تتواصل ساعات العمل في المقر الجديد للكاتدرائية المرقسية في العاصمة الإدارية، شمال شرق القاهرة، استعدادا لاستقبال قداس عيد الميلاد المجيد الأحد المقبل، والذي يترأسه بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني، وحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي وكبار رجال الدولة، "الجريدة" تجولت في الكاتدرائية الجديدة، ورصدت الاستعدادات لتجهيز أحد أركانها لاستقبال القداس.

الكاتدرائية الجديدة الضخمة، التي تتجاوز حجم الكاتدرائية القائمة بحي العباسية شمال القاهرة ثلاث مرات، لم ينته العمل بمقر الصلاة الرئيسي فيها (يسع نحو 7200 مصل) بعد، لذا تم اللجوء إلى المصلى الأصغر في الكاتدرائية، والذي بدأت الأجهزة المعنية والشركات المصرية العاملة في المشروع تجهيزه لاستقبال قداس الميلاد، تنفيذا لتوجيهات الرئيس السيسي في 7 يناير 2017، بصلاة الميلاد في الكاتدرائية الجديدة.

Ad

ورصدت "الجريدة" داخل الكاتدرائية عمليات التجهيز المستمرة لإعداد المكان المجهز للصلاة قبل حلول عيد الميلاد، إذ تم نصب صفوف المقاعد الخاصة بالحضور، وتزيين الجزء الأكبر من الجدران بالأيقونات المسيحية والأعمال الخشبية، بينما يجري العمل على الانتهاء من المذبح والمحراب والمنصة التي يقف عليها البابا لأداء القداس، وتم الانتهاء من إعداد استراحة الرئيس السيسي.

وأكد مصدر مطلع أنه بمعدلات العمل الحالية سينتهي تجهيز مقر الصلاة قبل الجمعة المقبل، كاشفا عن أداء قداس تجريبي الخميس المقبل، للتأكد من جاهزية الاستعدادات، قبل أن تتسلم جهات سيادية تأمين المكان بداية من الجمعة.

وقال مهندس التخطيط بمشروعات إنشاء الكاتدرائية أنطونيو منير، لـ"الجريدة"، إن المساحة الإجمالية التي تقام عليها الكاتدرائية بكل ملحقاتها تبلغ نحو 15 فدانا، أي ما يوازي 63 ألف متر مربع، وتم تقسيم المشروع إلى مرحلتين، الأولى تقوم على بناء مبنى الكاتدرائية الأساسي، والثانية تختص ببناء المقر البابوي الجديد، وكنيسة الشعب التي تتسع لنحو ألف مصل، وتقام فيها الصلوات اليومية، ومسرح مفتوح وجراج. وتابع منير: "يقسم مبنى الكاتدرائية إلى دورين، بكل منهما مكان للصلاة، الدور الأول أو الأرضي يسع مصلى لنحو ألفين من المصلين، وهو المكان الذي سيشهد إقامة قداس عيد الميلاد الأحد المقبل، بحضور السيسي وكبار رجال الدولة، أما المصلى الكبير في الكاتدرائية فيتسع لنحو 7500 مصلى، وهو ثلاثة أضعاف ما تتسع له مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، التي تتسع لنحو 2500 مصلى".

إصرار الدولة المصرية على سرعة إنجاز بناء الكاتدرائية وإقامة قداس الميلاد بداخلها له ما يبرره، فهو محاولة لإيصال رسالة سياسية في مواجهة عمليات الإرهاب التي تطال الأقباط في الآونة الأخيرة، والتي كان أشهرها الهجوم المزدوج على كنيستي مار جرجس ومار مرقص في طنطا والإسكندرية، أبريل الماضي، والتي سقط فيها عشرات القتلى والمصابين، فضلا عن نجاة البابا تواضروس من الاغتيال، وكان آخر هجوم إرهابي على كنيسة، في حلوان الجمعة الماضي.