قوات الأسد تخوض معارك عنيفة لاستعادة «المركبات»

• النظام يواصل التوغل داخل إدلب ويسيطر على قرى جديدة
• واشنطن تخرج 339 عنصراً في «أمن الرقة»

نشر في 05-01-2018
آخر تحديث 05-01-2018 | 00:04
فتى يسير بين ركام مبانٍ تعرضت لغارة في مسرابا بالغوطة الشرقية أمس الأول (رويترز)
فتى يسير بين ركام مبانٍ تعرضت لغارة في مسرابا بالغوطة الشرقية أمس الأول (رويترز)
خاض الجيش السوري الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد معارك عنيفة أمس، لاستعادة قاعدته الوحيدة في الغوطة الشرقية القريبة من دمشق، بينما واصل توغله داخل محافظة إدلب. وتعتبر معركة الغوطة ومعركة إدلب آخر معارك النظام قبل تمكنه من تفكيك الوجود العسكري للمعارضة كاملة.
خاضت قوات الجيش السوري الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد بعد استقدامها تعزيزات إلى أطراف الغوطة الشرقية، معارك عنيفة ضد فصائل جهادية وإسلامية تمكنت قبل أيام من حصار قاعدة للجيش السوري قرب دمشق، بينما واصلت توغلها في محافظة إدلب حيث سيطرت على 6 قرى جديدة.

وأشار المرصد السوري لحقوق الانسان إلى "معارك عنيفة تخوضها قوات النظام عند ادارة المركبات، قاعدتها العسكرية الوحيدة في الغوطة الشرقية" بعدما تمكنت جبهة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل إسلامية، من حصارها مطلع الأسبوع.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، إن القاعدة الواقعة جنوب حرستا "هي الوحيدة حيث يحاصر مقاتلو الفصائل قوات النظام في سورية، ويوجد داخلها 250 عنصراً وضابطاً على الأقل".

واستقدمت قوات النظام أمس، بحسب المرصد "تعزيزات عسكرية من دمشق ومقاتلين من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة لمساندتها في هجومها".

وأوردت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من دمشق أمس، أن الجيش "حشد قواته على مشارف حرستا، وبدأ يعمل لإبعاد الإرهابيين عن إدارة المركبات".

وشنت "هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقاً) وفصائل إسلامية يوم الجمعة الماضي هجوماً انطلاقاً من مدينة حرستا باتجاه مواقع قوات النظام في محيطها وتمكنت من التقدم وفصل إدارة المركبات عن بقية مناطق سيطرة قوات النظام شرق دمشق.

وكثفت قوات النظام إثر ذلك قصفها على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، آخر معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، ما تسبب بمقتل وإصابة العشرات.

وبحسب عبدالرحمن، "تهدد هجمات الفصائل غرب حرستا دمشق مباشرة، وينتقم النظام منها(...) عبر تصعيد القصف على المدنيين".

ونفى محمد علوش، القيادي البارز في جيش الإسلام، أبرز فصائل الغوطة الشرقية، في تصريحات لفرانس برس، أن يكون تصعيد القصف مرتبطاً بهجمات للفصائل على مواقع النظام، موضحاً أن الأخير "يحشد قواته خصوصاً على جبهاتنا منذ أكثر من شهر للاعتداء على الغوطة".

وأحصى المرصد أمس ارتفاع حصيلة القتلى في بلدة مسرابا جراء غارات روسية ليل الأربعاء ـ الخميس إلى 20 مدنياً، إضافة إلى ستة آخرين في عربين جراء غارات للنظام السوري، وثلاثة في بلدة بيت سوا في قصف مدفعي للنظام أيضاً.

وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية بشكل محكم منذ عام 2013، مما تسبّب بنقص هائل في المواد الغذائية والأدوية في المنطقة التي يقطنها نحو 400 ألف شخص.

وتم إجلاء 29 مريضاً بحالة حرجة من المنطقة على دفعات الأسبوع الماضي مقابل إفراج الفصائل المقاتلة عن عدد مماثل من الأسرى كانوا محتجزين لديها.

ويأتي تصعيد القصف على الغوطة الشرقية رغم أنها إحدى مناطق اتفاق خفض التوتر، الذي تم التوصل إليه في مايو بأستانا، برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة.

تخريج

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارحية الاميركية على صفحتها الناطقة بالعربية في "تويتر" عن تخرّيج 339 شاباً من قوى الأمن الداخلي في الرقة، مؤكدة أن "قوى الأمن الداخلي في الرقة تواصل برامج التدريب من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة". وتسيطر قوات "قسد" وعمادها من الأكراد على عاصمة داعش السابقة منذ تحريرها.

مقتل جنديين

ومع شروعها في التأسيس لوجود دائم في قاعدة حميميم الجوية وطرطوس البحرية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن مقتل جنديين من قواتها في هجوم بقذائف الهاون نفذته فصائل سورية مسلحة ليلة رأس السنة، لكنها نفت معلومات نشرتها وسائل إعلام روسية عن مصادر عسكرية تفيد بتدمير سبع طائرات.

وقالت وزارة الدفاع، في بيان، "مع حلول الظلام تعرضت قاعدة حميميم الجوية لقصف مفاجئ بالهاون قامت به مجموعة مسلحة متنقلة. نتيجة القصف قتل عسكريان اثنان"، مؤكدة أن "القوات الجوية جاهزة للقتال ومستمرة في تنفيذ كل المهام المخطط لها".

وأكدت وزارة الدفاع، أن"أجهزة الأمن السورية تجري عمليات بحث وتصفية للمسلحين المتورطين بالهجوم على المطار"، مشددة على أنه "تم تعزيز الإجراءات حول قاعدة حميميم ورفع مستوى الحماية".

وذكرت وكالة أنباء "إنترفاكس" وصحيفة "كومرسانت" الروسيتين، نقلاً عن مصدرين عسكريين دبلوماسيين، أن سبع طائرات عسكرية "دمرت عملياً" في الهجوم لكن الوزارة، قالت إن هذه المعلومات "كاذبة".

محاكمة الفرنسيات

في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم الحكومة الفرنسية بنجامين غريفو أمس، أن الجهاديات الفرنسيات اللواتي أوقفن في "كردستان السورية" ستتم "محاكمتهن هناك"، إذا كانت "المؤسسات القضائية قادرة على ضمان محاكمة عادلة" لهن مع "احترام حقوق الدفاع".

وقال غريفو، لإذاعة مونتي كارلو وتلفزيون "بي اف ام تي في"، "أيا تكن الجريمة التي ارتكبت، حتى أكثرها دناءة، يجب ضمان الدفاع للمواطنات الفرنسيات في الخارج"، مشدداً على أنه "يجب أن يكون هناك تأكيد" لذلك.

أوقفت جهاديتان فرنسيتان على الأقل إحداهما اميلي كونيغ، التي نشطت في الدعاية والتجنيد لمصلحة تنظيم الدولة الإسلامية، من قبل القوات الكردية في سورية وطلبتا إعادتهما إلى فرنسا لمحاكمتهما، كما يقول محاموهما.

وقال غريفو إن "المعلومات التي لدينا حاليا تفيد بأنهما أوقفتا أي انهما لم تسلما نفسيهما، بل أوقفتا كمقاتلتين".

موسكو تنفي تضرر مقاتلات في حميميم وتقر بمقتل جنديين
back to top