خسروه: الأعمال الضعيفة أفقدت الثقة بالفيلم الكويتي

«كنت متيقناً من حصولي على جائزة الدولة التشجيعية عن فيلم حبيب الأرض»

نشر في 02-01-2018
آخر تحديث 02-01-2018 | 00:00
يتحلى المخرج رمضان خسروه بالجرأة في خوض تجارب جديدة في مجال السينما، فهو يمثل حالة من الإبداع، ويمضي مدفوعا بحلمه أن تكون الكويت عاصمة للسينما الخليجية، ومنذ أن أخرج «حبيب الأرض» تنبأ له كل من شاهد الفيلم بمستقبل كبير.
وبعد أربع سنوات استحق خسروه أن ينال جائزة الدولة التشجيعية عن «حبيب الأرض»... «الجريدة» حاورته حول حصوله على الجائزة، ومقومات المشهد السينمائي في الكويت:
• ما شعورك بعد الحصول على جائزة الدولة التشجيعية؟

- انتابتني سعادة غامرة، لاسيما أن جائزة الدولة وسام شرف يحصل عليها الانسان مرة واحدة في حياته، وهي أهم جائزة حصلت عليها، ولن أحصل على أفضل منها مستقبلا، وهدفي كان ومازال أكبر من إخراج فيلم، بل هو مشروع النهوض بصناعة السينما في الكويت.

ومنذ بدأنا كأسرة الفرقة السينمائية الأولى هذا المشروع قبل أربع سنوات تجلت ملامح النجاح بصورة أكبر هذا العام ليس على مستوى الجوائز فقط، وإنما أيضا من ناحية التعاطي مع الممثلين، حيث كنت اجد صعوبة في اقناع الممثلين بالعمل معنا في البدايات، لكن الآن وبعد ان وصلنا الى ثلاثة أفلام أصبح الأمر ايسر، خصوصا ان كل من في الساحة يعرف توجه الشيخة انتصار السالم، وشاهد أفلاما تحمل توقيعي كمخرج.

• هل كنت تتوقع نيل جائزة الدولة عن «حبيب الأرض»؟

- كاقتناع عقلي ومنطقي كنت واثقا، لأننا اشتغلنا على أدق التفاصيل في الفيلم، وحرصنا على أن يخرج في أفضل صورة، والشيخة انتصار السالم دعمتنا من البداية حتى النهاية، وكذلك بذل الممثلون جهدا كبيرا في الأدوار التي أسندت إليهم، وأخيرا الفيلم تنقل بين العديد من المهرجانات وحصدنا عنه جوائز عدة.

• لماذا تتحدث بصيغة الجمع رغم انك من حصدت الجائزة؟

- لأنني على قناعة بأن المخرج من دون فريق العمل مجرد فرد لا يستطيع ان يقوم بصناعة فيلم كامل.

• «حبيب الأرض» ثم «سرب الحمام» كلاهما يحمل قضية، هل تنوي السير في هذا الدرب دون الاتجاه لأنماط أخرى؟

- أي عمل سينمائي في العالم يمكن أن ننظر إليه من زاويتين، الأولى الموضوع الذي يطرحه، والثانية نوع الفيلم، سواء كان كوميديا او اكشن أو دراما، وانا أؤمن بأن الممثل هو الذي يحافظ على النوع، أما المخرج فقد يقدم نفس القضية لكن باختلاف القالب الذي يطرحها من خلاله، وهذا ما اطبقه، لكن دون قصد في «حبيب الأرض» وأيضا «سرب الحمام» القضية واحدة وهي الوطن والتعلق بالأرض، بينما القالب كان مختلفا، والفيلم الأول كان دراميا توثيقيا بينما الفيلم الثاني أكشن.

• إلى أيهما تميل كمخرج: سيناريو يحمل توقيع كاتب واحد أم نتاج ورشة كتابة؟

- الورشة لها فوائدها وسلبياتها، واتوقع اننا في الوقت الحالي نحتاج إلى فوائدها، وأبرزها ثراء الأفكار وتنوعها ومعالجة العديد من الموضوعات، من خلال وجهات نظر مختلفة، وبعد نقاشات عدة، وهذا ما نحتاجه لأننا نفتقد الكاتب السينمائي الذي يمكن الاعتماد عليه بشكل كامل، وإن وجد فقد لا يحقق لي الغاية التي احتاجها في السيناريو، ونحن في الفرقة السينمائية الأولى نعمل على تهيئة كتاب للسينما.

• كيف تقيم المشهد السينمائي في الكويت من خلال احتكاكك بالمهرجانات العربية والدولية؟

- الحديث عن السينما لا يتم بمعزل عن ثلاثة عناصر مهمة: القضية والتكنيك السينمائي والإيراد، ونحن في الكويت قضايانا حاضرة سواء اجتماعية او اقتصادية، وموضوعاتنا لم تطرح من قبل، والدليل على ذلك «سرب الحمام» عندما عرضناه في القاهرة لفت الأنظار بشدة، لأن القضية لم تقدم بهذا الشكل من قبل.

أما على المستوى التقني فنحتاج إلى مخرج يستطيع أن يختار كوادره، ومنتج مقتنع به ويدعمه من الألف إلى الياء، وأنا اجد في الشيخة انتصار السالم المنتج الحريص والداعم، وأجد في رمضان مخرجا يسعى إلى أن يكون جيدا.

وإذا كانت هذه المعادلة متوافرة فسنجد الشخوص الذين يستطيعون تنفيذ الاعمال بشكل جيد، لذا أرى اننا نملك تقنية جيدة في الكويت مقارنة بالدول العربية الأخرى، وتبقى مشكلتنا في شباك التذاكر المحلي، إذ إن الجمهور لم يقتنع بالفيلم الكويتي حتى الآن، بسبب بعض الأعمال الضعيفة التي تم عرضها، ما دفع إدارة شركة السينما الكويتية الى اتخاذ إجراءات لانتقاء نوعية أفلام تساهم في نمو السينما الكويتية.

• هل الفنان الكويتي أصبح مهيأ للتعامل مع كاميرا السينما؟

- الممثل الكويتي يتمتع بإمكانات ضخمة، وعلى أعلى مستوى، لاسيما أن الكويت هوليود الخليج، وبالتالي هناك منافسة محصورة في الدراما، والإنتاج الدرامي محدد في مجموعة من المسلسلات تقدم على مدار العام، وإذا لم يطور الممثل من ادواته فلن يجد لنفسه مكانا.

ويتبقى فقط مدى مرونة هذا الممثل للتطور والتدريب، وهذه المرونة كانت موجودة في واحد من أهم عباقرة السينما العربية وهو أحمد زكي الذي كان يتدرب لآخر يوم في حياته ليؤدي مشاهده في فيلم حليم، هذه المرونة إذا تحلى بها الممثل الكويتي فلن نخشى عليه، واغلب الممثلين بالكويت لديهم المرونة، وكل من اشتغلت معهم تحلوا بهذه الصفة.

• ماذا عن الجهود التي تقوم بها الفرقة السينمائية الأولى لتقديم كوادر جديدة للسينما؟

- بعد كل فيلم أعلن عن فرص للتمثيل يقدم مجموعة من الشباب اغلبهم وجوه جديدة لم يتسن لهم المشاركة في أي اعمال من قبل، لذا ابدأ عمل مجموعة من الاختبارات لقياس قدراتهم، وانتقي منهم مجموعة، وأشتغل عليهم من حيث التدريب على التمثيل ومن ثم الأدوار المطلوب منهم تجسيدها، وليس لدي معايير محددة، لكني أبحث عن الشخص الذي يتحلى بالشغف.

• رسالتك الأخيرة لمن توجهها؟

- إلى الشيخة انتصار السالم، الأخت الكبيرة والملهمة التي اخذت بيدي منذ جلستنا الأولى، فعندما عرضت عليها فكرة فيلم حبيب الأرض لم تتردد في دعم العمل والمشاركة معي، واستكملنا المشوار، فإذا كان هناك فضل بعد الله ودعاء الوالدة فإنه يعود للشيخة انتصار، لذا اعدها بالعمل والاجتهاد لتكون الكويت عاصمة السينما الخليجية.

«سرب الحمام» في مهرجان الكويت السينمائي

أعلن المخرج رمضان خسروه المشاركة بفيلم «سرب الحمام» في مهرجان الكويت السينمائي فبراير المقبل، مضيفا ان العرض الرسمي للفيلم سيكون بعد انتهاء المهرجان، في النصف الثاني من شهر فبراير، بعد مشاركة الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وحصوله على جائزة أفضل فيلم في مهرجان دلهي بالهند.

الشيخة انتصار السالم أخذت بيدي منذ جلستنا الأولى
back to top