«أبل» قد لا تجلب ملياراتها من الخارج
رغم خفض الضرائب على مدخراتها من 35 إلى 15.5%
لا يبدو أن شركة «أبل» تعتزم استخدام ما تستعيده من مليارات الضرائب هذه السنة لامتلاك نتفليكس– على الرغم من تقرير عرض الأسبوع الماضي احتمال مثل هذه الصفقة. (وحتى في حالة حدوث ذلك غير المحتمل، فإن الأمر لن يرجع إلى التدفق المفاجئ للنقد على الشركة نتيجة قانون الضرائب الجديد).ويعطي القانون الجديد، الذي وقعه الرئيس الأميركي في نهاية السنة الماضية شركة «أبل» الخيار لإعادة الـ 250 مليار دولار، التي تحتفظ بها في الخارج إلى الولايات المتحدة عند معدلات ضريبة أقل كثيراً (15.5 في المئة مقابل 35 في المئة في القانون القديم). ويعتقد اثنان من محللي سيتي هما جيم سوفا وآسيا ميرشانت، أن «أبل» قد تستخدم كمية كبيرة من تلك الأموال المعادة لشراء نتفليكس، وهما يعطيان هذا الاتفاق فرصة بنسبة 40 في المئة. وكتب المحللان في بحثهما أن «لدى الشركة الكثير جداً من المبالغ النقدية– حوالي 250 مليار دولار – تحقق نمواً بخمسين مليار دولار سنوياً». وأنا أظن أن «أبل» فكرت بصورة جدية في شراء نتفليكس قبل عامين وربما أبقت الإمكانية مطروحة على الطاولة، وعملية شراء هذا العملاق هي ضمن الإمكانية، لكن احتمال تحقيقها ربما لا علاقة له بإعادة الأموال وذلك للأسباب التالية:
1 – اعتمد سوفا وآسيا Suva and Asiya في توقعاتهما على الافتراض بأن «أبل» سوف تعيد كل موجوداتها البالغة 252 مليار دولار نقداً من الخارج إلى الولايات المتحدة وهما يتوقعان أن «أبل» بعد الضرائب سوف تتمكن من الاحتفاظ بحوالي 220 مليار دولار، أي ما يقارب ثلث المبلغ اللازم لشراء نتفليكس. لكن «أبل» لن تعيد كل أموالها النقدية الى البلاد، بحسب ما أبلغ مصدر مطلع فاست كومباني، قال إنها سوف تعيد حوالي نصف ذلك المبلغ في 2018.2 - لا يبدو أن استراتيجية «أبل» للاستحواذ محكومة بوضعها النقدي، ويبدو أن استحواذات الشركة تتعلق بقدر أكبر بالاحتياجات التقنية والهندسية في تطوير منتجات «أبل» التي سوف تطرح في السنوات القليلة المقبلة. وبحسب أرقام كرانشبيز، فإن أكبر استحواذات «أبل» في السنوات الخمس الماضية كان بيتس أوديو، التي اشترتها مقابل ثلاثة مليارات دولار في سنة 2014. وكانت «أبل» في مركز نقدي أفضل منذ ذلك الوقت، وعلى الرغم من ذلك نحن لا نعلم عن أي استحواذ ينافس بيتس من حيث الحجم. وقد تمثل الاستحواذ الأكبر منذ بيتس في شركة شازام الموسيقية التي حصلت عليها «أبل» مقابل 400 مليون دولار. ولا تقوم «أبل» بالكثير من الاستحواذات.3 – قد يكون وقت أكبر احتياجات «أبل» الاستراتيجية مضى في الأساس. فقد كتب رئيس كريتيف استراتيجيز ومحلل «أبل» منذ زمن طويل تيم باجارين إلى فاست كومباني يقول: «فيما يمكن أن تستطيع «أبل» تحقيق تحسن في المحتوى، فإن عروض خدماتها تشكل في الأساس شريحة مربحة في أعمالها والحاجة إلى شيء مثل نيتفلكس ليست ضرورية كما كانت منذ سنتين». وتعتبر خدمات «أبل» (التي يشكل آي تيونز لمحتوى الفيديو جزءاً منها) الجانب الرئيسي لازدهار «أبل» بعد عصر انتعاش آي فون، كما أن الأعمال كانت تنمو بسرعة، وفي الربع الثالث من العام الماضي حققت الأعمال عوائد بقيمة 8.5 مليارات دولار وهي نسبة نمو بـ 34 في المئة عن الربع نفسه في سنة 2016، وذلك أكثر من أعمال «أبل» في آي باد وأكبر من المبيعات المشتركة من ايربودز و«أبل» تي في و«أبل» ووتش وآي باد تاتش وأجهزة بيتس.
«أبل» والفيديو
استمرت التكهنات حول صفقة «أبل»-نيتفلكس طوال العامين الماضيين، وكانت «أبل» واحدة من أوائل من طرحوا مقاطع فيديو عن طريق آي تيونز التي يدفع المستخدمون فيها لقاء أفلام وعروض فردية. لكن نيتفلكس وهيولو رجحتا على آي تيونز حيث يدفع المستخدمون رسماً شهرياً من أجل الحصول على دخول غير محدود الى مكتبات الفيديو الكبيرة.وأشارت «أبل»، ثم تصرفت، الى اهتمامها في التقدم أكثر باتجاه محتوى الفيديو الأصلي. وتحركت بحذر حتى الآن وبدأت بجهود متواضعة جداً في كاربول كاروكي وبلانت أوف أبس وانضمت الآن إلى ستيفن سبيلبرغ لإحياء سلسلة سي-فاي أميزنغ ستوريز من حقبة ثمانينيات القرن الماضي. وسوف يجعل الاستحواذ على نيتفلكس من «أبل» لاعباً أكبر كثيراً في اشتراكات الفيديو والمحتوى الأصلي. وأنا أشعر أن «أبل» سوف تستمر في استخدام سخائها في هوليود لشراء أو خلق محتوى فيديو جديد ولأن أعمال خدمات الشركة جيدة تماماً وتنمو كما هو مأمول، فإن «أبل» لا تشعر بضغط من أجل القفز إلى القمة في اشتراكات سوق الفيديو عبر الاستحواذ على نيتفلكس.ومن المحتمل بقدر أكبر أن «أبل» سوف تستخدم أموالها التي ستعيدها ثانية بغية شراء أسهم من جديد ومكافأة المساهمين بتقديم أرباح لهم.