من المرجح أن تتحمل أوروبا تكلفة أعلى من أجل الحصول على حاجتها من النفط نتيجة لقيام روسيا بضخ كميات إضافية من نفطها إلى الأسواق الصينية. ومع قيام ثاني أكبر اقتصاد في العالم بطلب المزيد من الخام ستتوقف شحنات الخام المتجهة من ميناء بريمورسك في منطقة البلطيق، بحسب شركة «إف جي اي» الاستشارية النفطية. وسوف يفضي هذا الخفض في الإمدادات الروسية إلى ارتفاع أسعار المنتجات النفطية المباعة إلى أوروبا. ومن المعروف أن روسيا هي أكبر مزود للصين بالوقود وقد تزيد من صادراتها إليها بـ 200 ألف برميل يومياً في العام الحالي عن سنة خلت، وفقاً لشركة إف جي اي.
وبعد التخمة، التي أدت إلى أكبر انهيار في الأسعار خلال جيل، وحرمت روسيا من عوائد النفط، سعت تلك الدولة إلى تحسين حصتها السوقية بين أكبر المستوردين في العالم. وقد حلت محل المملكة العربية السعودية الآن كأكبر مصدر إلى الصين حتى مع قيادة الدولتين لجهود تقليص زيادة الإمدادات العالمية من خلال خفض الإنتاج. وساعد خط أنابيب الخام من شرق سيبيريا – المحيط الهادئ مهمة روسيا الرامية إلى زيادة حجم صادراتها.وقالت اف جي اي في مذكرة في 29 ديسمبر الماضي إن «روسيا بدأت على الفور تحويل صادراتها النفطية من أوروبا إلى الصين، وفيما شهد إجمالي صادرات الخام من روسيا محسوبة على أساس سنوي استقراراً في 2018 فإن هذه أنباء تفضي إلى رفع أسعار خام الأورال نظراً إلى تدني توافره، وخصوصاً القادم من ميناء بريمورسك».ومن المتوقع، أن تفضي هذه الزيادة في الشحنات إلى الصين إلى خفض الصادرات من بريمورسك في شهري يناير وفبراير هذا العام وخفض تدفقات خط الأنابيب إلى أوروبا الشرقية في شهر مارس، بحسب شركة إف جي اي. ويحتمل أن تهبط شحنات فئة الأورال من الميناء في شهر يناير بنحو 160 ألف برميل يومياً مقارنة مع سنة خلت فيما قد تبقى الإمدادات من نوفوروسيسك على البحر الأسود مستقرة إلى حد كبير، مع احتمال حدوث بعض الارتفاع، بحسب المذكرة المشار إليها.
تحسن الأسعار
وأدى هذا التحول إلى دعم أسعار الأورال، التي باتت أكثر قوة في نهاية شهر ديسمبر الماضي مقارنة مع شهر سابق، بحسب إف جي اي، وباتت أسعار هذه الفئة من النفط أعلى بنحو 60 سنتاً للبرميل مقارنة مع خام برنت في سوق لندن، بحسب الشركة الاستشارية.وتستورد الصين القسم الأكبر من النفط الروسي عن طريق خطوط داخلية وشحنات بحرية من الموانئ الشرقية في كوزمينو ودي كاستري وبريغورودنوي. وبدأت قناة ثانية بين البلدين عملياتها في رأس السنة وضاعفت سعة استيراد الصين من خام اي اس بي او إلى 30 مليون طن سنوياً أو حوالي 600 ألف برميل يومياً. ويعمل الخطان بصورة متوازية بين موهي عند الحدود وداغينغ في إقليم هيلونغجيانغ في الشمال الشرقي. وقد سعت الدولة الآسيوية إلى توسيع علاقات الطاقة مع روسيا. كما أن شركة سي اي اف سي الصينية، التي انتقلت من مجرد شركة محلية صغيرة إلى عملاق عالمي باعت في شهر نوفمبر أول شحناتها من النفط الروسي بعد شراء حصة بقيمة 9 مليارات دولار في شركة روسنفت في العام الماضي.وسوف يزود عملاق الطاقة الروسي الشركة التي تتخذ من شنغهاي مقراً لها بما يصل إلى 60.8 مليون طن بما في ذلك الأورالي واي اس بي او وسول خلال خمس سنوات.وكانت روسيا قد زودت الصين بـ 5.12 ملايين طن من الخام في شهر نوفمبر، أي ما يعادل 1.3 مليون برميل في اليوم كما تظهر معلومات رسمية، وهي تهدف أيضاً إلى البدء ببيع الغاز الطبيعي عن طريق خط أنابيب سيبيريا بحلول شهر ديسمبر 2019.