مظاهرات إيران وخطورة الانحياز الطائفي
مع أن مظاهرات إيران هي شأن داخلي إيراني، إلا أنها فضحت دُعاة الطائفية ومروجيها من الطرفين، إذ إنها عرّت مواقفهم المتناقضة من حريات الشعوب ومطالبها المُستحقّة، وكشفت ضحالة تفكيرهم خصوصاً أن بعضهم تمادوا كثيراً، من منطلقات طائفية بائسة، فأصبحوا يدافعون عن النظام الإيراني الرجعي وكأنهم أحد أركانه.
![د. بدر الديحاني](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1472378832591788600/1472378876000/1280x960.jpg)
ومع أن مظاهرات إيران هي شأن داخلي إيراني، إلا أنها فضحت دُعاة الطائفية ومروجيها من الطرفين، إذ إنها عرّت مواقفهم المتناقضة من حريات الشعوب ومطالبها المُستحقّة، وكشفت ضحالة تفكيرهم خصوصاً أن بعضهم تمادوا كثيراً، من منطلقات طائفية بائسة، فأصبحوا يدافعون عن النظام الإيراني الرجعي وكأنهم أحد أركانه، ويقابلهم، على الضفة الطائفية الأخرى، من يقفون مع المظاهرات، لأسباب طائفية فقط، وذلك على الرغم من خطورة الموقف السياسي المبني على اعتبارات طائفية بغيضة، وتهديده لاستقرار وضعنا الداخلي خصوصاً إذا ما أخذنا في عين الاعتبار حساسية موقعنا الجيو-سياسي، وطبيعة التركيبة الاجتماعية لمجتمعنا. والخشية أن تطورات الأحداث السياسية في إيران، قد تعيدنا إلى الأجواء الطائفية الكريهة التي عشناها في ثمانينيات القرن المنقضي، وما رافقها من استقطابات وانقسامات طائفية حادة وأحداث أمنية مؤسفة، وهو الأمر الذي يتطلب موقفاً رسمياً وشعبياً مُعلناً يرفض بشكل قاطع لا لبس فيه ولا غموض الانحياز السياسي الطائفي تجاه ما يجري في إيران حالياً.