حذر مراقبون من صحوة في عمليات ما يسمى بـ"الذئاب المنفردة" خلال عام 2018، لتكون هي التحدي الأكبر للأجهزة الأمنية، خلال المرحلة المقبلة. وجدّد الهجوم على كنيسة "مار مينا"، في منطقة حلوان، جنوب القاهرة، الجمعة الماضي، الذي نفذه شخص مسلح تمكن من قتل 10 أشخاص أغلبهم أقباط، المخاوف من تلك الاستفاقة.

وتقوم استراتيجية "الذئاب المنفردة"، على قيام الشخص المهاجم باستخدام كل ما هو متاح للقيام بعملية الاستهداف، مثل الاعتماد على السكاكين والفؤوس أو الأسلحة النارية أو عبر القيام بعمليات دهس. ودعا زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي مؤيدي التنظيم حول العالم، في 2015 بالقيام بتلك العمليات، واعتبرها مقدمة على ما يسمى بـ"الهجرة" لدولة الخلافة المزعومة.

Ad

وشهد النصف الثاني من العام المنقضي 2017 تمكن عدد من "الذئاب المنفردة" من تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية، التي نسبت إلى أفراد، أولها كان حادث طعن 6 سياح في مدينة "الغردقة"، المطلة على البحر الأحمر، منتصف يوليو الماضي، وكذلك حادث طعن حارس "كنيسة القديسين"، في مدينة الإسكندرية الساحلية، منتصف يوليو الماضي.

وما عزز المخاوف من استفاقة الذئاب المنفردة هو تمكَّن الإرهابي المتهم في حادث "مار مينا"، الأسبوع الماضي، من الهجوم وحده على "منفذ تحصيل رسوم ميدوم"، في محافظة بني سويف "جنوب القاهرة"، قبيل ساعات من تنفيذه جريمته باستهداف مقهى في منطقة العياط التابعة لمحافظة الجيزة، إلى جانب استهداف كنيسة حلوان.

اللافت أن تلك النوعية من العمليات نفذت أيضاً خلال ليلة رأس السنة الأحد الماضي، حيث شهد متجر لبيع المشروبات الكحولية هجوماً مسلحاً أسفر عن مقتل شخصين في منطقة "العمرانية"، التابعة لمحافظة الجيزة جنوب القاهرة.

وحذر عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب، خالد عكاشة، من استحداث "الذئاب المنفردة" سيناريوهات غير متوقعة لعملياتهم الإرهابية، في حين رجح الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، في "مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية"، أحمد كامل البحيري، أن تنفذ الذئاب المنفردة عدداً من العمليات الإرهابية، من دون الرجوع إلى "تنظيم داعش" الأم خلال الفترة المقبلة، مشدداً خلال تصريحات لـ"الجريدة" على تزايد وتيرة تلك العمليات خلال النصف الثاني من عام 2017.