سارع حزب "ليكود" بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى استغلال "ضوء أخضر أميركي" حصلت عليه إسرائيل باعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لها، عبر إصدار قرار جديد يدعو المشرعين إلى ضم الضفة الغربية بما فيها القدس والمستوطنات اليهودية لسلطة الاحتلال المدنية بدلا من العسكرية.

وحث "ليكود"، بالإجماع، المشرعين في "الكنيست" في قرار غير ملزم، مساء أمس الأول، على ضم المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وهي الأراضي التي يريدها الفلسطينيون لإقامة دولتهم في المستقبل.

Ad

وقد يؤدي إصدار قانون مدني للمستوطنات إلى تبسيط إجراءات تشييدها وتوسيعها. وتخضع هذه الأراضي حالياً لولاية القضاء العسكري.

ورأى معلقون سياسيون ان القرار يعزز تأييد تيار اليمين لنتنياهو الذي قد يسعى إلى تفويض شعبي في انتخابات مبكرة، وهو ينتظر صدور اتهامات جنائية محتملة ضده في مزاعم فساد.

في المقابل، أكدت الحكومة الفلسطينية أن القرار يعتبر تصعيداً من قبل الاحتلال، واستهتارا بالمنظومة الأممية، وأفظع انتهاك لقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن.

ورفضت حركتا فتح وحماس قرار حزب نتنياهو، المعروف بين أنصاره بلقب "بيبي". ونددت "فتح"، بمشروع القانون واعتبرته بمنزلة "نسف لكل الاتفاقات الموقعة". وأكدت "حماس" أن الخطوة تعزز التمسك بـ"خيار المقاومة".

وفي وقت سابق، أعلنت السلطة استدعاء حسام زملط ممثلها لدى الولايات المتحدة لـ"التشاور"، وذلك بعد أسابيع من إعلان الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وذكر وزير الخارجية رياض المالكي أن زملط سيعود إلى واشنطن لمتابعة أعماله بعد انقضاء فترة الأعياد.

وتأتي تلك التطورات بالتزامن مع بدء الكنيست، أمس، مناقشة مشروع قانون "القدس الموحدة" والذي يقضي بسلخ الأحياء الفلسطينية عن المدنية المقدسة، ومنع التنازل عن أي أجزاء من المدينة في حال أي تسوية مستقبلية، وإن أي مقترح لتقسيم القدس يتطلب موافقة 80 عضوا بالبرلمان الإسرائيلي.

إلى ذلك، كشفت القناة الإسرائيلية الثانية، مساء أمس الأول، تفاصيل إفادات مستشار الأمن القومي السابق، عوزي أراد، للشرطة في إطار شبهات الفساد التي تحوم حول نتنياهو، في قضية الغواصات المعروف بـ"الملف 3000" وعدد من القضايا الأخرى.

وقال أراد، الذي كان يعتبر أحد أشد المقربين من رئيس الحكومة، إن "نتنياهو عاش حياة إنسان طفيلي، وانتظر من الآخرين تمويله".

إلى ذلك، كشف جهاز الأمن العام الإسرائيلي "شاباك"، أمس، النقاب عن اعتقال خلية مسلحة مكونة من 5 أفراد بالضفة الغربية نشطت لمصلحة "حماس، ونسبت لها شبهات التخطيط لتنفيذ عمليات مسلحة بالأراضي الفلسطينية المحتلة.

وشنت قوات من الجيش الإسرائيلي حملة اعتقالات في الضفة شملت 26 فلسطينيا بينهم ناصر عبدالجواد النائب عن "حماس" بالمجلس التشريعي.

وبينما وجهت محكمة إسرائيلية أمس تهما بينها "الاعتداء بظروف خطيرة على جنديين" للفتاة الفلسطينية عهد التميمي، انتشرت صور الفتاة التي اعتقلتها إسرائيل قبل أسبوعين، على محطات الحافلات في عدد من عواصم أوروبا، الأمر الذي أغضب تل أبيب وجعلها تتحرك للمطالبة بإزالتها.