تختلف القضايا، التي ستشكل مسار سوق الطاقة العالمي خلال عام 2018 وتحدد أنماط التجارة واتجاهات الأسعار، من بلد لآخر وفقاً للعوامل الداخلية، بما في ذلك الأوضاع السياسية، لكن تبقى هناك حاجة للإجابة عن أربعة أسئلة رئيسية لمعرفة التوجهات العامة للسوق العالمي، بحسب تقرير لـ«فاينانشيال تايمز».

- يتعلق السؤال الأول بالتوجهات السعودية، فمعظم صادرات المملكة النفطية تذهب إلى آسيا، وهذا الحجم الكبير من الشحنات يعني أن أي اضطراب في الإمدادات سيزعزع استقرار السوق ويزيد من عمليات المضاربة.

Ad

- هناك تهديدات تشكلها الأطماع الإيرانية بالمنطقة تسعى السعودية للتصدي لها، وقد تتسبب رغبة طهران بترسيخ نفوذها في التأثير على التجارة والإنتاج في الخليج العربي الذي يوفر ربع إنتاج العالم من النفط.

- أما السؤال الثاني، فهو ما مدى سرعة نمو إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة؟ بعدما نما بمقدار 600 ألف برميل خلال العام الماضي إلى ما يزيد على 6 ملايين برميل.

- أدت الزيادة في أسعار النفط العالمية خلال الأشهر الستة الماضية إلى جعل الإنتاج من جميع البقع الإنتاجية في الولايات المتحدة مجدياً من الناحية المالية، مما دفع نشاط الحفر إلى التسارع.

- من شأن زيادة مماثلة خلال عام 2018 أن تعوض معظم التخفيضات الحالية، التي تقوم بها «أوبك» وحلفاؤها، ما قد يضطرهم لمزيد من الخفض أو التخلي عن الأسعار لتعود أدراجها.

- السؤال الثالث يتعلق بالصين، فعلى مدى السنوات الثلاث الماضية تواصل نمو الاقتصاد الصيني مع زيادة ضئيلة في استهلاك الطاقة، ورغم أن معدل النمو كان أقل من المأمول لكن الإنجاز يظل كبيراً.

- الاستفهام المطروح هنا يدور حول استمرارية هذا الاتجاه، فإذا حدث ذلك ستكون النتيجة الحد من نمو الطلب العالمي على النفط والغاز والفحم، إذ تمثل الصين وحدها ربع الاستهلاك اليومي للعالم من الطاقة.

- يبقى السؤال الأهم على الإطلاق هو ما مدى سرعة نمو مصادر الطاقة المتجددة؟ إذ شهدت السنوات القليلة الماضية انخفاضاً كبيراً في تكاليف تدشينها وزيادة مطردة في المعروض.

- قدمت هذه المصادر عاماً جيداً وشهدت المملكة المتحدة وبلدان أخرى تكاليف قياسية منخفضة خلال مناقصات التقدم بعروض لتدشين مزارع الرياح البحرية.

- تشهد الطاقة الشمسية ازدهاراً ملحوظاً أيضاً، مما أدى لانخفاض التكاليف بنسبة 70 في المئة منذ عام 2010، بفضل نمو الطلب في الصين، التي باتت تشكل 60 في المئة من إجمالي السوق العالمي.

- تمثل الموارد المتجددة بما في ذلك الطاقة الكهرومائية 5 في المئة من مزيج الطاقة اليومي العالمي وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، ورغم النمو تظل الصناعة بحاجة لفترة مشابهة لحقبة توسع أعمال الحواسيب والجوالات الشخصية أواخر القرن الماضي.

- المشكلة هنا أن الصناعة لا تزال مفككة، فمعظم الشركات التي تعمل في مجال الطاقة المتجددة صغيرة الحجم وتمارس عملياتها على نطاق محلي، وفي كثير من الحالات تفتقر لرأس المال وتعتمد على الإعانات الحكومية.

- سيكون من الضروري إجراء تغيير جذري لجعل الصناعة قادرة على المنافسة على نطاق واسع بإمكانه دفع المستهلكين للكف عن استخدام الفحم والغاز الطبيعي، وقدرة الشركات على خوض هذا التحدي ستتضح خلال العام الجديد.

- يُرجح استمرار تخطي العرض للطلب في سوق النفط عموماً خلال 2018، وإذا صح ذلك فإن ارتفاع أسعار الخام خلال الشهرين الماضيين لن يستمر طويلاً، لكن الاضطرابات في الشرق الأوسط قد تغير كل شيء.