أثارت المقابلة التلفزيونية للأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، خصوصا دعوته إلى الاستعداد لحرب شاملة مع إسرائيل لـ"تحرير القدس"، ردودا متفاوتة على الساحة اللبنانية، أبرزها لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي استنكر كلامه، معتبراً أنه "يتصرف كأن لا وجود لدولة لبنانية، فهو يخطط ويفكر ويتصل وينظِّم ويتكلم في أمور استراتيجية عسكرية أمنية هي حصرا من صلاحيات الدولة".وقال جعجع، في بيان أمس، إن "نصرالله يتصرف دائما وكأنه لا شعب لبنانيا، ولا وطن اسمه لبنان، ولا دولة لبنانية. كنت أتمنى لو أن السيد كلف وزراء حزبه وحلفائه في الحكومة بطرح كل المواضيع التي طرحها في مقابلته على مجلس الوزراء".
وشدد على أن "الشرط الأول لنجاح أي عمل دفاعي أو هجومي هو الوحدة الوطنية، في حين يتجاهل نصرالله دائما هذا العامل، ويتصرف بما فيه لشعب بأكمله من دون أن يكون هذا الشعب قد أعطاه وكالة، وبتعدٍ فاضح على مؤسسات الشرعية".ورأى جعجع أنه "إذا كان هناك من خطة استباقية للدفاع عن لبنان بوجه إسرائيل وغيرها، فالجيش اللبناني هو من يضعها، وهو الذي يوزع الأدوار لا العكس".واعتبر أنها "ليست المرة الاولى التي يتطرق فيها نصرالله إلى استقدام مقاتلين غير لبنانيين إلى لبنان، وهذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلا من قبلنا ومن قبل أكثرية من الشعب، وأتمنى أن تكون المرة الأخيرة التي يتطرق فيها إلى هذا الموضوع، لأن السيادة اللبنانية ليست ملكه وحده، بل هي ملك لكل ممثلي الشعب اللبناني".وكان نصرالله أكد في مقابلة تلفزيونية بثتها قناة "الميادين" المقربة من "حزب الله" ومقرها في بيروت، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يدفعان المنطقة إلى حرب، مضيفا أنه يتعين على "محور المقاومة" الاستعداد لذلك.وأشار إلى أن "المقاومة تعمل في الليل والنهار على الحصول على كل نوع سلاح يمكنها من تحقيق الانتصار في الحرب المقبلة إن حصلت".ودعا نصرالله إلى الاستعداد "لكي تكون الحرب المقبلة التي ستفرض علينا فرصة لتحرير القدس، وأنا أراهن على هذا، وهناك قدرات في أمتنا بدأت تتجمع وتؤمن بهذا الخيار".وأعلن أنه "الآن يوجد مئات الآلاف من المقاتلين من عشاق الشهادة مستعدين لخوض المعركة ضد العدو الإسرائيلي".
رياشي
من ناحية أخرى، أعلن وزير الاعلام ملحم الرياشي أن مجلس الوزراء الذي انعقد، أمس، برئاسة الرئيس ميشال عون وبحضور رئيس الحكومة سعد الحريري والوزراء "أقر جميع البنود المدرجة على جدول الاعمال، كما اقر بند طرح من خارج جدول الاعمال، حيث خصص اعتماد 50 مليار ليرة لوزارة الداخلية لاجراء الانتخابات النيابية في موعدها". وأضاف الرياشي: "ليس لدينا حتى الآن نتائج التحقيقات فيما يخص موضوع دخول قيس الخزعلي إلى لبنان"، مؤكدا ان "هناك رفضاً كاملا من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء للمس بالحريات التي هي مقدسة".ودعا عون مجلس الوزراء، الى استكمال التحضيرات للانتخابات النيابية وبدء درس مشروع موازنة 2018 واستكمال التعيينات. وعن الحريات الاعلامية، قال: "أحد لا يستهدف المؤسسات الإعلامية، والقضاء تحرك للتحقيق في قضية معينة وعلينا احترامه وأنا حريص على الحريات". من جهته، أكد الحريري أن "مجلس الوزراء عمل لحماية البلد وتأمين الاستقرار السياسي والأمني وحقق إنجازات كبيرة في العام الماضي، وأمامه جدول اعمال سيكمل به وصولا للانتخابات". وأضاف الحريري "من الممكن أن تكون وجهات النظر السياسية بين الموجودين على الطاولة مختلفة حول العديد من الأمور، لكن ما يجمعنا أكبر وأهم من أي اختلاف، مصلحة البلد واستقراره هما هدفان اجتمعنا عليهما"، وتابع: "نحن بخدمة جميع اللبنانيين، ومجلس الوزراء هو لجميع اللبنانيين، وهذه الجلسة رسالة واضحة، مفادها أن التضامن الحكومي باق ومستمر، وأن أي خلاف يهون أمام مصلحة البلاد وحماية الاستقرار".