التقليد الأعمى للصيحات الغربية... نجمات «البيجاما» ونجومها

تعرّضت ياسمين رئيس لموجة كبيرة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، أثناء حضورها العرض الخاص لفيلمها «بلاش تبوسني» في مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الثالثة عشرة.

الفنانة المصرية ارتدت «بيجاما» وفقاً للموضة الجديدة، ما أثار حفيظة كثيرين، وجاءت تعليقاتهم غاضبة من إطلالتها، مستنكرين اتباع نجماتنا هذه الصيحة، ومؤكدين أنها «ضيعت الناس».

الهجوم الكبير الذي تعرّضت له ياسمين رئيس من الجمهور جعلها ترد بتغريدة عبر «تويتر»، قالت فيها: «بيجامتي الجميلة لسه عاملة مشاكل».

حالات سابقة

رئيس لم تكن الفنانة الوحيدة التي تظهر مرتدية هذا الزي في مناسبة رسمية، بل أيضاً الفنانة نادين نسيب نجيم في مهرجان دبي.

قبلهما كان الفنان أحمد مجدي ظهر أيضاً مرتدياً «البيجاما» مطلع العام الجاري خلال حضوره العرض الخاص لفيلمه «مولانا»، ونشرت أيضاً المطربة الإماراتية أحلام، صورة لها ترتدي «البيجاما» في إحدى حلقات برنامج الغناء «آراب أيدول».

ظهور بعض الفنانين بهذا المظهر جاء محاولة منهم للسير على أشهر خطوط الموضة العالمية، إذ تعد «البيجاما» موضة موسم خريف وشتاء «2017 2018-»، والتي أُطلقت منذ عامين، كذلك هم يقلّدون بعض الفنانين العالميين الذين ظهروا بها سواء في مناسبات رسمية أو حفلات خاصة أو خلال ممارسة أنشطة الحياة اليومية.

وظهرت المصممة العالمية الشهيرة فيكتوريا بيكهام، وهي ترتدي البيجاما بإطلالتها اليومية من مجموعتها الخاصة التي تستعد لإطلاقها في ربيع 2018، كذلك المغنية الأميركية سيلينا غوميز في إحدى حفلاتها الخاصة، وعارضة الأزياء جيجي حديد، والمغنية ريهانا، وعارضة الأزياء كيم كارداشيان، وأيضاً الممثلة الأميركية كيت هدسون.

ونتيجة لهذا الجدل الذي شهدته مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهور الفنانين العرب بـ «البيجاما»، كان لا بد من معرفة إن كان هذا الزي مناسباً للبيئة الشرقية التي نعيش فيها؟ وهل يُعقل أن نقلّد أية صيحات غربية؟

الفنانة القديرة سميرة أحمد رفضت حضور بعض الفنانين مناسبات كبرى بهذه الملابس لمجرد تقليد نجوم الغرب، مؤكدة أن للمهرجانات الرسمية والحفلات الفنية طابعها الخاص وملابسها الرسمية التي تناسب الأجواء.

أكّدت مصممة الأزياء مونيا فتح الباب، أن ليس علينا تقليد كل صيحة تأتي إلينا من الغرب، وليس أي تقليد يتماشى مع عادات مجتمعاتنا الشرقية، لأنه بالطبع سيواجه انتقادات عدة لمخالفته طبيعة الحياة المصرية والبيئة الشرقية عموماً ذات التراث المختلف عن الثقافات الغربية، لافتة إلى أنها ليست ضد أي جديد في عالم الأزياء، لكن علينا أن نختار ما يتلاءم مع طبيعتنا، فضلاً عن أنه لا بد من أن نطوعه مع شخصيتنا، ونختار ما يناسبنا، ونبتعد عن الأزياء الشاذة.

وتابعت فتح الباب أن الفنان ليس شخصاً عادياً، بل له قاعدة جماهيرية كبيرة حتماً لا تقبل أن يخرج عليها بهذا الشكل، كذلك يُلاحق دائماً بتقييم الجمهور، وعليه أن يحترمه كي لا يكون محل نقد.

في السياق نفسه، أوضحت مصممة الأزياء جيهان هريدي رفضها هذا الشكل الذي ظهر به بعض الفنانين بالبيجاما في المهرجانات الفنية الضخمة، قائلة: «لا يصح أن نأخذ عن الغرب كل ما يقومون به، ونقلّدهم تقليداً أعمى لا يتماشى مع طبيعتنا المجتمعية وحياتنا الشرقية». وأشارت هريدي إلى أن هذه الأمور تعتبر بالنسبة إلى الفنانين العالميين «تقاليع» للفت النظر إليهم، أو مجرد تغيير وخروج عن المألوف، لكن نحن ما زالت لدينا «عقدة الخواجة» بتقليد أي شيء يخرج هؤلاء به علينا، موضحة أنها عندما تصمم أزياءها تطلع على بعض التصاميم العالمية لمعرفة أحدث الصيحات ولكن عند اختيارها التصميم تنتقي ما يلائم ثقافتنا الشرقية.

وافقتهما في الرأي مصممة الأزياء أسماء عبد الرحمن، التي أبدت استياءها من المظاهر الخارجة عن المألوف التي قام بها بعض الفنانين، مؤكدة رفضها تقليد المصريين أية صيحة جديدة تظهر في الغرب من دون معرفة إذا كانت تناسبنا، مشيرة إلى أن هذه الملابس لا تضيف جديداً إلى عالم الموضة، بل على العكس تكون محور سخرية من جماهير هؤلاء الفنانين.

وختمت بأنها ليست ضد حرية الأشخاص في اختيار ملابسهم، لكن عليهم انتقاء ما يناسب الذوق العام.