كيف يستطيع روحاني استخدام التظاهرات لإحراز تقدم في الإصلاحات؟
![المونيتور](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1591816678226425600/1591816695000/1280x960.jpg)
ويبدو أن «أمد نيوز»- وهي قناة على تلغرام قد أدت دوراً أساسياً في انطلاق الاحتجاجات، ويديرها حسبما يقال الصحافي روح الله زام، وهو ابن أحد رجال الدين الإصلاحيين كان قد فرّ من البلاد بعد اتهامه بصلات مع الاستخبارات الأجنبية- لها على ما يبدو عدد لا يستهان به من المتابعين، وهو ما دون المليون بقليل. وقد تزايد عدد المتابعين هذا قبل أن يطالب وزير تكنولوجيا الإعلام والاتصالات محمد جهرومي مؤسس أمد نيوز بافيل دوروف بإغلاق القناة تماماً بسبب تحريضها على العنف، والمثير للاهتمام هو أنّ الطلب الإيراني هذا تمّ علناً عبر «تويتر»، وهي وسيلة تخضع لرقابةٍ شديدة في البلاد. لا نعرف بعد من يدير هذه التظاهرات، ولا شكّ أن غياب الشخص القائد لها يجعل السلطة الإيرانية عاجزة عن توجيه أصابع الاتهام نحو طرف معين كما فعلت في عام 2009 فجاءت الاتهامات تقليدية من حيث اتهام أجهزة الاستخبارات الأجنبية والدول العدوة لإيران. كما أنّ مطالب الاحتجاجات جاءت غير موحدة، فالشعارات تتنوّع من انتقاد للأسعار الباهظة إلى دعوة صريحة بإنهاء نظام الجمهورية الإسلامية، وفي أول ردة فعل لروحاني على التظاهرات علقّ قائلاً: «وفقاً للدستور ولحقوق المواطنين يحقّ للناس التعبير عن انتقاداتهم وحتى الاحتجاج»، وأمام الرئيس الإيراني هنا تحدٍ كبير، عليه أولاً أن يفي بوعده بالسماح لوسائل التعبير عن الرأي بالحرية اللازمة لها، ويمكنه كذلك العمل مع مراكز السلطة الأخرى كالقضاء وقوى الأمن لإعطاء تراخيص لمظاهرات سلمية.ثانياً على روحاني معالجة المواضيع الاقتصادية التي تقع في صلب الاحتجاجات نفسها، وهي نتيجة لزيادة التوقعات بشأن الوعود التي قطعها روحاني بنفسه على الشعب، وأخيراً بدلاً من السماح بتحوّل التظاهرات أداةً بين يدي خصومه المحليين وفرصةً يستغلها المتشدّدون لبرهان أحقية وجهة نظرهم، على روحاني العمل على إقناع المرشد الأعلى بضرورة معالجة مسألة مراكز السلطة والمال غير الخاضعة لأي محاسبة. إنّ هذه المسألة بالذات شكلت الوقود المطلق لشرارة التظاهرات، ولكن إن عرف الروحاني كيفية استغلال ما يحصل اليوم فقد يحوّل هذه التظاهرات إلى فرصة ينتهزها لمواجهة الأطراف والمصالح التي تحول دون تطبيقه لبرنامج إصلاحاته.* محمد علي شهباني* «المونيتور»