشددة، هذا العام، خشية وقوع هجمات إرهابية وسط حشود المحتفلين، ولا تزال ذكرى رأس السنة 2017 المأساوية تلازم تركيا، بعدما اقتحم رجل مسلح برشاش ملهى «رينا» الشهير في إسطنبول مما أدى إلى مقتل 39 شخصاً وإصابة 79.

وفي هذا الإطار، قررت السلطات التركية منع التجمعات في ساحة تقسيم الشهيرة في إسطنبول وفي أحياء أخرى تشهد حركة كبيرة، ونشرت 40 ألف عنصر من قوات الأمن في إسطنبول، وأوقفت 20 شخصاً، بينهم 15 أجنبياً، ينتمون إلى تنظيم «داعش»، كانوا يعتزمون «القيام بعمليات إرهابية ليلة رأس السنة»، بحسب وكالة «الأناضول» الرسمية.

وفي مصر، التي يعيش مسيحيوها في صدمة، أقام ذوو ومحبو وجيران عائلات ضحايا الهجوم على كنيسة مارمينا ومتجر يملكه مسيحي في منطقة حلوان بالعاصمة المصرية القاهرة سرادق عزاء مساء أمس الأول شارك فيه مئات المسيحيين والمسلمين.

درجات الحرارة

وعزز انتشار الشرطة في نيويورك أيضاً خلال الاحتفالات التقليدية بحلول العام الجديد في ساحة «تايمز سكوير»، التي نفذ قربها هجوم قبل ثلاثة أسابيع. وحضر مليونا شخص أمس، إلى الساحة الشهيرة رغم تراجع الحرارة إلى عشر درجات تحت الصفر.

ووفق خبراء الأرصاد الجوية، فإن العام الجديد سيبدأ بموجة جديدة من الصقيع على معظم الولايات المتحدة لتسجل درجات الحرارة انخفاضاً قياسياً في في المدن الواقعة في الغرب الأوسط والساحل الشرقي في سابقة هي الأول منذ 130 عاماً.

كما انضم آلاف الأشخاص إلى احتفالات عيد «هوغماناي» التقليدي في اسكوتلندا، أو ليلة رأس السنة الجديدة، حيث بدأ بموكب المشاعل في أدنبرة في وقت متأخر من مساء أمس الأول، رغم اقتراب العاصفة ديلان.

ميركل وماي

وفي خطاب لمناسبة نهاية العام، شددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على تماسك الاتحاد الأوروبي الذي سيكون «المسألة الحاسمة» في السنوات المقبلة، معتبرة أن «27 دولة في أوروبا يجب أن تكون أكثر من أي وقت مضى وبقوة أكبر متشجعة على تشكيل مجتمع متكافل. هذا الأمر سيكون المسألة الحاسمة في السنوات المقبلة».

في المقابل، وعدت رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، في رسالتها بمناسبة العام الجديد، بخروج «ناجح» من الاتحاد الأوروبي، وتعزيز اقتصاد بلادها، وبناء «مجتمع أكثر عدلا للجميع».

مناطق آمنة لمنع التحرش بالألمانيات

بعد العدد الكبير من التحرشات والسرقات، التي استهدفت نساء في حفل رأس السنة في مدينة كولونيا العام الماضي، خصصت السلطات الألمانية مكاناً للنساء في موقع إقامة احتفالات 2018 بالعاصمة برلين، في مسعى إلى تفادي مضايقات المتحرشين.

وبحسب ما نقلت «سكاي نيوز»، فإن «منطقة آمنة» سيجري فتحها أمام النساء على مقربة من باب براندبورغ، حيث سيجري استقبال العام الجديد.

وأعلنت نقابة الشرطة الألمانية أنها لا تعول على إقامة منطقة آمنة للنساء عند بوابة براندنبورج في العاصمة برلين. وقال راينر فينت، رئيس مجلس إدارة النقابة إن «هذه ستكون رسالة خطيرة» «ونهاية المساواة وحرية التنقل وحق المرء في تقرير ما يفعل»، ورأى أن النساء يجب أن يتمتعن بالأمن في كل مكان.

إجراءات مشددة في دول عدة وانخفاض قياسي لدرجات الحرارة في أميركا
back to top