ماذا ستقرأ كساندرا العربية؟
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
مثل تلك الأسئلة والترجيحات لم تطرحها "فايننشال تايمز"، ولا يمكن تصورها في أغلبية جرائد الأنظمة العربية، لأن مجرد التفكير في التغيير والحلم به هو محرم ومجرم، فالنظام العربي الحاكم يرى نفسه أنه قدر متعال لا يمكن تغييره أو تعديل مساره، وإذا حدث "خطأ" تاريخي ما، مثل ثورات الربيع العربي عام 2011، فهذا يعد انحرافاً عن المسيرة القدرية المفروضة من النظام، ولابد من إعادة قدر التاريخ الاستبدادي كما تقرره تحالفات الأنظمة.إذن لا مكان في العالم العربي لـ "نوسترادموس" أو "كساندرا" الميثولوجيا اليونانية كي يخبرانا عن المستقبل العربي واحتمالات التغيير القريبة، فقراءة أي منهما للعام الجديد ستكون مملة نمطية، لأنها ستكون نسخة كربونية عن السنوات القليلة الماضية.رغم هذا هناك واقع جديد يفرض نفسه، وهو نهاية عمر النفط أو أسعاره المرتفعة، التي وفرت في الماضي كل الأسباب لقلب نتائج الربيع العربي أو تحويلها إلى مآس مرعبة، وعندها ستجد الدول التي لا تستطيع "التأقلم" مع هذا الواقع الصعب أن عليها إما أن تنفتح على شعوبها وتبدأ مسيرة إصلاح وتوعية وتضحيات مرة، أو تظل على وضعها القديم تجتر أحلام الماضي، حتى ترى نفسها فجأة أمام هاوية السقوط فلا تستطيع دفعها. التغيير لن يحدث بالضرورة في هذا العام الجديد، لكنه قادم في مستقبل قريب حتماً دون انتظار قراءة فنجان كساندرا العربية.