قدّم السفير السعودي الجديد في لبنان وليد اليعقوب نسخة من أوراق اعتماده الى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، أمس، تمهيدا لتقديمها رسميا الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، اليوم، مع أربعة سفراء آخرين، ليتسلم مهامه على رأس الدبلوماسية السعودية في بيروت اثر قبول الاعتماد.

وأكدت مصادر سياسية أن «العلاقات السعودية-اللبنانية ستسلك مع مطلع العام الجديد منحى انفراجيا، بعدما حصلت المملكة على ضمانات بالتزام لبنان والمكونات السياسية فيه، لاسيما حزب الله، سياسة النأي بالنفس عن صراعات الخارج، ما شكل مبعث ارتياح للرياض التي تراقب الاوضاع اللبنانية عن كثب وتترقب كيفية تطبيق سياسة النأي بالنفس لتحدّد في ضوئها توجهات العلاقات المستقبلية مع بيروت».

Ad

وشدّدت المصادر على أن «ضمانة رئيس الجمهورية ميشال عون للنأي بالنفس ومتابعة رئيس الحكومة سعد الحريري الشخصية للتنفيذ ولإعادة العلاقات الى طبيعتها مع السعودية بثت مناخات مطمئنة في نفوس القادة السعوديين، ستشهد قفزات نوعية قد تبدأ من نقطة زيارة يقوم بها الحريري الى المملكة بناء لدعوة ستوجه اليه لاحقا، وتتبعها اخرى للرئيس عون للمشاركة في القمة العربية المقرر عقدها هذا العام في الرياض».

إلى ذلك، تتجه الأنظار إلى جهود الحريري الذي أعلن عزمه الاضطلاع بـ»وساطة» بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري، تضع حدا للخلاف الذي نشأ بينهما على خلفية المرسوم الشهير، وتطوّق مفاعيله قبل أن تطال عمل المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها الحكومة التي دعيت الى الاجتماع ظهر غد.

وقال الحريري، أمس الاول: «بدأت وساطة بين الرئيسين عون وبري في شأن مرسوم ترقية الضباط، وهناك تجاوب»، مؤكدا رفضه «زج المؤسسات الأمنية والعسكرية في السياسة»، ولافتا الى أن «الرئيسين عون وبري حريصان أيضا على هذه المسألة».

واذ رفض التسليم بأن هناك أزمة سياسية، أشار الى ان «كل الأمور يمكن أن تحل بالإيجابية. أنا متفائل دوما، فقد مررنا بصعوبات أكبر بكثير وتمكنا من تخطيها».

في موازاة ذلك، أعرب الرئيس عون، أمس، عن ارتياحه «للأجواء الآمنة التي رافقت احتفالات اللبنانيين بعيد الميلاد واستقبالهم للسنة الجديدة»، منوهاً بـ«الإجراءات التي اعتمدها الجيش والقوى الأمنية لحفظ الأمن وتوفير الأمان في المناطق اللبنانية كافة».

وأشاد عون بـ«جهوزية القوى الأمنية والمؤسسات الإغاثية خلال هذه الفترة، فانقضت الأعياد بسلام، ما أكّد مرّة أخرى ثبات الاستقرار الأمني في البلاد، وأعطى صورة مشرقة للبنان في الخارج وأسقط محاولات البعض التشويش على مسيرة الامان التي يعيشها لبنان منذ ما يزيد على سنة».

في السياق، نوّه عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي عسيران، أمس، بـ»دور الجيش اللبناني و​القوى الأمنية​ في ليلة رأس السنة، إذ أثبتوا انّهم الرهان في مختلف المحطات الوطنية والمفصلية من تاريخ الوطن»، مؤكداً أنه «يجب تعزيز دور القوى الأمنية في لبنان للإمساك بحالة الأمن في مختلف ربوع الوطن».